authentication required

الرئيسية مقالات اليوم


1 Share on print طه خليفة 20 يوليو 2012 06:11 PM

 

سوريا الثورة ستنتصر، إرادة الشعوب هى الغالبة، هذا هو قانون الحياة، وهى مشيئة الله فى عليائه، الله هو العدل والحق، ولابد للعدل أن يزيل الظلم، ولابد للحق أن يهزم الضلال.

الأربعاء 18 يوليو يوم تاريخى فى مسيرة الثورة السورية، ثورة تقدم نموذجا فى الصبر الأسطورى لإسقاط كبير الطغاة العرب رغم ضخامة التكلفة التى يدفعها الأحرار من دمائهم، لذلك سيكون النصر على السفاحين حليفهم.

فى هذا اليوم حصلت عملية نوعية مهمة ومعقدة فى معقل أمنى محصن قتل فيها 4 من كبار السفاحين الذين ماتت قلوبهم، وتجردوا من إنسانيتهم، وخرجوا من عالم البشر إلى عالم الوحوش.

السوريون الأحرار يباركون لبعضهم البعض على هذه العملية الناجحة.. الفرحة عمت البيوت فى سوريا.. الفرحة عمت بيوت الأحرار فى العالم من عرب وعجم. 

لكن هل هناك من يفرح فى الموت؟

اللهم لا شماتة فى الموت.. لا شماتة عندما يكون الموتى بشرا أسوياء، أما النافقون فهم من عالم آخر لا علاقة له بعالم البشر الأسوياء. 

نعم.. يعم الفرح عندما يكون القتيل مجرما كبيرا يسفك دماء الألوف ويدمر ويخرب ويعتقل ويغتصب ويرتكب أشنع وسائل التصفية التى يندى لها جبين الإنسانية.

نعم.. هناك فرحة فى مصرع الظلمة، ليذوقوا الموت من نفس الكأس التى يذيقونها للألوف ليس منذ انطلاق الثورة قبل عام ونصف العام فقط، بل منذ جاء نظام الإجرام إلى السلطة قبل 42 عاما حيث حول سوريا إلى مزرعة تتوارثها عائلة القتل.

المصير ذاته ينتظر بقية السفاحين الذين لن يفلتوا من العقاب فى الدنيا حتى لو اختبأوا فى سابع أرض ثم يكون عقابهم فى الآخرة.

 أحرار سوريا يفاجئون العالم كل يوم بإصرارهم البطولى على الموت فى سبيل الحياة، يموتون ليكتبوا شهادة حياة كريمة لوطن حر عزيز.

نظام السفاحين فى دمشق الذى يلتحف بأكذوبة القومية العربية فى طريقه للرحيل، وهى مسألة وقت، فالنصر صبر ساعة.

لم يتجاوب نظام الكذب مع كل المبادرات التى عرضت عليه للحل السياسى، وأصر على النهج الأمنى العنيف، فهو لا يريد الاعتراف بأنه مرفوض ومكروه من شعبه الذى استصغره واستعبده وأذله لكن الشعب أراد الحياة لذلك لابد للقيد أن ينكسر، ولابد لليل الطويل أن ينجلى، ولابد لسوريا أن تتنسم هواء الحرية النظيف.

سيسقط نهائيا النظام المدعوم من الطغاة أمثاله فى إيران، وحزب الله اللبنانى، وحكومة المالكى فى بغداد، وروسيا، والصين.. سيندحر هذا الحلف وسيكون انتصار الثورة مؤزرا إن شاء الله. 

دماء الشهداء، وآلام الجرحى لن تذهب هدرا، دعوات الثكالى والمغتصبات والمشردين والمعتقلين والمظلومين  ليس بينها وبين الله حجاب.

هذا الصمود الأسطورى للثورة رسالة إلى طغاة روسيا الذين يدعمون حليفهم الدمشقى، ولا يحفلون بالدماء البريئة، فتاريخ الروس منذ الثورة البلشفية وحتى اليوم مرورا بالإمبراطورية السوفيتية الساقطة مجلل بالدماء والقمع والقهر والعار.

هذا الصمود الرائع رسالة إلى أمريكا التى تحتضن تمثال الحرية لكنها تتخاذل عن المساندة العملية لثوار الحرية، فلم يكن لإداناتها وعقوباتها ومؤتمراتها أى قيمة فى إيقاف سفك دماء الأبرياء.

كما لو كان هناك تحالف فى الخفاء بين روسيا وأمريكا على دعم الأسد، موسكو بدعمها المباشر له، وواشنطن بخذلانها للثوار.

لذلك عندما تنتصر الثورة فلن يكون فى عنقها فضل بعد الله لأحد لا من الشرق، أو الغرب.

هناك سوريون مازالوا خائفين، كفى خوفا وانتفضوا حتى لا تفوتكم المحطة الأخيرة فى قطار الكرامة.

هناك ضباط وجنود لم ينشقوا بعد، وقد حانت اللحظة ليتوقفوا عن القتل، ويتجهوا لحماية أهاليهم، وليكفروا عما ارتكبوه من مجازر.

على كل مواطن سورى أيا كان موقعه، أو منصبه أن ينتفض الآن لإطلاق الرصاصة الأخيرة على نظام الرعب لتطهير سوريا والمنطقة منه.

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 119 مشاهدة
نشرت فى 21 يوليو 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

298,671