<!--<!--ثانيا الأحاديث
الحديث الأول **النهي عن الحسد
عن عبد الله بن مسعود-رضي الله عنه-قال :قال النبي –صلى الله عليه وسلم:"لا حسد إلا في اثنتين :رجل آتاه الله مالا فسلط على هلكته في الحق،ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها" رواه البخاري0
معاني الكلمات والتراكيب
(لا حسد إلا في اثنتين) الحسد: هو تمني زوال النعمة عن صاحبها 00سواء تمني ذلك لنفسه أم لا0 ولكن المراد بالحسد في الحديث:الغبطة، ومعناها:أن يتمنى الإنسان أن يكون له مثل ما لغيره، دون زوال ما عند صاحبه0 (رجل آتاه الله مالا):أي أعطاه الله مالا، وقد جاءت كلمة"مالا"نكرة لتشمل الكثير والقليل من المال0(فسلط)وفي رواية"فسلطه"، والمراد بالتسليط هنا: التغلب على طباع النفس البشرية من الشح والحرص00 إلخ0(هلكته):أي إهلاكه، بحيث ينفد فلا يبقى شئ منه0(في الحق):أي في الطاعات، فيخرج منه الإسراف المنهي عنه0(الحكمة):المراد بها القرآن، أو العلم، أو الذكاء والفكر السديد0
س: بين ما يرشد إليه الحديث
ج:1-النهي عن الحسد المذموم المحرم، وهو أن يتمنى إنسان زوال النعمة عن غيره
2-لا بأس بالغبطة في بعض الأمور، وهي تمني أن يكون للإنسان مثل الذي لغيره0
3-فضل قراءة القرآن، ومنزلة العلم وطالب العلم0
4-إن نعم الله كثيرة لا تحصى، ومن أجلها: نعمة المال، ونعمة الحكمة0
الحديث الثاني** المتشبهون والمتشبهات
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال(لعن رسول الله-صلى الله عليه وسلم
المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء)
وفي رواية: (لعن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال) –رواه البخاري0
وعن أبي هريرة-رضي الله عنه –قال:"لعن رسول الله –صلى الله عليه وسلم –الرجل يلبس لبسة المرأة والمرأة تلبس لبسة الرجل" رواه البخاري0
معاني الكلمات والتراكيب
(لعن رسول الله):اللعن :هو الطرد والإبعاد من الله ،ومن معانيه أيضا السب والشتم0
(المخنثين من الرجال):أي المتشبهين من الرجال بالنساء0
(والمترجلات من النساء):أي المتشبهات من النساء بالرجال0
س: بين ما يرشد إليه الحديث
ج: 1-تحريم أن يتشبه الرجال بالنساء أو النساء بالرجال0
2-دعوة الإسلام إلى استقلال شخصية الإنسان، وألا يكون تابعا لغيره0
3-اللعن من الكبائر ،وهذا يدل على أن تشبيه الرجال بالنساء أو النساء بالرجال ،ذنب كبير،يلعن الله من يفعله0
4-حفاظ كل جنس على مقوماته وعادته الحسنة0
الحديث الثالث **العفو عند المقدرة
عن جابر بن عبد الله-رضي الله عنهما-،أنه غزا مع النبي –صلى الله عليه وسلم –فأدركتهم القائلة في واد كثير العضاة،فترف الناس في العضاة يستظلون بالشجر،فنزل النبي –صلى الله عليه وسلم-تحت سمرة فعلق بها سيفه ثم نام فاستيقظ وعنده رجل –وهو لا يشعر به، فقال :من يمنعك؟ قلت :الله،فشام السيف ،فها هو ذا جالس ،ثم لم يعاقبه0 رواه البخاري
وفي رواية أخرى :عن جابر –رضي الله عنه –قال :كنا مع رسول الله-صلى الله عليه وسلم-بذات الرقاع،فإذا أتينا على شجرة ظليلة تركناها لرسول الله-صلى الله عليه وسلم-فجاءه رجل من المشركين وسيف رسول الله –صلى الله عليه وسلم-معلق بالشجرة،فاخترطه،فقال: تخافني؟قال :لا 0
قال من يمنعك مني؟
قال :الله،فسقط السيف من يده، فأخذ رسول الله-صلى الله عليه وسلم –السيف 0
فقال :من يمنعك مني؟
فقال :كن خير أخذ0
فقال :كن خير أخذ0
فقال:تشهد أن لا إله إلا الله ،وأني رسول الله؟
فقال :لا، ولكني أعاهدك ألا أقاتلك ،ولا أكون مع قوم يقاتلونك0
فخلى سبيله0
فأتى الرجل أصحابه فقال:جئتكم من عند خير الناس0
معاني الكلمات والتراكب
(القائلة): وسط النهار وشدة الحر0
(العضاة): كل شجر يعظم له شوك0
(سمرة):شجرة كثيرة الورق0
