الرئيسية مقالات اليوم


50 محمد موافي 23 يونيو 2012 07:11 PM

 

   اسمحوا لى أن أختزل مقالاً نشرته، فى شهر سبتمبر من العام الماضى، وقلت: "أحرام على (ابن سيد بلال)الدوح.. حلال للطير من كل جنسِ.. أمحظور على سيد مقالة (آه).. ميسور للمظلومين من كل اتجاه.. وإسكندرية لو شغلت بالخلد عنها.. نازعتنى إليها فى الخلد نفسى.. ولست إسكندرانياً ولست سلفياً.. لكن يعزُ على أن يموت البرىء صبراً، وتفرغ محتويات القضية.. حتى إذا ما جاوز الظالمون المدى وأريق دم مصرى مسيحى بغير جريرة ولا سبب إلا الحقد وتخابيط تخاطيط مكر الليل والنهار وحدث الانفجار أمام كنيسة القديسين، بلغ السيل الزبى وكانت دخاناً فأصبحت نيراناً مستعرة، وقال الأبالسة المحققون إنهم اكتشفوا شاهداً عِياناً، وعَياناً بحب مصر، إسكندرانى المولد سلفى الهوى مصرى المحبة واسمه سيد بلال، والحر يعرف ما تريد المحكمة.. وقضاتها سلفاً قد ارتشفوا دمه، وقضى سيد بلال صبراً وكهربة وصلباً وتعذيباً وترهيباً وتكبيراً ومرحمة نحو الرفيق الأعلى فى قاع مظلمة باردة كدماء جلاديه.

يربط السكندريون بين سقوط مبارك وارتفاع الشهيد وينظرون لمساجدهم بإعجاب، فمآذن عروس المتوسط تبكى فارساً سكندرياً، لم يرتكب جريمة حتى تثكل أمه وييتم ولده وترمل عروسه، لقد ضجت المساجد وحُق لها أن تضج، وأطت السماء للقلوب المظلومة وحُق لها أن تئط، والمصلون والمارون والجالسون على المقاهى القريبة يفتشون فى سماء المدينة الزرقاء عن إجابة للشكوى.

قامت الثورة فكانت الإسكندرية مختلفة، قوية كالقائد إبراهيم وعالية كعنق محمد كُرِيم - مجاهدها ضد البرابرة الإنجليز -، وهادرة كأمواج العجمى، وعميقة كبئر مسعود، ومزدحمة كظهر يوم صائف بميامى.

للأسف لم أعرف سيد بلال، ولا لى معرفة بواحد من سلفيى الإسكندرية، ولكنى أحفظ على الكمبيوتر صورة سيد مع طفله وأكاد أسمع الصورة تنبض وتنادينى ابتسامة الصغير ماذا فعلت لدم أبى وتوشوشنى ابتسامة الأب مخاطباً فى الأبوة ومحفزاً كل ما فى داخلى من مخاوف على ولدى الذى ينتظرنى كل ليلة بالحلوى والعصير وفينو المدرسة وقبلة على الشفة.

ويا ابن سيد بلال.. أعتذر فأنا قليل الحيلة وهذا جهد العاجز.

واليوم أقول، وأنادى كل أحرار الإسكندرية، التى تتباهى بأسماء شوارعها، وتاريخ رجالها، أن يتم إطلاق اسم سيد بلال على الشارع الموجود به مقر مباحث أمن الدولة، حيث قضى مبتسماً صابراً جميلاً، فليكن اسم الشارع "سيد بلال" حتى يظل العنفوان فى موج البحر، وحتى يظل لبسيمة إسكندرية وهريستها طعم الحلاوة بعد مر طول الصبر، حتى يطأطئ كل ظالم رأسه بمجرد دخول الشارع، وحتى يمشى ابن الشهيد فارعاً كالفنار، شامخا كأسوار القلعة، لأن أباه حى بإذن ربه يُرزق، بالله على كل من استطاع تنمية الدعوة أن يعمل على نفاذها، خاصة قيادات الدعوة السلفية بالإسكندرية، وكل مثقف وجدع.. حتى أقول: يا ابن سيد بلال، البقاء لله، واللى خلف ماماتش، والبلد بلدك والشارع شارع بابا سيد.

[email protected]

 

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 85 مشاهدة
نشرت فى 24 يونيو 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

305,704