عدت بعد زمن.....
أبيض الشعر كلي أمل.....
كنت في الطريق أفكر فيها.....
فقد مضى زمن لم أراسلها......
لم أكن أرد عليها......
شغلتني الأيام.....
أو أني كنت مدرك أنها بالأنتظار.......
و ها قد مرت سنوات الغربة.......
عدت إليها محملا بالدولار.......
جاهز لتحقيق الأحلام........
حقيقة كنت في غربتي قد تألمت.....
و لكن ألم الغربة مع الوقت أصبحت أعتاده.....
فلم يعد يدمي القلب.......
يا تري هى كما هى منذ تركتها منذ عقد من الزمان ؟......
أم تراها غيرت ملامحها الأيام.؟.......
لن أذهب الآن لأى مكان.....
لابد أن أراها أولا.......
و هاقد اقتربت من فيها........
أخشى أن تأخذني السعادة بلقائها و أقوم باحتضانها أمام أهلها.......
طرقت الباب......
و خرجت سيدة لا أعرفها.....
و لكن ملامحها تعرفني.........
بكل فتور نظرت لي.......
و قالت ماذا تريد ؟!........
قلت لها أليس هذا منزل فلان.......
قالت نعم هو......
قلت و أنت حبيبتي ؟!.......
قالت لا.......
قلت كيف...... ؟!......
فأنا أحفظ تفاصيلك ........
قالت لي
لقد كنت فيما مضى أحب.....
و كان وهم سقطت فيه.......
رحل حبيبي لبلاد الغياب..
لم يترك لي عنوان و لا خطاب......
و عندما عرفت مكانه بعد بحث و عذاب......
كنت أرسل له كل يوم خطاب......
أدعوه أن يعود ليرحمني من العذاب.......
لكنه لم يرد و لم يقطع الغياب.......
و على صخرة غربته تحطم مني الفؤاد.......
و صارت عيوني تسقط الأمطار..... .
دموع عاصفة و رياح شوق ثائرة........
و لأني شرقية.......
و لأن السنوات سرقت عمري.......
و لكوني أنثي.......
اجتمع ذكور العائلة......
ليحكموا على بزيجة قبل ما يمضي مني القطار.......
و لم يكن لرأيي عنوان.......
و لم تكن أنت ترد.........
كنت تجمع من الغربة الدولارات......
و تركت قلبي للاحتضار........
لما عدت. ؟!.......
فأنت أخطأت العنوان
أغلقت الباب في وجهي......
و انصرفت !!
محمد الزهري