3 Share on print شعبان عبد الرحمن 05 يوليو 2012 08:06 PM

 

كنت أتمنى - مثل كثيرين غيرى - أن يتوقف القصف الإعلامى الطائش ضد جماعة الإخوان المسلمين، وضد الرئيس «محمد مرسى»، لا لكى يأخذ الرئيس فرصته كأى مسئول يبدأ مهامه ثم يتم الحكم عليه بعد فترة، ولكن إشفاقاً على هؤلاء الرماة الذين يواصلون القصف بطريقة هستيرية منذ نجاح ثورة 25 يناير.. عام ونصف العام ولم يلتقط هؤلاء الرماة أنفاسهم التى انقطعت دون جدوى، ويعالجوا نفسياتهم التى هوت فى الحضيض، بعد أن ثبت أن أقواسهم مغشوشة، ونبالهم مستهلَكة، ورماحهم من خشب، لكن يبدو أن نتائج الانتخابات الرئاسية وما تلاها من تحركات للرئيس وانعكاس ذلك على الشارع المصرى أصابت هؤلاء بحالة من الهستيريا التى عوَّدونا عليها مع كل خطوات ناجحة للحركة الإسلامية.  وعملية القصف الطائش تواصلها اليوم نفس الفرقة التى تعوَّد معظم رجالها الردح والرقص لنظام «مبارك»، أو من المنتفعين من عهده بصورة مباشرة وغير مباشرة، أو من أصحاب الفكر والرأى من النخبة المحترمة التى تكره سماع كلمة الإسلام كما تكره الموت.. هى هى نفس الفرقة التى جنَّدت نفسها ومازالت لتشويه الحركة الإسلامية منذ أمد بعيد، وتأبى اليوم إلا أن تواصل مهمتها غير المحترمة حتى آخر قطرة قلم.  ينطلق القصف من مواقع متعددة؛ حيث أوكار الحملة التى تعمل بشكل منفرد، لكن خيوط التنسيق والترتيب بينها - فيما يبدو - قوية، وتقودها شبكة الإعلام الأصفر الذى تحلل من قيم المهنة وضميرها وحرفيتها، وأسلم نفسه للافتراء.. هكذا شقَّ الأستاذ «مجدى الجلاد»، رئيس تحرير صحيفة «الوطن»، و«المصرى اليوم» من قبل، طريقه فى عالم الصحافة عبر التلفيق، وكان مشروعه الصحفى الأكبر هو استهداف جماعة الإخوان المسلمين، فالرجل لا يستحيى ولا يخجل من نفسه وهو يؤلف من خياله خبر اصطحاب «أحمد»، أكبر أبناء الرئيس، للزعيم التونسى راشد الغنوشى لوداعه فى مطار القاهرة، ومنحه قلادة على سبيل الهدية.. وقد سارعت صحيفة «الوفد» بالتقاط الخبر ووضعته - «عميانيًا» ودون توثيق - على صدر صفحتها الأولى، وكذلك فعلت صحيفة «الأخبار» التى تُعتبر صحيفة قومية من المفترض أن تكون أكثر تدقيقًا فيما يصلها من أخبار عن رئيس الدولة.. وقد ثبت أن الخبر تم نسجه من خيال «مجدى الجلاد»، فقد نفاه متحدث باسم الرئاسة، ونفاه الشيخ راشد الغنوشى فى بيان رسمى، كما نفاه «أسامة» شقيق «أحمد» على إحدى القنوات الفضائية، وثبت أن «أحمد» ما زال موجودًا فى السعودية، حيث يعمل طبيبًا بأحد المستشفيات، لكن «مجدى الجلاد» أحضره للقاهرة ولمطارها ليودع الشيخ راشد الغنوشى!! وكان ينبغى أمام هذا النفى المؤكد من أطراف الخبر المزعوم أن يستحيى «مجدى الجلاد» ورئيسا تحرير «الوفد» و«الأخبار» بالاعتذار عن هذه الكذبة؛ احترامًا لأمانة المهنة، وليس اعتذارًا للرئيس، لكن عدم الاعتذار ينقص من قدر صاحبه ومصداقيته، ويزيد من قدر المفترى عليه. وقصة «مجدى الجلاد» فى فبركة الأخبار ضد جماعة الإخوان طويلة قبل ثورة 25 يناير وبعدها، والرجل يتقاضى على ذلك رواتب خيالية كرئيس للتحرير، لكنه يتقاضى فى نفس الوقت جلدًا لمهنته وضميره إن كان يعترف بالمهنة وأصولها أو يشعر أن له ضميرًا، والأمر نفسه للسيد «سليمان جودة»، رئيس تحرير «الوفد»، صاحب «موقعة السخرية» من دعاء السفر الوارد عن النبى على طائرات شركة «مصر للطيران»، فقط الذى تحرك هو رئيس حزب «الوفد» بعد أن أدرك أن صحيفته تهوى بسمعة الحزب عبر ترويج الأخبار الكاذبة؛ فوجَّه خطابًا لرئيس مجلس إدارة الجريدة، مشيرًا إلى معالجة الجريدة بعض الموضوعات التى أضرت بالحزب كثيرًا، ومنها الخبر الذى نحن بصدده.  وعلى منوال هذا الخبر، تدير شبكة الإعلام الأصفر - عبر الصحافة والفضائيات - حملتها، وإن كان فى المسألة لغز، فإن اللواء السابق شريف عاصم قد حلَّه بتصريحه "بأن هناك مجموعة من الإعلاميين يعملون طبقاً لأجندة أمنية ينفذونها جبرًا، بعد تورطهم فى ملفات غير أخلاقية يستعملها الأمن ويحركهم؛ لتخويف المواطنين وتخريب الدولة وزعزعة استقرارها". موقع آخر للقصف يبرز من داخل المحكمة الدستورية العليا، حيث تُرابِطُ المستشارة تهانى الجبالى، نائب رئيس المحكمة، وهى بالمناسبة الوحيدة - تقريبًا - من المحكمة الدستورية التى تدلى بدلوها فى الأمور السياسية، مشاركةً فى الحملة الكثيفة ضد التيار الإسلامى، وآخر ما تفضلت به إعلانها بأن الرئيس الجديد ليس له خبرة فى إدارة الدولة، ولم تقل لنا: ماذا فعل بمصر ولمصر «أبو» خبرة ثلاثين سنة غير الخراب؟! وإن كانت السيدة تهانى الجبالى تتحدث بكل حرية مفصحة عن عدائها للتيار الإسلامى بهذا الشكل، كيف يمكن أن يُرتجى العدل عندها إذا قُدِّر لها الحكم فى قضية هم طرف فيها؟! وسؤالى لها كقاضية: هل صحيح أنك تنتمين إلى نادى «روتارى القاهرة»، ومعروف أن «سوزان مبارك» هى الرئيس لتلك النوادى التى تُعدُّ التنظيم السرى للماسونية العالمية ذات الجذور الصهيونية؟ وماذا عن صداقتك لـ «سوزان مبارك»؟  إنها معركة حياة أو موت، تخوضها دولة النظام البائد العميقة من جانب بقيادة«عمر سليمان» و«أحمد شفيق»، ويساندها التيار العلمانى المتطرف من جانب آخر، لمحاولة إعادة مصر إلى المربع الأول.. المربع الأسود.. ولكن هيهات!

[email protected]

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 37 مشاهدة
نشرت فى 6 يوليو 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

305,786