16 طه خليفة 23 يونيو 2012 07:20 PM

 

ظهر الدكتور محمد مرسى بعد 6 ساعات من إغلاق اللجان فى العاشرة من مساء الأحد الماضى ليعلن فوزه بانتخابات الرئاسة، بينما ظهر الفريق أحمد شفيق متأخرًا جدًا فى العاشرة من مساء الخميس أى بعد 96 ساعة من انتهاء التصويت ليعلن أنه الفائز، حتى فى الظهور الأول له تأخر 90 دقيقة عن الموعد المضروب من حملته.

عندما ظهر مرسى سريعًا فإن ذلك كان بعد فرز 97% من اللجان الفرعية أى أن النتائج غير الرسمية كانت قد حسمت، وأشارت إلى فوزه فلم يكن ذلك ادعاء منه ولا استباقا للفرز لكن ربما كان هناك سبب مهم لهذا التعجيل، وهو تثبيت فكرة فوزه شعبيًا لقطع الطريق على أى تلاعب فى النتيجة النهائية قد يحدث داخل دهاليز اللجنة العليا للانتخابات، التى ستقرر وحدها اسم الفائز، خصوصًا أن قراراتها محصنة ضد الطعن ليكون الرأى العام هو ظهير مرسى فى معركة عنيفة كان خصمه فيها مدعومًا من جانب الحزب الوطنى المنحل وأجهزة فى الدولة تريد إيصاله للرئاسة.

شفيق وحملته يأتيان دومًا متأخرين مما يعكس ارتباكًا وعدم ثقة بالنفس وبالفوز، فالحملة خرجت بعد ساعات طويلة لترد على مرسى بأن شفيق هو الفائز لكنها لم تقدم أرقامًا تفصيلية تدعم كلامها ولم ترد على محاضر الفرز التى استندت إليها حملة مرسى خصوصًا وهى الأخرى لديها نسخة مماثلة منها.. قالت الحملة كلامًا عامًا بأن شفيق فاز بنسبة 51.5% ومرة أخرى قالت إنه متقدم بـ 250 ألف صوت دون تقديم ما يدعم هذه الأرقام، وبالتالى لم يكن كلامها مقنعًا بالمرة بعكس حملة مرسى، التى قدمت أرقامًا تفصيلية لنتائج اللجان فى كل المحافظات بل وطبعت محاضر الفرز فى كتاب وزعته على وسائل الإعلام ونشرته على موقعها ويتم حاليًا تداوله على الفيس بوك، وهذا الأمر لا يفعله إلا الواثق من دقة المحاضر الرسمية التى لديه.

ماكينة الإخوان أثبتت مصداقية وثقة فى النتائج التى ترصدها فى انتخابات مجلسى الشعب والشورى وفى المرحلة الأولى من انتخابات الرئاسة، وهذا ما يجعل نتائجها فى جولة الإعادة تحظى بالاطمئنان.

معظم الفضائيات والمواقع ظلت تتابع الفرز لجنة بلجنة منذ فتح أول صندوق وحتى آخر صندوق فى جنوب القاهرة وكلها توصلت من خلال مراسليها ومصادرها إلى تفوق مرسى وفوزه بالرئاسة وبنفس الأرقام، والنسب التى أعلنتها حملته واللافت أن كثيرًا من وسائل الإعلام تابعة للفلول أى أنها متعاطفة مع شفيق بل كانت تدعمه صراحة، وبالتالى كان منطقيًا أن تكون أرقامها منحازة له لكن الأرقام ليست وجهات نظر يمكن تجييرها بل هى حقائق قاطعة كانت تتحدث عن نفسها، وفى النهاية كانت أغلبيتها فى صندوق مرسى.. ليس هذا فقط بل إن النتائج التى عرضتها وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية ووكالات دولية معتبرة مثل رويترز أكدت نتائج حملة مرسى، ولليوم مازالت بوابة الأهرام تضع على صدر صفحتها الأولى النتائج متضمنة فوز مرسى، وختام كل ذلك جاء دامغا من حركة "قضاة مستقلون"، التى أعلنت أنه الفائز أيضًا.

الحقيقة أن تأخر اللجنة العليا فى إعلان النتائج وعدم وضوح خطابها يضاعف من الشكوك حول ما يتردد بشأن التلاعب فى النتيجة، لكننا نربأ باللجنة أن تفعل ذلك فهى لا مصلحة لها فى جعل هذا المرشح أو ذاك يفوز، واليوم صارت نزاهتها وشفافيتها وحيادها مرهونة بقراراتها بشأن الطعون مشفوعة بمبررات مقنعة وبما ستعلنه أخيرًا من نتائج نهائية صادقة.. والحقيقة أن هذا العمل مسئولية وطنية وقانونية ودينية وأخلاقية لأعضاء اللجنة فلا يليق بهم وهم قضاة أجلاء أن يتلاعبوا بإرادة الشعب أو يرضوا لأنفسهم الخضوع لأية ضغوط من أى جهة حتى لو كان المجلس العسكرى - كما يتردد - والذى نربأ به أن يكون منحازا لأى مرشح أو يأتى برئيس بالتزوير، كما لا يليق أن تبدأ مصر طريقها الديمقراطى بعد الثورة بممارسات العهود التى سبقتها من تزييف للإرادة الشعبية.

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 94 مشاهدة
نشرت فى 24 يونيو 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

308,563