(اخترط سيفي):أي استله0
(فشام السيف):أي أغمده0
(ذات الرقاع):سميت بغزوة"ذات الرقاع" لأنهم وقعوا فيها راياتهم، وقيل سميت باسم شجر بذلك الموضع،وقيل كانت الأرض التي نزلوا عليها ذات ألوان تشبيه الرقاع، وكانت سنة خمس من الهجرة بأرض "غطفان"من "نجد"0
س: بين ما يرشد إليه الحديث
ج:1- شجاعة الرسول- صلى الله عليه وسلم- وقوة إيمانه ويقينه وصبره على الأذى0
2- حلمه صلى الله عليه وسلم عن جهل الجاهلين وسماحته معهم0
3-عفوه عند المقدرة0
4-أن الإسلام لم ينتشر بالسيف بل بالحكمة والموعظة الحسنة0
5-عصمة الله تعالى لرسوله-صلى الله عليه وسلم-ورعايته له0
الحديث الرابع **الجزاء من جنس العمل
عن أبي هريرة رضي الله عنه-عن النبي –صلى الله عليه وسلم –قال0
"من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربه من كرب يوم القيامة،"ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة،ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخر"والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه،ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة،وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم- إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة،وخفتهم الملائكة،وذكرهم الله فيمن عنده، ومن ابطأ به عمله لم يسرع به نسبه0 رواه مسلم0
معاني الكلمات والتراكيب
(نفس ):أي فرج وخف0
(كربة):الكربة هي الشدة العظيمة التي توقع صاحبها في الكرب والهم0
(ومن يسر على معسر):سهل واليسر: ضد العسر،والعسر: هو الضيق والشدة والصعوبة0
(إلا نزلت عليهم السكينة): هي الوقار والتأني في الحركة والسير0
(وخفتهم الملائكة):أحاطت بهم0
س: بين ما يرشد إليه الحديث
ج: 1-فضل تفريج الكرب والتيسير على الناس وسترهم ومعاونتهم0
2-الجزاء من جنس العمل0
3-فضل التعلم والتعليم ،وفضل تلاوة القرآن ومدارسته0
4-إن الحساب في الآخرة بالعمل ،لا بالحسب ولا النسب ولا الجاه0
5-الدعوة إلى التعاون والتراحم والتكافل0
الحديث الخامــس الحيــــاء
عن أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري البدري-رضي الله عنه-قال :قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم ":إن مما أدراك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت" (( رواه البخاري))
معاني الكلمات والتراكيب
(إن مما أدرك الناس ): أي أن هذا مأثور عن الأنبياء السابقين،أخذه الناس وتداوله الخلف عن السلف0(إذ لم تستح): الحياء في اللغة،هو تغير وانكسار يعتري الإنسان من خوف ما يعاب به، وشرعا:هو خلق كريم يبعث على اجتناب القبيح ويمنع من التقصير في حق صاحب الحق0
س: بين ما يرشد إليه الحديث
ج: 1-الدعوة إلى التخلق بخلق الحياء0
2-أن الحياء من خلق الأنبياء كما أنه من خلق المؤمنين في كل أمة0
3-إذا نزع الحياء من العبد ضل طريقه في حياته،وكثرت ذنوبه ومعاصيه
الحديث السادس **المحافظة على الأموال العامة
عن خولة الأنصارية –رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله-صلى الله عليه وسلم0 يقول:"إن رجالا يتخوضون في مال الله بغير حق،فلهم النار يوم القيامة" رواه البخاري0
معاني الكلمات والتراكيب
(يتخوضون ):يتصرفون في مال المسلمين بالباطل، وأصل التخوض:المشي في الماء وتحريكه، ثم استعمل في التصرف في مال الله تعالى بما لا يرضاه0 وقيل :هو التخليط في تحصيل المال من غير وجه حق كيف أمكن0
(بغير حق): أي بغير قسمة حق0
س: بين ما يرشد إليه الحديث
ج: 1-الحفاظ على الأموال العامة0
2-زجر الحكام والولاة وجميع من ولوا على المال- أن يأخذوا منه شيئا بغير حقه، أو يمنعوه من أهله0 3-النار عقاب من يتصرف في أموال الناس بالباطل،أو يحصل المال من طريق غير مشروع0
ساحة النقاش