الرئيسية مقالات اليوم

كيف يتطهر القضاء؟!

12 Share on print فراج إسماعيل 16 يوليو 2012 08:53 PM

 

لماذا اتخذ القضاء موقفا ضد الثورة  مع أنه ينبغي أن يكون العدالة والضمير وحائط الدفاع في مواجهة الفساد والسرقات والظلم؟!

هل تصدق عزيزي القارئ أن القضاء لم يصدر حتى الآن حكما لصالح الثورة، فكل الإرهابيين الذين قتلوا المتظاهرين خرجوا أبرياء كيوم ولدتهم أمهاتهم، كأن الذين قتلوا وقنصوا العيون هبطوا علينا من المريخ في أطباق طائرة ثم عادوا في أمان وسلام دون أن يتركهم أحد!..

هل كان هدف الثورة وهو القضاء على التوريث هو السبب، باعتبار أن المناصب القضائية يتم توريثها، يأخذها الأبناء عن الآباء عن الأجداد، فأسرارها لا ينبغي أن تخرج لغيرهم!

لو سألت مصريا واحدا عن توقعه لحكم ستكون فيه الثورة في طرف والنظام القديم بأذنابه وفلوله في الطرف الآخر لأجاب من فوره بأن النظام القديم سيكسب!

ومن هنا تبدو الأحكام معدة مسبقا في الأدراج لتخرج وقت اللزوم، ووراءها أحمد الزند "لابد في الدرة"، لسانه جاهز لرمي أي معارض أو منتقد لأحكام يشعر الجميع أنها ملئت جورا وظلما وانحيازا وسياسة.

القضاء في حاجة إلى منظومة جديدة وصارمة لكي ينصلح. ثورة من داخله تقيم إعوجاجه حتى نطمئن لضمير القاضي ونزاهته ولا يشعرنا بأنه ضمير متصل بأسلاك غير مرئية بقصر الحاكم، يتلقى منه التعليمات والتوجيهات والايماءات.

وليبدأ الإصلاح بأعلى المحاكم مثل "الدستورية العليا" التي أساءت لسمعة القضاء المصري داخليا ودوليا، وضيعت على مصر الأموال المهربة للخارج التي لن تعود في ظل ما استقر من شكوك تصل إلى حدود اليقين عند السلطات القضائية الدولية عن قضائنا ونزاهة أحكامه.

تحولت المحكمة الدستورية العليا إلى أداة للمجلس العسكري، رأس حربة النظام القديم. وصار قضاتها خصوصا السيدة "تهاني الجبالي" إلى متحدثين سياسيين يتحفوننا بآرائهم في القنوات الفضائية، ويعادون رئيس الجمهورية، ويتعهدونه بالسجن إذا رفض تغولهم على صلاحياته وتدخلهم الفج في قرارته السيادية.

وعندما طرد عمال شبرا السيدة "تهاني الجبالي" شر طردة وأجبروا من جاء بها على إخراجها من الباب الخلفي متخفية، ذهبت إلى الإعلام لتقول إنها "بلطجة إخوانية" مع أنه لم يعرف عن هؤلاء العمال أي ميل لأيديولوجية سياسية.. إنهم فقط وقود الثورات الشعبية في العالم كله.

وكذلك محكمة القضاء الإداري التي صارت كسابقتها معطلة للثورة وانجازاتها، تخرج لسانها لأي محاولة لاجتياز الماضي. عطلت إخراج دستور جديد وكانت سببا أساسيا في إسقاط برلمان تعتبر انتخاباته الأكثر نزاهة في مصر طوال تاريخها الحديث منذ عرفت الحياة البرلمانية لأول مرة. ولجأ إليها جنود النظام القديم لرفع 20 دعوى قضائية لإسقاط الجمعية التأسيسية الثانية التي تمضي في خطى واثقة وتوافقية نحو الإعلان عن الدستور الذي سيعني الاستقرار وعودة الحياة الطبيعية إلى مصر.

فهل يخرج شباب القضاة ليطيحوا بتلك القيادات والهيئات المعينة، حتى يدركوا المتر الأخير من نزاهة سلطتهم واحترامها، أم سيتركون ما تبقى رهن الطموح السياسي لأحمد الزند وتهاني الجبالي؟!

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 84 مشاهدة
نشرت فى 17 يوليو 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

304,484