24 د. أحمد عبد الدايم محمد حسين 23 يونيو 2012 06:54 PM 
فريق الهزيمة هو أحد الفرق الأساسية اللاعبة فى مصر الآن.. أعداد لاعبيه قليلة مقارنة بالفرق الأخرى، لكن آلته الإعلامية توفر له جماهيرية عريضة وواسعة بين المصريين.. فريق الهزيمة تمت صناعته على أيدى قوى خارجية غزت مصر فى الماضى واحتلتها، ومن ثم فهو يؤدى مهمته للخارج أملاً فى الحصول على مغانم الداخل والسيطرة عليه.. فهم أحفاد من هزموا عرابى فى التل الكبير، ومن سلموا البلاد للإنجليز ليقبعوا فيها أكثر من سبعين عامًا.. وهم الذين هزمونا فى كل الحروب التى خضناها وهُزمنا فيها.. ففريق الهزيمة، هو فريق منظم يلعب بقوة وحماس فى الوقت الذى يدس فيه عملاءه بين الفرق الأخرى، ليقدموا له النصر فى الوقت الذى يريد.. ويزينوا لفرقهم أساليبه القميئة والدنيئة، فيتركوا العمل والجهد للحصول على النصر بأى وسيلة.. وفى هذه الحالة يعطيهم الانتصار الوهمى والزائف بعد أن يقبض الثمن.
فريق الهزيمة هو منا بالعرق والنسب، لكنه يتآمر علينا فى الواقع بالليل والنهار.. أعصابه حديدية ضد الشفقة والرحمة على بنى جلدته، يستعذب قتلهم وسجنهم وتلفيق التهم والغدر بهم.. فريق الهزيمة هو فريق محصن ضد الندم والعشم والعطف على أهله. فلم ينزعج أبدًا بحرق المصريين فى قطار الصعيد يوم العيد، ولم يبدِ أى تأثر على شهداء العبارة، الذين قتلهم فى عرض البحر، أو أى ألم على الذين ماتوا فى الدويقة والعشوائيات وإستاد بورسعيد وقصر العينى ومحمد محمود.. ولم ينزعج يومًا بالطعام المسرطن الذى استورده ليفت فى عضد المصريين وينهش فى أكبادهم وأجسادهم.. فريق الهزيمة لم يتحرك أبدًا لتلك العذابات التى سامتها وزارة الداخلية لمواطنيها، ولم ينزعج بتلك الإهانات التى تعرض لها المصريون فى الداخل والخارج، بل ترك نصفهم يموت من الجوع، ونصفهم بلا عمل.
فريق الهزيمة يتلاعب بتاريخنا ويستهزئ بأمجادنا وبطولاتنا ونجومنا.. هو فريق صنعه المستعمرون السابقون فى بلادنا ليضمنوا دوام خيراتها لهم.. ولعل البرود الذى اكتسبه من أسياده السابقين، قد جعله يستخف بكل القيم والأعراف التى ورثتها البلاد كابرًا عن كابر.. فهم الذين يروجون لثقافة الهزيمة والخنوع والاستسلام بين الناس.. فهذا الفريق قدم للمصريين أن وصول التيارات الدينية للبرلمان، إنما جاء بأدواتهم التى جاهدوا فى سبيلها لسنوات، وهى الانتخابات والديمقراطية، لكنه سلط أقلامه ضد تنكّر هؤلاء الحاصلين على السلطة للآلية، التى وصلوا من خلالها، فخاف الناس وابتعدوا عنهم.. هؤلاء يرون انتصاراتنا هزائم، وحروبنا غنائم وما هى إلا دمار وخراب وإزهاق للأرواح.. فهم يبررون كل نقيصة وخيانة وغدر يقومون به لصالح البلاد والعباد، ويكررون ألحان الهزيمة بصور متعددة فى كل يوم.
فريق الهزيمة هم ثلة من السياسيين ورجال الأعمال والكتاب والصحفيين وبعض الرموز فى عدة مجالات.. وهم هؤلاء الذين لا هم لهم إلا اللطم على الخدود وشق الجيوب والعويل المنظم وتحبيط الناس وبث اليأس والقنوط فى نفوسهم.. وتصوير الإنجازات المصرية على أنها ابتذال وهزل، كما لو أننا جبلنا على تحقيق الفشل والعار.
وإجمالاً يمكن تلخيص آليات فريق الهزيمة بسبع آليات: أولها، أن ترتيب قوة هذا الفريق داخل مؤسسات الدولة يعنى أنه يملك رجالاً داخل كل مؤسسة يمكنه، عبر تلميعهم، أن يضمن تفعيلاً لكلامه وتأثيرًا لأفعاله وأهدافه.. ثانيها، أن الشائعات هى وسيلته الوحيدة المضمونة والمؤكدة فى تحقيق مصالحه وهدم أى قوى بازغة.. ثالثها، أن شبكة التجسس والتلصص التى نشرها عبر البلاد تضمن له الغلبة الدائمة على منافسيه وقطع الصلات بينهم.. رابعها، أن اصطناع المشاكل لخصومه، وتدبيره للمؤمرات فيما بينهم تشغل القيادات بمحاولة إحباطها دون الانشغال بتنفيذ البرامج التى جاءوا من أجلها.. خامسها، حرق الشخصيات العامة واستهلاكها وإدخالها فى سلسلة لا حصر لها من الصراعات والمعارك.. سادسها، تسويق فكرة المنفعة والمصلحة بين الناس على حساب المبادئ والأعراف التى ارتضوها بينهم.. سابعها، السطو على كل الأحزاب والتيارات السياسية للإحاطة بكل ما يحدث من أمور وأحداث.
ساحة النقاش