مذبحة العلويين فى التريمسة
1 Share on print فراج إسماعيل 13 يوليو 2012 08:48 PM
لم تصل مجازر الصرب ضد المسلمين فى البوسنة والهرسك فى التسعينيات، إلى بشاعة ما يرتكبه النظام العلوى الحاكم فى سوريا، وآخرها المذبحة الوحشية فى قرية التريمسة بريف حلب أمس الأول والتى راح ضحيتها حتى الآن 350 شهيدا معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن.
النموذج واحد.. فى البوسنة كانت العائلات المسلمة تذبح بالكامل وتُلقى الجثث فى نهر درينا أو داخل المساجد، وقد رأيت بعينى والتقطت بكاميرتى صور الجثث التى اكتظ بها مسجد صغير على مشارف سراييفو عندما ذهبت إلى هناك فى مطلع التسعينيات بعد أيام قليلة من بداية الهجوم الصربى، وما زالت فى ذاكرتى لم تمحها الأيام رأس الطفل المعلق فى شجرة بعد ذبحه وفى فمه "الرضاعة" وقد كانت الصورة التى التقطتها له ونشرتها فى جريدة "المسلمون" أيامها حديث الناس، وبها انطلقت شرارة الغضب والتوجه لإنقاذ هؤلاء الذين يذبحون على الهوية.
كان الصرب يلقون فى نهر درينا بجثث المسلمين الذين قتلوهم ذبحا بالسكاكين أو رميا بالرصاص. وأيامها انتفض الرأى العالم العربى والإسلامى، فليس أسوأ ولا أبشع من أن يقتل طفل أو امرأة أو عجوز بناء على هويته الدينية.
فى سوريا لا يختلف الأمر إطلاقا، وجاءت مذبحة قرية التريمسة نموذجا مشابها لما كان فى البوسنة، بدأ بحصار القرية وقطع الكهرباء عنها، ثم اقتحمها الشبيحة العلويون بيتا بيتا ومعهم السكاكين ليذبحوا العائلات الآمنة فى بيوتها، بلا ذنب اقترفوه سوى أنهم ينتمون إلى السنة!
وظهرت صور الشهداء على شاشات القنوات الفضائية وبعضهم كانوا مكبلين، بما يوضح أن الشبيحة بدأوا بتوثيقهم بالحبال حتى يسهل عليهم جز رقابهم.. بينما المجتمعون فى مجلس الأمن يقولون إنهم لم يسمعوا بها لأنهم لا يقرأون الصحف خلال جلساتهم!
الجرم زاد عن ما كان يحدث فى البوسنة بقيام الطائرات المروحية والمدرعات والدبابات والقناصة بقصف القرية لمساعدة الشبيحة العلويين فى مهمتهم. وبعد أن انتهوا من وجبة القتل على الهوية رموا الجثث داخل المساجد وفى نهر العاصى، وفى الأراضى الزراعية.
يا للهول.. أين العالم من كل ذلك؟!.. ولماذا نظل عربا ومسلمين وساسة وإعلاميين خائفين من القول إنها حرب طائفية.. لقد سمعت أحد القريبين من مكان المذبحة وهو يصرخ خلال اتصاله بإحدى القنوات الفضائية مكررا عدة مرات "إنها حرب طائفية.. طائفية".. والمذيع يسأله: ما دليلك على ذلك؟.. هل تملك دليلا؟!
المسكين وراءه 250 جثة ملقاة فى النهر وداخل المساجد وفى الأراضى الزراعية.. ثم نسأله عن الدليل!
ما أقسى الإعلام وما أجرم حسابات السياسة التى لا ترحم طفلا ولا امرأة ولا عجوزا؟!
ساحة النقاش