الرئيسية مقالات اليوم

التريمسة وأشباه الرجال

8 Share on print محمد موافي 16 يوليو 2012 08:51 PM

 

أعتذر لبحر الإسكندرية, حيث شُغلت بشلالات الدم, عن أمواج مياهه, وأعتذر لو أصابك رذاذ مقال مالح, وأتساءل, سؤالاً غير بريء, سؤالاً للرجال, والقومجية وأشباه الرجال يمتنعون, أتساءل: هل ما زال بأرض العرب رجال, أم صارت كلها مرتعًا للذكور, وقلنا كثيرًا إنه ليس كل ذكر رجلاً, وليس رجلٌ على الإطلاق مَن يؤيد بشار الأسد, أقولها بكل ما أوتيت من صوت جهورى ذكورى غاضب: يا كل من تناصرون الكلب المدعو بشار الأسد, بل يا كل من تسكتون ولا تغضبون ولا حتى تلعنوا كل كلاب الأرض الوالغة فى دماء أهالينا في الشام, اسمحوا لي يا من ذكرت أنكم (لا مؤاخذة), أني أكرهكم في الله, أني لا أحبكم حتى تحب الأرض الدم المسفوح, هل غضبتم؟, لو غضبتم مني فلن أقول إن أمامكم البحر فاشربوا منه, ولكنى أراهن بأن أنجلينا جولى، تلك المرأة, تلك السيدة, تلك الممثلة التي لا  تصلي صلاتنا, ولا تستقبل قبلتنا, هي خيرٌ ألف مرة ,وهي رجل ألف مرة أكثر من شوارب ولحى وعمائم سود, وهم ضباع تسموا زورا بالأسود.

      غاب عن دنيانا الفرسان فنامت الخيول اللاجئة واقفة, وظلت الكلاب تلغ فى دمائنا كما تبول واقفة, يتدفق النفط وتجرى أنهار الغاز, ويغزو اللون الأخضر شاشات البورصة فوق شركات أجنبية يساهم بها العرب المحدثون, ولا يعودون لبلدانهم قبل أن يتسوقوا من محال لندن, ويتحسرون على نسائهم اللواتى لا يشبهن أنجلينا جولى, وتفتن أنجلينا وأخواتها قلوبنا ويسبين عقولنا, بينما إذا علمنا أن أنجلينا تبرعت بمائة ألف دولار للاجئين السوريين, صدّرنا العبيطة, وانشغلنا بمشاكلنا العبيطة.

فيا أيها الرجل العربي الأبي, حتى أنجلينا لم تتشبه بها, حتى فرسك الذي تركته خلفك, لم تلمح أنه يشبه بقايا الكرامة العربية التي حملها اللاجئون السوريون على أكتافهم كما حملوا أطفالهم, هربًا من قهر ابن امرأة ملك الغابة.

حينما دكت إسرائيل غزة بالفسفور الأبيض, غضبت إيران وطفلها نصر الله, وأشباه رجال قومجيين بمصر, وحينما صب بشار السد حقده الأسود وفسفوره الأبيض الحارق فوق رؤوس أطفالنا في التريمسة, عوضته إيران عن ذخيرته المفقودة, وطرب رقصًا له حشاش الجنوب.

حتى أنجلينا جولي قد رق قلبها لأحفاد أمية, وبنات نور الدين محمود, بينما قلوب الكذابين حجر, وأقسى من الحجر.

أنجلينا تبرعت يا رجال, وتركت لكم معجون الحلاقة, أنجلينا, ذهبت لإنقاذ أطفالنا بالصومال, وكان ملايين العرب يدخنون النرجيلة الكسلى, ويستمتعون بلقاء قمة كاس أوروبا, ويحسدون الإسبان على نسائهم الفاتنات, ولم يدركوا أن بعض الفاتنات رجال.

في زمن غياب الشهامة, وزيف الإمامة, وكذب العمامة, صارت أنجلينا جولي لنا علامة, على أننا أمة في خطر, ويحوطنا الخطر. يا أيها الرجال.

فاللهم هذا غضب كاتب ركيك ضعيف, اللهم فاشهد.

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 88 مشاهدة
نشرت فى 17 يوليو 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

301,693