مؤسسة المشاركة المجتمعية للتنمية (شارك)

حكيم اليمن وبطانة الفساد 2011/04/02 الساعة 20:06:59 عادل معزب قالها سابقا "الكرسي مغرم وليس مغنم " ، كما قال" سئمنا الحكم " وقال "برحل على الرحب والسعة " أي بخروج مشرف يليق به وأخيرا يقول بأنة " سيضحى بالروح والدم والغالي والنفيس من اجل الشعب وهى مؤشرات لترك السلطة سلميا حقنا لدماء الشعب والدخول في مالا يحمد عقباه أما لو كانت التضحية بالغالي والنفيس من أجل الكرسي فهذا انتحار سياسي أمام جذوة ثورة الشباب التي كسبت كل أطياف اليمن إليها تأييدها وهى مشتعلة وبوتيرة متزايدة في المضي لتحقيق مطلبها وهو الرحيل في شتى ميادين التغيير في الجمهورية . فكم كنا نسمع من الخطابات والعبارات التي كانت تدل على زهد الرئيس صالح في كرسي الحكم ، ونيته على ترك السلطة ، ما جعل بطانة السوء ولوبي الفساد تضع الأشواك والعقبات أمام التحول الديمقراطي وإفشال كل محاولات الحوار السابقة بفعل المراوغة حتى يذهب الوقت وبدون حلول تذكر. وعلى مدار (3) عقود مضت على اليمنيين ظهر هذا الشعب الطيب والأصيل بكرمه واخلاقه وتقاليده ، يعطى الفرصة للرئيس محتسبا الأزمات التي مرت بها اليمن خارج عن ارادته ، وتلتها الفرصة تلو الفرصة معتقدين أن الرئيس سيتخلص من لوبي الفساد قبل أن يتخلصوا منه وما أن يريد الشعب الصابر أن يتنفس الصعداء حتى تظهر له مشكلة يصنعها النظام في كواليسه لتكون شماعة أمام الشعب ، وتظل تلك المشكلة شماعة أمام لوبي الفساد لعدة سنوات بمسرحية وإخراج وتنفيذ وتصرف عليها المليارات من خزينة الشعب ويتاجرون بتلك الأزمات لبناء مستقبل أولادهم في الداخل والخارج . ولعظمة هذا الشعب الكبير والشباب الحضاري الذي جلس ينتظر المستقبل الواعد من عدة سنوات أخذ يدق الجرس أمام الرئيس باحترام ويقول له أبعد بطانة السوء وزعماء الفساد الذين أصبحت أموالهم تضاهي أموال أحمد عز وجمال مبارك في مصر ، اعمل دولة مؤسسات وقانون ، فرجوا بهيئة لمكافحة الفساد إلى جانب الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة ، ولكن الواقع لم يشهد أن حوكم مسئولاً رفيع المستوى في قضايا فساد بل شاهدنا أن من يفسدون وينهبون أموال الشعب يتم ترقيتهم إلى مناصب عليا في الدولة حتى ظهر الجهاز الادارى للدولة وكأنه ملك لحزب المؤتمر ، حتى تضخمت هذه البطانة وأصبح صوتها على مقربة من الرئيس يطرحون له الواقع على عكس ما هو موجود وان الأمور تمام يافندم ، ويقومون بتصغير الآخرين ، كما وصلت بهم الجرأة إلى إلغاء الأخر والشروع في تعديلات دستورية لتصفير العداد لتمديد فترة الرئاسة ، منفردين ضنا منهم إنهم يحسنون صنعا وقد قال تعالى " قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا، الذين ظل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا" ما جعل الرئيس يظهر على الفضائيات بقوله هي اجتهادات بعض النواب رغم أن برنامجه غير ما يريدون ، فكانت أخطاء فادحة استخدمتها بطانته الفساد. ومرارا وتكرارا واليمن تدخل من أزمة إلى أخرى والشعب اليمني العظيم يعانى ما يعانى من ضعف في مستوى التنمية البشرية على جميع مستوياتها(الصحية – التعليمية – الاقتصادية