الرئيسية مقالات اليوم


86 Share on print أ. د. حلمى محمد القاعود 05 يوليو 2012 07:56 PM

 

الرائد موافى هو الاسم الحركى لضابط المخابرات، فى النظام الناصرى الديكتاتورى، وكانت مهمته السيطرة على الشخصيات العامة من المصريين والعرب والأجانب، من خلال تصويرهم فى أوضاع مشينة، تكون ورقة ضغط عليهم عند الضرورة، وبعد هزيمة 1967م؛ تم التحقيق مع جهاز المخابرات، واعترف الرائد موافى بتجنيد عدد من الفنانات والعاهرات للتصوير مع الأهداف المقصودة، ولأمر ما تم تسريب ملف التحقيق فتداوله كثير من المعنيين بهموم الوطن، والمتابعين لحركة الاستبداد والإجرام فى حق الشعب المظلوم! 

المفارقة أن الرائد موافى لم ينته دوره بانتهاء عهد الرئيس المهزوم، ولكنه عاد يحتل منصبًا رفيعا فى عهد الرئيس السادات، حيث تولى رئاسة هيئة الاستعلامات، وفى عهد مبارك تولى وزارة سيادية كبرى لفترة طويلة، ومن خلالها تمت له السيطرة على الصحافة والإذاعة والتليفزيون، وأضحت له الكلمة الأولى فى تقريب من يشاء وإبعاد من يشاء من الصحفيين والإعلاميين، خاصة بعد أن صار رئيسًا لمجلس تشريعى، وزعيمًا مهما من زعماء الحزب الحاكم الفاسد.

استطاع موافى أن يروض العائلة الإعلامية الموالية، والمعارضة إلا من رحم الله، للإذعان لمشيئته، والوقوف على بابه والإيمان بقدرته الخارقة على رفع من يريد وخفض من يشاء فى عالم الشهرة والميديا، وكانت لديه قدرة عجيبة على الدفاع عن سلوكه وسلوك النظام المستبد الفاشى، وتحويل الصواب إلى خطأ والخطأ إلى صواب!

 الرائد موافى يشرّف الآن ربوع طرة، وينتظر حكم القضاء فى أكثر من موضوع، ولكنه ترك خلفه كتائب من الموالين له وللنظام الفاسد البائد، تدافع عنه بطريقة غير مباشرة، كما تدافع عن النظام بشراسة، وتختزل مشكلات الوطن وتقدمه وتطوره، فى الهجوم على الإسلام والمسلمين، والحركة الإسلامية، وفى مقدمتها جماعة الإخوان المسلمين، لدرجة وصفهم بالغزاة! فى الوقت الذى يسكتون فيه على العدو الصهيونى، وهو الغازى الحقيقى الذى منحه عبد الناصر فرصة العمر ليحتل أراضى أربعة دول عربية بما فيها القدس العتيقة! إن حجم الهجوم على الإسلام والمسلمين حين تقارنه بالهجوم على العدو الصهيونى، تجد الفارق كبيرًا وشاسعًا، فالعدو يبدو فى أدبياتهم شيئا هامشيا لا يؤثر على حاضرنا ولا مستقبلنا، أما الانتماء الإسلامى فهو العدو الاستراتيجى الذى يجب الاحتشاد له، والتأليب عليه، والتنادى لقتاله وتصفيته واستئصاله من الوجود تمامًا!

صبيان الرائد موافى الآن يقومون بتعطيل استقرار الوطن وتخريب الديمقراطية، وشن الحملات الضارية بمناسبة وغير مناسبة ضد الرئيس والإخوان والسلفيين والإسلاميين عمومًا، وآخر الأعاصير التى أرسلوها ما يتعلق بتعيين رؤساء التحرير لصحف النظام البائد، فقد شنوا حملات رخيصة وخسيسة ضد مجلس الشورى ورئيسه ولجنة الثقافة والإعلام بالمجلس، ولم يوقروا أحدًا، وراحوا يطعنون فى المجلس وطريقة اختياره لرؤساء التحرير الجدد.

نسى هؤلاء أن معلمهم الرائد موافى، كان يصدر تغييراته الصحفية وفقًا لتقارير شاويش فى لاظوغلى، يوضح فيها من هو أكثر خدمة وإخلاصًا للنظام، ومن هو الذى تشتم فيه رائحة معارضة مفتعلة أو معارضة حقيقية، وكان كثير من صبيانه يقفون على بابه فى انتظار المرسوم الملكى بالقبول والرضا والدخول إلى ساحة الشماشرجية المقربين، وقد أدرك بعضهم طبيعة المهمة، التى توكل إليه وإلى أمثاله فبالغ فى الانحناء والانحطاط وتقبيل الأيادى، ليستمر فى منصبه عشرات السنين، ينافق ويكذب ويركع ويسجد لغير الله، وفى المقابل يهبر ويفيد ويأخذ ما لا يستحق!

اليوم يحاول مجلس الشورى أن يقول للجماعة الصحفية، إنه يريد وفقًا للقانون القائم الحالى أن يختار الصحفيون رؤساء تحرير أكفاء وليسوا بصاصين، أو شماشرجية، أو خدمًا، فيصر صبيان موافى أن يستعيدوا ماضى النظام الفاسد البائد، بحجة أن الإخوان يريدون السيطرة والتكويش والاستحواذ على الصحافة، مع أن الإخوان لا توجد لديهم كوادر صحفية بعدد المطبوعات المراد تغيير رؤسائها ولا قليل منها، فالأغلبية الساحقة من كوادر التحرير تنتمى إلى اليساريين والشيوعيين وأهل الهوى! 

ومن المؤسف أن بعض الصبيان لا يحمل غير الإعدادية ويسخر من رئيس مجلس الشورى الذى يحمل أرفع الدرجات والألقاب العلمية، ويتهمه بأنه لا يفهم فى الصحافة، وهو الذى عانى بسبب اهتمامه بالقضايا العامة، ويحتسب ذلك عند ربه تضحية وقربانًا، ولكن صبيان موافى يستنكفون أن يقدموا السيرة الذاتية ونماذج إنتاج إلى مجلس الشورى، ولجنته التى تضم أساتذة متخصصين فى الإعلام والصحافة، بل إن بعض الصغار يتطاولون عليهم فى الفضائيات والصحف، ونسوا أن السيرة الذاتية والإنتاج الصحفى يقدمها عضو نقابة الصحفيين مرتين، مرة وهو يتقدم للقيد تحت التمرين وأخرى، وهو يتقدم للعضوية العاملة، وتقوم لجنة القيد بمناقشة الصحفى فى أعماله التى قدمها، وفى غير ذلك مما يتعلق بالمهنة.

ينسى صبيان موافى الذين قادوا مجموعات للتظاهر والاحتجاج أنهم حين يريدون التعاقد مع صحف عربية للعمل فى الخارج، يقدمون السيرة الذاتية ونماذج من إنتاجهم، وقد يقفون أمام مسئول التعاقد الذى لا يحمل شهادة، أو يحمل شهادة متواضعة، ومع ذلك لا يغضبون ولا يثورون!

لقد بلغت السفاهة والصفاقة ببعض صبيان موافى إلى حد المطالبة بإقالة النقيب الذى جاءت به إرادة الصحفيين الحرة بحجة أنه إخوانى، ومعاقبة من يسمونهم بالخونة الذين تقدموا للوظائف القيادية فى صحف النظام.. فهل هذه ديمقراطية؟ وهل يريد صبيان موافى أن يأتى البصاصون على رأس الصحف والمجلات؟ 

أوجه نداء إلى الصحف الإسلامية، حاولوا أن يكون لكم وجود فى نقابة الصحفيين لتواجهوا صبيان موافى وعصابات الصندوق الأسود، وبصاصى لا ظوغلى بدلا من البكاء والشكوى! 

 

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 162 مشاهدة
نشرت فى 6 يوليو 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

305,786