الرئيسية مقالات اليوم


4 جمال سلطان 24 يونيو 2012 09:02 PM

 

قبل نصف ساعة من انعقاد المؤتمر الذي أعلنت فيه اللجنة العليا للانتخابات فوز الدكتور محمد مرسي سرَت شائعات قوية للغاية عن أن هناك ترتيبات نهائية لإعلان فوز الفريق أحمد شفيق ، وتم حصار منشآت حيوية مهمة في قلب القاهرة ، وتمت محاصرة مبنى التليفزيون وإغلاقه بالكامل ومنع الدخول والخروج منه ، وانتشرت الدبابات في مناطق مهمة من مداخل المدن الرئيسية ، وتحدث صحفي عُرف عنه أنه مقرَّب من المجلس العسكري وساهم في تنظيم المظاهرة التي جرت في مدينة نصر لتأييد المجلس العسكري ، تحدث قبل ثلث ساعة من المؤتمر ليؤكد بثقة كاملة أن أحمد شفيق هو رئيس مصر ، وحدد النسبة التي ستعلنها اللجنة ، فتصور الجميع أن الأمر انتهى بالتزوير؛ لأن هذا الصحفي يتكلم عادة باسم قيادات عسكرية رفيعة ، في هذا الجو المحبط والسوداوي كنت أرسل خاطري لمناجاة مع مالك المُلك ، العزيز الحكيم ، كنت أقول في نفسي : يا رب ، إن ملايين المضطهَدين والمقهورين في بلاد العرب ينتظرون هذه اللحظة ، لحظة الأمل في الحرية والكرامة والعدل ، يا رب ، إن ملايين البشر ينتظرون هذه اللحظة من أجل أن يعيدوا الاعتبار للإنسان العربي أمام العالم ، فقد تعبنا من الهوان ، وتعبنا من صورتنا المحتقَرَة في العالم كشعوب مسحوقة ببِيَادات العسكر وبشر ليس لهم ثمن ، يا رب ، إن الدماء البريئة التي تنزف في سورية على يد الطاغية الجلاد تنتظر لحظة الأمل هذه في أن ثورتها ستنتصر ، وأن الريح الطيبة التي مرت على مصر ستمر على ربوع بلادهم قريبًا ، يا رب ، إن دماء زكية راحت في مدن مصر المختلفة قربانًا لتلك اللحظة وأملاً في وطن حر كريم ، ودولة تتعامل مع مواطنيها كبشر وآدميين ، فلا تحرم هذا الوطن ولا تحرم هذا الشعب ولا تحرم شعوب الربيع العربي من لحظة الأمل ، كان هذا هو الخاطر الذي أهمس به بيني وبين نفسي ، أرجو به أن تنزل رحمات الله على وطني ، كنت أتحامل على قلبي ومشاعري عندما يتصل بي أصدقاء من داخل مصر وخارجها يسألون : هل من خبر ؟ ، هل من معلومة ؟ ، كنت أحاول أن أبعث الأمل والتفاؤل ، رغم أنه بداخلي صراع عصيب وقلق يمزق القلب ، وظللت طوال حديث المستشار فاروق سلطان أتحسُّس حتى توجهات مقدمته ، ثم أرجح بعض الأمور عندما عرض للطعون ، حتى إذا وصل إلى طعون اللجان الفرعية قلت إن البُشرى اقتربت ؛ لأن مشكلات اللجان الفرعية لا تمثل أي كُتل ضخمة تغير من النتائج ، حتى إذا حدد عدد الحاضرين وعدد الأصوات الصحيحة ، ثم تلا ما حصل عليه أحمد شفيق ، انفجرت موجة من الجنون في الصحيفة ، ولم ينتظر أحد أن يسمع ما حصل عليه مرسي أو بقية الخطاب ، لم نعد نسمع شيئًا ، بل ربما لم نعد نرى شيئًا ، فالحقيقة أننا لم نكن أمام انتخابات ، مجرد انتخابات ، بل أمام مفارق طرق تاريخية ، إما أن تنتصر الثورة وتفتتح عصرًا جديدًا لمِصر والعرب ، وإما أن ينتصر فلول النظام القديم ، وتدخل مصر من جديد عصور الظلام والديكتاتورية والفساد والدولة البوليسية ، كانت معركة الحسم ، حسم انتصار الثورة ونهاية نظام بكامله ، لم تكن المعركة بين مرشحيْن يختلفان في نسبة الضرائب التي سوف يفرضانِها أو التأمينات الاجتماعية مثلاً ، فذلك ترف ديمقراطي مازال أمامنا مشوار طويل لكي نصل إليه ، كما يحدث الآن في الديمقراطيات المستقرة ، ولكنَّا الآن على الطريق الصحيح إليه ، هو ميلاد صعب ومرير للديمقراطية المصرية ، لكنه فتح باب الأمل في دولة أفضل ووطن أفضل وأمة أفضل وحياة تليق بشعب عريق.

[email protected]

 

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 41 مشاهدة
نشرت فى 25 يونيو 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

305,706