كيف نتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة في مواجهة الكورونا
أكدأستاذ دكتور أشرف عقبة رئيس وحدة المناعة بطب عين شمس، أن زيادة تناول الحمضيات لا يساعد على تقوية المناعة كما يعتقد البعض، مضيفا أن النوم الكافي وتجنب التوتر والتدخين من أهم وسائل تقوية المناعة.
وأكمل أنه لابد من الحرص على تناولهم أغذية صحية، والمناعة النفسية يرفع من حالتهم النفسية وبالتالي يقوي جهازهم المناعي في مواجهة الفيروسات
وقال أيضا ، إن جهاز المناعة هو خط الدفاع عن جسم الإنسان، وخاصة ذوى الاحتياجات، ومتلازمة داون الأكثر عرضة للأمراض والفيروسات.
وأضاف التقرير أنهم "يحتاجون لمعاملة ورعاية خاصة من جانب عائلاتهم فيما يخص النظافة الشخصية والأطعمة وعاداتهم الصحية ونظامهم الغذائي".
كما اكدت منال الكردي:
احتل أطفالنا من ذوي الإعاقة العقلية الجزء الأكبر من ضعف المناعة، وذلك لأسباب مرتبطة بالإعاقة العقلية، فنجد أصحاب هذه الإعاقة من متلازمة داون، على سبيل المثال، يعانون من كبر حجم اللسان مقارنة بالأطفال العاديين، مما يشكل تحديا بالنسبة لهم، ويصابون بنسبة 13 مرة اكثر من الاطفال العاديين ، فيصعب عليهم إغلاق الفم وإطباقه، لذلك يتعرضون لجفاف حاد بالحلق، مما يسهل دخول فيروسات كثيرة ومتنوعة لمجراهم التنفسي، بالتالي تعرضهم للالتهابات المتكررة في الحلق والحنجرة وأحياناً يمتد هذا الالتهاب للصدر والقصبات الهوائية.
وهناك بعض الأطفال المندرجين أيضا تحت خانة الإعاقة العقلية يعانون من كبر حجم الرأس بسبب وجود مشاكل مثل الاستسقاء الدماغي. هنا يضطر الأطباء لإجراء عملية جراحية، الهدف منها عمل قسطرة تضمن تصريف السائل الشوكي الزائد بعيدا عن الدماغ، مما يسهم في إحداث مشاكل متكررة وارتفاع في درجة الحرارة، وبالتالي ضعف في المناعة.
وبشكل عام، يعاني الأطفال ذوو الإعاقة العقلية من تدن في الإدراك والقدرة العقلية، لذلك يقومون بوضع أجسام ملوثة في أفواههم أو يقومون بممارسات تفتقر لقواعد السلامة، فنجد الأهل يبذلون جهودا جبارة في حمايتهم ومنعهم من تكرار تلك الممارسات.
ويندرج أيضا تحت فئة الإعاقة العقلية فئة “P,k,u”، فهم يتناولون أطعمة محددة فقط تفرضها طبيعة المشكلة التي يعانون منها، مما يقلل فرصة تناولهم للأغذية المتوازنة، وبذلك تضعف مناعتهم ويصبحون عرضة للأمراض والفيروسات.
أما عن أطفالنا ذوي الاضطرابات التي يصاحبها بالعادة إعاقة عقلية مثل “اضطراب التوحد”، فهم أيضا أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالفيروسات والالتهابات المتكررة، فهم بالعادة يعانون من انخفاض بمستوى المعادن والفيتامينات في الدم، لذلك يحتاجون لنظام غذائي صحي متوازن غني بالفيتامينات والمعادن..
وعلى صعيد آخر، نعتقد أن عدم ممارسة الأطفال حياتهم ونشاطاتهم الحركية اليومية بشكل طبيعي بسبب الإعاقة التي يعانون منها، كفيل بإضعاف مناعتهم، فهم للأسف لا يقومون بنشاطات بدنية تسهم بتنشيط الدورة الدموية لديهم.
