ثالثا: مواقف من حياة الرسول
1-موقف النبي(صلى الله عليه وسلم من اليهود)
بدأ النبي-صلى الله عليه وسلم –حياته في المدينة بالإصلاح بين الأوس والخزرج، والمؤاخاة بين المسلمين، وبكتابة عهد لليهود يضمن لهم فيه حريتهم الدينية، ومعابدهم وأموالهم وحقوقهم، وأوجب لهم الحماية والنصرة بشرط أن ينصروه على عدوه، فماذا كان موقفهم؟ لقد تظاهروا بالابتهاج لمقدم النبي-صلى الله عليه وسلم-وأعلنوا استعدادهم للتعاون معه،والوقوف بجانبه،ونصرته على أعدائه0 لكن نوازع الطمع والحقد والكراهية قد ملأت نفوسهم،حين رأوا الإسلام ترسخ قدمه في المدينة وينتشر فيما وراءها،ورأوا الأوس والخزرج يلتفون حول النبي0 ولقد استعمل معهم النبي –صلى الله عليه وسلم- ثلاثة أساليب ،وهي:
1-أسلوب العهد0 2-أسلوب الحرب 3-أسلوب الصلح0
واليهود في الجزيرة العربية كانوا في مواقع كثيرة بالمدينة وحولها،هم:
1-بنو قينقاع 2-بنو النضير 3-بنو قريظة 4-يهود خبير 5-يهود فدك يهود وادي القرى 6-يهود تيماء
معاملته لـ*يهود بني قينقاع :
عملوا على إثارة الفتنة،مستغلين حادثة امرأة مسلمة ذهبت لتبتاع بعض الحلي من صائغ يهودي ،فأهانها0 فاستنصرت بالمسلمين فحاصرهم الرسول خمسة عشر يوما متتابعة فطلبوا الصلح على أن يرحلوا عن المدينة،
معاملته لـ* (( بنو النضير ))
ما تم في غزوة "أحد"أثر في نفوس اليهود يهود"بني النضير"فقد وجدوا متنفسا لأحقادهم وغيظهم، ويبثون الشائعات بين المسلمين فذهب الرسول إلى محلتهم على مقربة من "قباء"،وطلب منهم معاونته في دية بعض القتلى من "بني عامر"إنفاذا للعهد بينه وبينهم،فرحبوا 0وكانو يخادعونه ليدبروا مؤامرة لاغتياله،وصعد أحدهم فوق الجدار الذي كان يجلس بجواره الرسول ليلقي عليه حجرا ليقتلهولكنه نجا منها 0 فبعث إليهم من يطالبهم بالجلاء عن المدينة0 وأعدوا العدة للحرب، وحاصرهم النبي –صلى الله عليه وسلم حتى استسلموا0 وأولادهم وخرجوا من المدينة
معاملته لـ* ((بنو قريظة))
كانوا يسكنون الجانب الشرقي للمدينة ،فلما تعرضت المدينة لهجوم الأحزاب-نقض هؤلاء اليهود عهدهم،وكشفوا الجبهة الجنوبية الشرقية للمدينة، وعرضوها للغزو والدمارفعاقبهم الرسول مثل الآخرين0
معاملته لـ* ((يهود خبير))
بعد عودة الرسول من"الحديبية"واطمئنانه إلى أمر "قريش" -قصد الرسول "خبير"وحاصر أهلها فلجأوا إلى حصونهم يعتصمون بها حصنا وراء حصن ثم طلبوا الصلح على أن يبقوا على أرضهم التي آلت إلى المسلمين بحكم الفتح ولهم نصف ثمارها0
((دروس مستـــفادة))
1-عامل اليهود بالحسنى واللين،وفتح لهم باب التعاون والتآلف والعيش في أمان
2-إن عنصرية الدين تسيطر عليهم ،فهم يعادون الدين الإسلامي
3-عنصرية الجنس متمكنة في نفوسهم،
4-إنهم لا يدينون بولاء لوطن يقيمون فيه
5-إن يهود الأمس هم يهود اليوم والغد0
ب-صورة من حياة الرسول الاجتماعية
النبي-صلى الله عليه وسلم-أبا:
فلم تقف هذه الأبوة عندما ألف الناس من حب أولادهم ورعايتهم0 ولم تنحصر في نطاق الأسرة،بل امتدت إلى الأهل والعشيرة، وكان شديد الحب لأبنائه شديد الرعاية لهم وامتد حبه إلى ولدي ابنته"فاطمة":الحسن والحسين0 وقد اتسع حنو قلبه الكبير لكل ابن من أبناء المسلمين: فقال(أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين)
(( النبي زوجا))
معاملته لزوجاته عن إنسانية رحيمة،ومعرفة بصيرة بطبيعة المرأة فقد كان له زوجات عدة،ولكنه كان يحترم كل زوجة،ويقدرها،ويعدل بينها وكان يساعدهن في أعمال البيت ،ولا يترفع عن خدمة نفسه وكان في جده ومزحه لا يسمح لإحداهن أن تتناول الأخرى في شئ وكان يذبح الشاة فيهدي إليهن
-النبي –صلى الله عليه وسلم-إنسانا:
أنه لم يكن يفعل شيئا حتى يستشير الصحابة مثل استشارته لأبي بكر وعمر بن الخطاب وكان حريصا على إعدادهم للقيادة ،كان إنسانا مع الناس كافة0
ساحة النقاش