وغيرها) ، فقد أظهرت التقارير الدولية أن اليمن تأتى قبل ومحسوبة من الدول التي تقع تحت خط الفقر ، بالرغم من وجود استراتجيات للتنمية والتخفيف من الفقر الذي تشرف عليه ووزارة التخطيط والتعاون الدولي بدعم من الدول المانحة التي أنفقت المليارات من الدولار لهذا الشعب حتى يتعافى ويكون مثل باقي الدول . مرت السنيين والأيام وإذا بالتقارير الدولية تظهر وضع اليمن في ضعف إدارة وسوء استخدام للأموال التي تقدمها هذه الدول ما جعلها في مؤتمر لندن تنتقد السياسات اليمنية تجاه التنمية وأصبحت الدول المانحة غيروا ثقة بالجهات المختصة ما جعل الرئيس يطلب من هذه الدول المانحة أن تأتى وتنفذ برامجها لنفسها وهذه كانت ضربة منه للوبي الفساد في السلطة التي يعرفهم جيدا بأنهم أيادي غير أمينة على أموال الشعب ما جعل الرئيس يقول في خطاباته لن يسلم السلطة إلا لأياد أمنه والى ألان الكثير من المحللين لم يستقروا على تحليل لكلمة (أمنة) . حيث يشاهدون أموال الشعب الفقير تنهب من البنوك لتغطية الفعاليات والمهرجات بالمليارات وهناك الكثير من الأسر الفقيرة في الشعب لا تجد قوت يومها. ونظرا لتلك الظروف التي مرت بها اليمن ومشكلاتها المفتعلة في عدة محافظات أيقن أبناء اليمن أن هذه الأزمات مصنوعة حتى لا يتحرك هذا الفيل اليمني يوما من الأيام مطالبا بحقوقه الشرعية في ظل الوحدة والتعددية والمشاركة السياسية القائمة على الشفافية ، بعد أن شاهد بطانة الفساد تؤثر على قرار السلطة وحكمتها في علاج الخروج من الأزمات التي تمر بها البلاد ، تفضيلا لمصالحهم الشخصية على مصلحة الوطن الغالي وهو ما أثبتته الأيام الماضية من استغلال الظرف الراهن في أيام ثورة الشباب الحر حتى يحصلون على الملايين والمليارات من بنوك اليمن التي يريدون أن يتركوها فارغة حقدا منهم على هذا الشعب التواق للحرية والعدالة ، الذي فلاشك أن اليوم سيأتي ويحاسبهم على أموال الشعب التي نهبت من خزينة الشعب كما حوسب من سبقهم في مصر وتونس وللأسف إنهم يعملون بنفس السيناريو في مصر لم يتعضو أين صفوت الشريف وحبيب العدلي واحمد سرور وغيرهم الكثير ممن منعوا من السفر ويبيتون خلف القضبان فهكذا عدالة السماء . ولذلك اليمنيون لا يزالون يأملون في رئيسهم خيرا في حقن دماء اليمنيين الذين يعتصمون سلميا في شتى الميادين بالملايين على مستوى الجمهورية ،بأسلوبهم الحضاري الذي شهد له العالم اجمع فئة الشباب المثقف والمتعلم والتي ترى في وجوههم المستقبل الواعد لهذا الوطن فيكفيك أيها الرئيس فخرا أمام العالم بهذه الصورة الحضارية التي ظهرت بها اليمن ، فاترك أراء بطانة السوء ولوبي الفساد من حوليك واستمع لثورة الشباب حقنا للدماء وحفاظا على وحدة وتراب الوطن وحتى تدخل التاريخ من أوسع أبوابه بدلا من الخروج المهين الذي خرج حسنى مبارك وزين العابدين.

المصدر: التغيير نت - اليمن
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 63 مشاهدة
نشرت فى 2 إبريل 2011 بواسطة adelmozab

ساحة النقاش

مدونة الدكتور / عادل معزب

adelmozab
موقع متخصص فى الحكم الرشيد ومكافحة الفساد فى اليمن »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

8,661