الرئيسية مقالات اليوم

حسن نصر الله ينعى رفاق السلاح!!

2 Share on print سمير العركى 20 يوليو 2012 05:34 PM

 

الضربة المؤلمة التى وجهتها قوى الثورة السورية قبل أيام قليلة لأركان النظام الطائفى السورى وأدت إلى مقتل أكابر مجرمى العصابة الحاكمة أفقدت زعيم حزب الله حسن نصر الله صوابه وخروجه على شاشات التلفاز لينعى رفاق السلاح على حد تعبيره متحدياً دماء آلاف الشهداء الذين قتلوا وتم التنكيل بهم على يد (رفاق السلاح) فى مجازر لا تزال تسبب صدمة للإنسانية ولكن طائفية نصر الله أعمته عن رؤية الدماء التى باتت تغطى كل ربوع سوريا، ومنعته من الاستماع إلى صرخات المكلومين والأرامل والثكالى واليتامى الذين لم يعد بيت سورى يخلو منهم.

والحقيقة أن ثورات الشعوب العربية جاءت على قدر على غير سابقة تدبير أو تجهيز من الشعوب العربية بدأها شاب تونسى فى بلدة سيدى بوزيد غير المعروفة ولا المشهورة لتتلقفها بعد ذلك بلاد النيل ثم ليبيا واليمن وأخيرًا سوريا التى باتت على نصر من الله عظيم يشفى صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم.

وقد جاء تفجر هذه الثورات ليوقف مشروعين عنصريين كبيرين كانا يختلفان أحياناً ويلتقيان كثيراً وهما المشروع الصهيو- أمريكى والمشروع الشيعى وكان الهدف المشترك لكلا المشروعين هو إعادة تخطيط وهندسة الوطن العربى على غرار اتفاقية سايكس - بيكو الشهيرة والجميع بات يعلم حجم التعاون الحميم الذى تم بين الملالى فى إيران وحكومة جورج بوش الابن من أجل احتلال العراق وتمكين الشيعة من رقاب الشعب العراقى فى مأساة مستمرة منذ سنوات وحتى الآن، وكانت سوريا (السنية) أحد أهم الركائز فى الهلال الشيعى الممتد من إيران مروراً بالأردن وسوريا وصولاً إلى لبنان إضافة إلى الأطماع الفارسية المعروفة فى أماكن تجمع الشيعة فى الخليج العربى فى البحرين والكويت والمنطقة الشرقية فى المملكة العربية السعودية وسقوط سوريا وانتهاء حكم الطائفة العلوية يعنى انهياراً فى المشروع الشيعى وأن مستقبل حزب الله ذاته بات على المحك وأن الوضع الشاذ الذى كان يمثله داخل الدولة اللبنانية سينتهى ومن هنا كانت العصبية الواضحة على حسن نصر الله، والتى دفعته إلى إقحام موضوع زيارة هيلارى كلينتون فى الحديث وقوله إن زيارتها تصب فى صالح إسرائيل ورغم أن الجملة كانت فى ظاهرها كانت خارج سياق نعى رفاق السلاح إلا أن نصر الله أراد بها أن يرد الصفعة التى تلقاها رفاقه فى دمشق على يد كتائب الثوار (ومعظمهم من الإسلاميين) إلى الإسلاميين فى مصر.

فمن المعروف أن وصول الإسلاميين إلى كرسى الحكم فى مصر لم يأتِ على هوى الملالى فى إيران ولا حلفائهم فى حزب الله فقد كان المال الشيعى متواجداً بقوة فى الساحة المصرية قبل الثورة بسنوات واستطاع أن يؤسس ميليشيا إعلامية موالية له وكانت الدولة المصرية هى الجائزة الكبرى التى يمنى ملالى إيران بها أنفسهم لولا قيام ثورة يناير، والتى حاولوا أن يمتصوا آثارها المدمرة على مشروعهم الطائفى وبذلوا جهوداً مضنية من أجل الحيلولة دون وصول الإسلاميين إلى سُدة الحكم حتى أن الأنباء تواترت عن الدعم المالى الإيرانى الكبير الذى تدفق على أحد مرشحى الرئاسة المصريين المحسوبين على الثورة والذى كنا نعتبره "واحد مننا" وقد ذكر الكاتب الفلسطينى ياسر الزعاترة فى حينه أن ضابط اتصال فى حزب الله كان يتولى مهمة توصيل المال الشيعى إلى المرشح الثورى الشهير.

ورغم أن الأنباء متوفرة منذ فترة عن وجود مقاتلين من حزب الله فى صفوف الجيش السورى الطائفى إلا أن الضربة القاصمة التى منى بها نظام بشار أدت إلى تدفق مقاتلى الحزب على سوريا كما تفيد التقارير الواردة من سوريا أى أننا على مقربة من مواجهة سنية - شيعية حاسمة سيدفع فيها ملالى إيران ومرتزقة حزب الله بكل ما لديهم للحيلولة دون سقوط النظام العلوى الطائفى.

وفى كل الأحوال ستنتصر ثورات الشعوب العربية وستختفى كل الطفيليات الطائفية والمشاريع الاستعمارية.. إنه قدر الله النافذ ولن تستطيع قوة أن تقف أمامه. 

[email protected]

 

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 120 مشاهدة
نشرت فى 21 يوليو 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

298,671