الرئيسية مقالات اليوم


42 Share on print هشام يوسف 05 يوليو 2012 07:43 PM

 

ليست الموضوعية والحياد الإعلامى هدفًا فى حد ذاتهما، وإنما قيمة كبرى يسعى إليها المهنيون المحترفون لتغيير واقعهم المهنى أولاً، ثم توعية جمهور المتلقين وتغيير واقعهم فى ظل السماوات المفتوحة التى لم تعد حكرًا على إعلام الدولة الذى تجاوزته الفضائيات والصحف الخاصة، فضلاً عن مواقع المعلومات العالمية (إنترنت) حيث المدونات والمواقع الإليكترونية؛ إذ لا يمكن تنزيه وسائل الإعلام المختلفة من تهم، مثل: الانحياز، أو الأدلجة، والتسييس، ويبدو أن الحلم بإعلام موضوعى ينقل الحقيقة من أجل الحقيقة أمر بعيد المنال!

فى مصر الثورة كما قبلها؛ يبدو للراصد أنه لم يتغيّر شىء على وجه الدقة خاصة فى المجال الإعلامى، الذى وسمه البعض بــ (الانفلات الإعلامى) إذ ظلّ أنصاف المتعلمين ولا أقول المثقفين! حَمَلة مباخر نظام المخلوع، نجوم المرحلة؛ يمارسون أعظم  حملات التزييف والإرهاب الإعلامى والتدليس على البسطاء والعامة؛ لتغيير اتجاهات تفكيرهم حينما عمدوا إلى العبث بــ (المعلومة) تارة، وحجبها تارة أخرى، وتضخيمها تارات أخرى تحقيقًا لأمانى أصحاب المحل الفضائى بالضرورة، وتطبيقًا لخريطة طريق الثورة المضادة.. ومن المضحكات المبكيات بمصر أن ينادى بعض الغيورين على المهنة بعفوية وفطرية لدرجة البلاهة بتطبيق ميثاق الشرف الصحفى والإعلامى على إعلاميى الفتنة، المضللين أو ما يُطلق عليهم (إعلاميون كاذبون) فى مواقع التواصل الاجتماعى، الذين عكفوا خلال الستة أشهر الأخيرة على شيطنة التيارات الدينية كافةً، وإطلاق الشائعات وتسخير البرامج وإقامة حفلات الزار الفلولية حتى مطلع الفجر!

ولا يمكننا وصف ما حدث ومازال يحدث على الساحة الإعلامية المصرية من أشباه الرجال والنساء.. الإعلاميين الوصوليين الذين انتفخت كروشهم من المال الطائفى والفلولى, بالكذب الصريح والتحريض البواح الصريح على إفشال الثورة والمشروع الوطنى الإسلامى برمته لصالح جمعية المصالح الضيقة الخاصة والمنتفعين من كانتونات الحزب الوطنى المنحل؛ لإعادة العجلة إلى الوراء، لمواصلة نزيف ثروات مصر، وهيهات لهم أن يحدث.

خلال الفترة السابقة شاهدنا ببجاحة منقطعة النظير أداءً إعلاميًا موجهًا ومنفلتًا، ولعل أشدها وطأةً فضيحة أحد هؤلاء المفلسين مهنيًا عندما ضُبط متلبسًا يفبرك لقاءات إعلامية، تؤصّل لنظرية الانفلات الأمنى، وهى الفضيحة المعروفة بحلقة سرقة السيارات، عندما استغل ضائقة بعض البسطاء المالية، ليحوّله إلى مجرم سرقة سيارات مقابل دراهم معدودات! مرورًا بإعلامى فلولى كاذب آخر فبرك إشاعة تبنى مشروع قانون لمجلس الشعب المصرى، يجيز مضاجعة الوداع، وسربها لصحيفة «دايلى ميل» البريطانية التى بدورها نشرتها وتناقلتها عنها عدد من الصحف الأخرى! ولعل آخر هذه الأكاذيب ما كشفه نشطاء على شبكات التواصل الاجتماعى لفبركة أحد الإعلاميين لفيديو عن انتشار هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فى مصر، الذى انتشر بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعى ونشره أيضًا عدد من المواقع الإخبارية! وقبله فيديو آخر لزواج ملك اليمين!

الإعلاميون ذوو المرجعية الأمنية، صُنعوا على أعين جهاز أمن الدولة المنحل بامتياز ولعل ما يؤكد ذلك المفاجأة الكبرى التى عزا فيها أحد رجالات الأمن السابقين سلوك بعض الإعلاميين نحو هذا التضليل، إلى أنه كان سلوكًا مقصودًا ومفتعلاً بسبب توريطهم فى جرائم فاضحة طبقًا لأجندة أمنية وضغوط من قيادات الأمن الوطنى؛ إذ يتم تحريك مجموعة من هؤلاء الإعلاميين بالأمر لتفزيع المواطنين، وتخريب أمن الوطن وزعزعة استقراره؛ مما يؤكد أن هؤلاء الإعلاميين الكاذبين والمضللين، مغلوبون على أمرهم وأن أمن الدولة المنحل مازال يتحرّك بحرية، ويستعمل آخر أوراقه فى مواجهة ثورتنا؛ ويفسر ذلك استمرار القصف الإعلامى الفلولى الشرس للغاية ضد التيار الإسلامى، خاصة بعد انتصار الدكتور محمد مرسى؛ مما يؤكّد ضرورة التصدى لتلك الظاهرة الخطيرة.

الثورة المصرية الآن على مفترق طرق؛ وعلى رأس السلطة فيها مدعومًا بقوى الثورة، أن يخوضوا جميعًا معركة البقاء الشرسة ضد حملات القوى الانقلابية، وبعض النخب العلمانية والليبرالية واليسارية المتسلطة، الذين يستخدمون هؤلاء الإعلاميين المضللين رأس حربة فيها؛ بتطهير الإعلام، لا تكميمه وتكبيله؛ وإيجاد نقلة نوعية، وتقدّم كبير فى  مسارات تعزيز العدالة والشورى والحرية، وتحقيق الاستقرار السياسى والنمو الاقتصادى فى البلاد؛ وطى صفحة الانقلابات وتدخل العسكر فى الشؤون السياسية.  

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 119 مشاهدة
نشرت فى 6 يوليو 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

308,522