اذاً ما العمل؟ خصوصا أن هؤلاء الأطفال بطبيعة الحال لا يخلو الشهر وأحياناً الأسبوع من إصابتهم بالتهابات متكررة، كيف سيكون الأمر في ظل هذه الظروف التي تفشى بها فيروس كورونا، كيف من الممكن حمايتهم ووقايتهم من الإصابة بهذا الفيروس؟
– منع اختلاطهم بالعالم الخارجي “إن كانوا يذهبون الى المراكز الخاصة” وبقاؤهم في البيت حتى انتهاء أزمة هذا الفيروس.
– متابعتهم بغسل الأيدي وتعقيمها لأنهم لا يدركون ذلك، وتعقيم جميع الأسطح والأدوات التي يلمسونها.
– ضبط طبيعة الغذاء المقدم لهم، وذلك بأن يكون متوازنا وغنيا بالألياف والفيتامينات والمعادن بالإضافة للبروتين، والقليل من السكر والدهون.
– زيادة حصصهم اليومية من الفواكه التي تحتوي على فيتامين “C” والعصائر الطبيعية الخالية من السكر المحلاة بالعسل الطبيعي.
– إضافة حصة يومية لهم من المكسرات النيئة مثل اللوز والجوز والفول السوداني.
– عمل فحص دوري للدم بغاية الكشف عن أي نقص بعناصر الدم أو زيادتها، بالإضافة للاطمئنان على المستوى الطبيعي للفيتامينات والمعادن.
– سؤال طبيب الأطفال عن استخدامهم “أوميغا 3″، وبدء إعطائهم الجرعة المناسبة في حال نصح بها الطبيب.
– المحافظة على درجة حرارة البيت من الانخفاض “فترة الشتاء” وارتداؤهم ملابس مناسبة مع درجة حرارة الجو.
وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية الدولية، قد قالت في تقرير سابق لها، إن فيروس "كورونا" الجديد ، المسبب لمرض "كوفيد-19"، يشكل مخاطر لكثير من الأشخاص ذوي الإعاقة حول العالم، وأن على الحكومات أن تبذل جهودا إضافية لحماية حقوقهم في الاستجابة للجائحة.
لكن ووسط كل تلك الأخبار، التي أثارت مخاوف الناشطين وأصحاب الإعاقات، في زمن تفشي كورونا، لم يخل الأمر من أخبار إيجابية، منها مانشرته صحيفة الجارديان البريطانية، عن تخفيف قواعد الإغلاق السارية في البلاد، على أصحاب الإعاقات، وقالت الصحيفة إنه وفقا لهذا التخفيف، فإن هؤلاء الذين يعانون من إعاقات تتعلق بالتعلم، وكذلك المصابين بالتوحد، يمكنهم أن يتركوا المنزل للتريض، أكثر من مرة واحدة في اليوم، كما يمكنهم السفر من منطقتهم إلى مناطق أخرى.
ومن الصين جاء أيضا خبر إيجابي آخر، وهو إطلاق كمامات خاصة للمعاقين، إذ عرضت إحدى مترجمات لغة الإشارة، خلال مؤتمر صحفي، حول الوقاية من تفشي فيروس كورونا في بكين، كمامة شفافة، تسهل على من يعانون من ضعف السمع، تلقي المعلومات والإرشادات، وكان القناع المصمت عائقا لمترجمي لغة الإشارة في وقت سابق، في عرضهم لإرشادات الوقاية من الكورونا بالنسبة للمعاقين.
وفي السياق نفسه أشار عقبة، إلى أن المضادات الحيوية من أهم أسباب ضعف المناعة لدى البعض.
إن ضعف مناعة هؤلاء الأطفال مشكله لابد من العمل على حلها أو التخفيف منها قدر الإمكان، فهم بالوضع الطبيعي عرضة لأن يكونوا فريسة للفيروسات العادية، فكيف سيكون الحال مع فيروس شرس مثل كورونا؟
ساحة النقاش