26 محمود سلطان 23 يونيو 2012 07:13 PM

 

بعد ظهر اليوم، ستكون مصر أمام مفترق طرق بالغ الخطورة، إما "المصالحة الوطنية" بالاعتراف بفوز مرشح الثورة د. محمد مرسي.. وإما إلى "نفق مظلم" واضطرابات سياسية واسعة حال فرض أحمد شفيق رئيسًا تحت أسنَّة الأسلحة "المِيري".

 مصر اليوم في مواجهة أمام "العقل" و"الجنون".. والكل يترقب أي الطرفين سينتصر على الآخر.. سيكون ـ فعلاً ـ من قبيل الجنون، أن يتم التلاعب في النتائج، وتغيير الأرقام التي باتت معلومة للكل داخل مصر وخارجها.. وتجريد الثورة من كل مكاسبها.

الهدوء حتى الآن سيظل رهن كلمة المستشار فاروق سلطان عصر اليوم.. فالثوار يراهنون على منصِب الرئاسة، بعد أن استولت السلطة على الدستور والبرلمان، وتتواتر المواقف التي تشير إلى أن عَين "المجلس الحاكم" على منصب رئيس الجمهورية ؛ ليضع كل مفاصل الدولة في "جيبه" ، ولا يترك لمَن صنعوا هذا الإنجاز الحضاري الكبير ولا "حقيبة" وزارية واحدة لزوم المزايدة عليها.

   أنا على يقين بأن "العقل" سينتصر في النهاية؛ إذ لا يتحمل أحد، مهما كانت جبروته، مسؤولية عواقب تحدّي الضمير الثوري، الذي أسقط أعتى ديكتاتورية أمنية في العالم.. وبكل هذه "الفجاجة" و"الاستفزاز".

فرض شفيق بشرعية "وضع اليد".. يضع البلد كله في "حارة سد" ، ويغلق كل الطرق أمام قوى الثورة للتفاهم مع "العسكري" ، ولا يترك لها إلا خيار المواجهة في الميادين.. وما يعقبها من فوضى وانفلات على اتساع الوطن.. لا نعرف حدوده ولا سقفه ولا مفاجآته.

شفيق.. هو خيار "الحرب الأهلية"، كما وصفته "نيويورك تايمز".. ولا يغرنَّك ما يُتداوَل من كلام على استعصاء الحالة المصرية وصلابتها أمام مشاريع مشابهة للنموذجين السوري والليبي.. ولعلنا نتذكر دقة وخطورة اللحظة التي ظهر فيها ضباط من "مؤسسات القوة" بين المتظاهرين في ميدان التحرير، أثناء ثورة 25 يناير.. ولا يمكن بحال أن يتوقع مراقب بالحدود التي قد تبلغها تلك الظاهرة، إذا كان "عناد" الطاغية طَالاًّ بلا أسقف، وظل متمسكًا بالحكم أكثر من 18 يومًا.

الحصانة الوحيدة التي تعصم مصر من الفوضى، هو انتصار الاعتدال على التشدد ، والتوسط على التطرف، والتنوير على الظلامية، ومصلحة الوطن على مصالح الحكام.. وهي كلها تمثل المِزاج المصري العام، ولعل هذا النزعة قد تتغلب على العناد الذي يطوِّق قرارات اللجنة العليا للانتخابات، وتنطق اسم الرئيس الشرعي والذي بات اسمه معروفًا للعالم كله، منذ فجر يوم الاثنين الماضي.

مصر ستظل ـ بإذن الله تعالى ـ موحَّدة، تحت قيادة رئيس منتخَب.. وفي حماية جيش وطني، ينحاز ـ وقت الاختيارات الكبرى ـ إلى الشرعية وإلى مصالح الشعب المصري، ولن يكون يومًا إلا أداة للوَحدة.. متصدِّيًا لكل محاولات الشقاق أو الانقسام أو التقسيم.

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 91 مشاهدة
نشرت فى 24 يونيو 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

309,459