لصوص يطاردهم الإنتربول الدولي
2011/01/27 الساعة 16:44:00عادل معزب
لا غرابه في ذلك فعدالة السماء تتحقق في الدنيا قبل الآخرة ، فمن كان يظن أن يأتي اليوم الذي يحاسب فيه رئيس دولة تربع في كرسي الحكم وتحكم في الثرة كما يشاء على حساب أبناء شعبه ، أخذ ما تبقى من الأموال والذهب هو وزوجته حاكمة قرطاج سابقا بخلاف ما في البنوك السويسرية وغيرها من عقارات في عواصم الدول الكبرى في لندن وباريس وغيرها بالإضافة إلى ظلم الشعب طيلة فترة حكمة بالحديد والنار وتحت السياط ( سجن وقتل وسحل ونفى )وصلة درجة الوقاحة إلى توزيع كشوفات بالمصليين على للرقابة واشتراط دخول المساجد بالبطاقة ووضع كمرات تصوير في المسجد ليتم مراقبه أنفاس المصلين ودعواتهم التي يتضرعون و يبتهلون بها إلى الله أن ينقذهم من بطش الظالمين وان يريهم به يوما أسودا ،
فكان اليوم الأسود يوم هروب بن على محلقا بطائرته في الأجواء تستجدى من يتفضل عليهم بحق اللجوء فلا يجد احد فاتصل بفرنسا الحيف الاستراتيجي فرفضته وكذلك مالطا وليبيا وكثير من الدول وكان دورة انتهى بالنسبة لفرنسا كان حليفها عندما كان رئيسا مطيعا لها على حساب شعبه وعندما لفظه شعبه لفظه حتى أصدقاؤه تبرؤا منه ساعة الصفر وهاهم اليوم يسعون للقبض عليه عبر الانتربول الدولي .
فلا غرابه أن نجد اليوم رئيسا يطارده الانتربول نتيجة الانتهاكات المتعددة واخذ الأموال بدون وجه حق وهى حقوق شعب بأكمله والتي اوتمن عليها فخان الأمانة وهو من ولى على رقاب المسلمين فقد أراد الله تعالى أن يجعله عظه وعبرة للظالمين تلاحقه اللعنات والحسرات وصفارات الإنذار في كل مكان فأين القصور في قرطاج وأين الحشم والخدم وأين السماسرة الذين كانوا يروجون له ما يغضب شعبه لا احد ينفعه اليوم ، فلو سأل المخلوع بن على في منفاه بجدة هل شفت نعيما قط وأنت تشاهد كل يوم الويلات والمظاهرات والمطالبات بتسليمك للعدالة ، فلاشك أن إجابته ستكون انه منذ رأى حريق محمد بوعزيزي وهو يحترق ليل نهار لا يستطيع إغماض عينية متذكرا مشهد ما كان يظن انه سيكون في مزبلة التاريخ وان شعبه سوف يخرجه بهذه الصورة المهينة وان تطيح عربة الخضار بكرسي الحكم وتحقق ثورة الياسمين . فمطالبة القبض على المخلوع بن على من قبل الدولة واستجابة الانتربول الدولي بذلك تمثل بداية جديدة وحيوية لإنصاف المظلومين وطريقة وقائية لحماية ممتلكات ومقدرات الشعوب وفرنسا هي من وافقه الحكومة الانتقالية بتحرير مذكرات القبض لمن بطش وظلم و أخذ أموال الشعب التونسي وهذا مصداقا لقوله تعالى" وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ" المؤمنون
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله تعالى ليملي للظالم، حتى إذا أخذه لم يفلته " متفق عليه.
فيا من كنت تعذب وتهين وتقمع شعبك وتستخدم كل أنواع الأساليب البوليسية في السحل والتعذيب والتهويل ها أنت اليوم تطارد بوليسيا ليحاسبك شعبك على فترة الثلاثة والعشرين السنة من البطش والظلم والقهر والنهب ، فهذه عدالة السماء أن ترى الرئيس المخلوع بن على في مكان اقامتة ينتظر سماع صوت صفارة البوليس لتسليمه للمحاكمة والزج به في السجن في نهاية مخزيه لمن فقد حب شعبه و عمل على نهب أموال الشعب ظننا منه انه لن يحاسبه احد وانه هو الرئيس وهو صاحب القرار كقارون زمانه .
لكن الله للظالمين بالمرصاد حتى يكونوا عبرة لغيرهم وحتى تعرف الشعوب أن هناك إنصافا إلهي في الدنيا لأخذ حقوقها المسلوبة على مدار عقدين من الزمان ، فلاشى يقف أمام إدارة الشعوب في تحقيق غايتها حتى وان تجاهلت بعض الوقت على مدار السنين الماضي هالا أنها كانت في سجن كبير فيه من التفنن والقمع وإرهاب الدولة ما جعل للصبر حدود وخرجت ثورة الياسمين التي أشعل شرارتها محمد بوعزيزي سيد شهداء تونس والذي حفظ اسمه كل عربي وأجنبي يتطلع إلى فجر الحرية والديمقراطية والعدالة والاجتماعية .
ولو رجعنا إلى عصر السلف في عهد الخليفة عمر بن الخطاب عندما جاء قدم المرزبان (رسول كسرى) إلى المدينة يريد مقابلة أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه
فأخذ يبحث عن قصر الخلافة وهو في شوق إلي رؤية ذلك الرجل الذي اهتزت خوفا منه عروش كسرى وقيصر...
ولكنه لم يجد في المدينة قصرا ولا حراسا فسأل الناس:
أين أمير المؤمنين عمر؟ فقالو لاندري ولكنه لعله ذاك النائم تحت الشجرة
فلم يصدق الرجل ماسمع فذهب اليه فإذا به
عمر رضي الله عنه قد افترش الأرض والتحف السماء وعليه
بردته القديمةفوقف المرزبان مشدوها مستغربا وقال قولته المشهورة :
حَكَمت ... فعَدلت ... فأمِنت ... فنِمت ... ياعمر
ساحة النقاش