الزواج العرفي في الإسلام

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير المرسلين، أما بعد ؛
أولاً يجب علينا أن نعلم أنه لا بد لكل مسلم أن ينقاد لنصوص الشرع ، وأن لا يقدم عليها قول أحد كائن من كان، قال تعالى : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ".

ومسألة الزواج العرفي - وهو الزواج من غير ولي .- جاءنا فيها حكم ربنا تعالى، وحكم نبيه صلي الله عليه وسلم، فما علينا إلا أن نقول " سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا" .

أما في القرآن فقد قال الله تعالى : " وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ" . قال الإمام القرطبي المالكي في تفسيرها : "في هذه الآية دليل بالنص على أن لا نكاح إلا بولي". لأن الله تعالى أسند أمر الإنكاح إلى الأولياء فقال : " ولا تُنكحوا" ولم يقل : ولا تَنكحوا .

وأما السنة فقد قال النبي صلي الله عليه وسلم :(( لا نكاح إلا بولي )). وقال :(( لا تزوج المرأةُ المرأةَ، ولا تزوج المرأةُ نفسَها فإن الزانية هي التي تزوج نفسها )).وقال :(( أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل فنكاحها باطل فنكاحها باطل )) . فماذا قال علماؤنا في هذا النوع من الزواج - الزواج بغير ولي :

قال خليل المالكي في مختصره :" وإن دخلا بلاه - بلا ولي - انفسخ العقد ". وقال ابن قدامه الحنبلي في المغني :" النكاح لا يصح إلا بولي ، ولا تملك المرأة تزويج نفسها ولا غيرها، ولا توكيل غير وليِّها في تزويجها فإن فعلت لم يصح النكاح ". وبذا قال النووي الشافعي.

وأما حديث :(( الأيِّم أحق بنفسها من وليها )) فلا يدل على عدم اشتراط الولي . قال النووي موضحاً ذلك :" واعلم أن لفظة أحق هنا للمشاركة معناه : أن لها في نفسها في النكاح حقاً، ولوليها حقاً، وحقها أوكد من حقِّه، فإنه لو أراد تزويجها كفؤاً وامتنعت لم تُجْبر، ولو أرادت أن تتزوج كفؤاً فامتنع الولي أُجبر ".

وأخيراً فإنا نهمس في أذن من أراد أن يلوث أعراض المسلمين بهذا النوع من الزِّنا بسؤال : هل ترضى لأختك أو بنتك أن يكون زواجها بهذه الطريقة ؟
وبذا يتضح لنا أن النكاح العرفي ليس بنكاح، وليس بعرفي، وإنما هو نوع من الزنا أراد أصحابه أن يصبغوه بصبغة الشرع، وذلك لا يغير من الحقيقة شيئاً .


وصلِّ اللهم وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه .