الرئيسية مقالات اليوم


6 محمود سلطان 24 يونيو 2012 09:01 PM

 

اليوم انتصرت الثورة.. فوز د. محمد مرسي، كان مهمًّا؛ لأنه ـ على المستوى الرمزي ـ يعني بداية جادة لطي صفحة مبارك إلى الأبد.

كان المشهد في مدينة نصر .. أمام المِنصة ـ يوم أمس الأول ـ  يطرح العشرات من الأسئلة، بشأن "التنظيم السري" الذي استطاع أن يحشد عشرات الآلاف، في سُويعات قليلة؟!

كانت رسالة "المنصة" بالغة الدلالة، وتعني أن "الدولة القبيحة" التي أسسها مبارك، مازالت حاضرة، وقادرة على المشاغبة، وعفيَّة، وتحت يدها جهاز أمني عاتٍ وميديا "ملياردية".. وقوى مالية تملك شبكة معقدة، باتساع الوطن وتتغلل في عُمقه الاجتماعي.. وطبقات مخملية ومتعالية من رجال الفن والرياضة والمال والأعمال والإعلام والسياسة، ارتبطت مصالحها بالنظام القديم.

فوز د. مرسي، لم يكن على "شفيق".. فالأخير كان واجهة، لهذه "الدولة القبيحة" بكل أدواتها وآلياتها وبحمولة من خبرات متراكمة في إدارة الانتخابات والتزوير والتلاعب.. لا تناظرها أية خبرة أخرى في مصر كلها.

نقول ذلك، لكي نقترب من الصورة الحقيقية لحجم هذا الانتصار التاريخي والكبير.. فالمعركة لم تكن بين مرشح الثورة محمد مرسي.. ومرشح الفلول أحمد شفيق.. وإنما بين "النظام القديم" وبين "قوى الثورة".. الأول بكل ثقله وخبراته وعدوانيته وشراسته، والثاني الذي دخل المعركة بعفويته ونقائه وطُهره وغير مسلح إلا بالإيمان بقضيته وشرعيتها وعدالتها.

اليوم ، لأول مرة في التاريخ يكون لمصر رئيس منتخب.. لأول مرة تحجز مصر مقعدها على طاولة الدول الديمقراطية.. لأول مرة يشعر المواطن المصري بمتعة الحرية والتباهي وأن يجأر بصوت عالٍ: "ارفع رأسك فوق .. إنت مصري".

أجمل ما في المشهد، أن الإعلان عن فوز مصري.. كان بالتزامن وميدان التحرير يستعيد هويته وتوهُّجه وجماله وروعته.. وهو يعيد رسم أجمل لوحة في تاريخ مصر الحضاري.. مصر كلها كانت تختلف خارج الميدان.. وتتوحَّد داخله.. يمسي تعدُّدها قوس قزح يلفت إليه العالم وينتزع منه الإعجاب والرغبة في الاحتذاء والاهتداء بسُنته.

 كان على مصر، مسؤولية كبيرة أمام أشقائها العرب.. انتصار الثورة بفوز مرشحها محمد مرسي كان انتصارًا للربيع العربي.. وفتح آفاقًا لا سقف لها من التفاؤل والأمل.. فهزيمة الثورة كان يعني عودة مبارك في مصر.. والقذافي في ليبيا.. وبن على في تونس.. وعلي صالح في اليمن.. وعودة بشار الأسد بعد سقوطه.

اليوم لم تنتصر الثورة المصرية وحدها.. وإنما انتصر الربيع العربي.. وعاد إلى المعذبين والمظلومين والمضطهدين والمستضعفين والمهمَّشين في العالم العربي ، الأمل في أن يستأنفوا ربيعهم وثورتهم ، وهم أكثر ثقة بالمستقبل.. مهما كانت وحشية "الدولة القبيحة".. فالنصر سيكون للثورة .. و"سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ" .

[email protected]

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 143 مشاهدة
نشرت فى 24 يونيو 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

305,699