الرئيسية مقالات اليوم


55 جمال سلطان 23 يونيو 2012 07:13 PM

 

اليوم الأحد سيعلن المستشار فاروق سلطان رئيس اللجنة العليا للانتخابات ، نتيجة انتخابات الإعادة ليتحدد اسم رئيس الجمهورية الجديد ، ومن الواضح من لغة البيانات التي صدرت عن اللجنة أن القرار لن يحتمل سوى إعلان اسم الفائز ، بمعنى أنه لن يكون هناك إعادة تصويت جزئية في بعض اللجان كما تردد بسبب طول الفترة التي تأجل فيها إعلان النتيجة ، وبعيدًا عن أي تأويلات لما تتجه إليه اللجنة ، وإذا تكلمنا من الناحية السياسية البحتة ، فإن المؤكد أن إعلان أحمد شفيق فائزًا يعني أن المباراة السياسية انتهت في مصر ، والملعب السياسي أُغلِق ، وأصبحت مواجهات "كسر العظم" مفتوحة بين الملايين من المِصريين وبين المؤسسة العسكرية ، قولاً واحدًا ؛ لأن إعلان شفيق يعني أن المجلس العسكري استولى على كل شيء ، البرلمان والحكومة والرئاسة والدستور ، فضلاً عن السلطات الأمنية بكل تشعُّباتها ، ولم يعد لدى قوى الثورة أي شيء ولم يعد لديها ما تخسره أساسًا ؛ فقد خسرت كل شيء ، وتكون مصر قد عادت بالكامل إلى ما قبل يناير 2011 ، عندما كانت "العصابة" القابضة على الدولة تغتصب كل شيء ، فكانت المواجهة المفتوحة مع الشعب وملايينه ، فقط الذي يتغير الآن سيكون الأشخاص الذين في المشهد ، بدلاً من مبارك وعز وجمال وصفوت وعزمي و سرور ، هناك طنطاوي وعنان والمُلا والفنجري ، وهكذا ، غير أن الأمر هذه المرة سيضاف إليه ما هو أخطر بكثير ؛ لأن المجلس العسكري سوف يستخدم القوات المسلحة لقمع الانتفاضات الشعبية العارمة على مستوى الجمهورية ، ومن ثم تصبح مصر للمرة الأولى في تاريخها يتعامل فيها الشعب مع الجيش باعتباره "العدو" ، وهذا تطور ـ إن حدث لا قدر الله ـ بالغ الخطورة ، وأسأل الله أن لا تصل إليه مصر أبدًا ، أما إذا أُعلِنت النتيجة لصالح الدكتور محمد مرسي فإن الإزمة لن تنتهي ، لكن الاحتقان سيخفّ ، إضافة إلى أن التسليم بفوز مرسي يجعل "المباراة السياسية" قائمة ، والملعب مفتوح ، وفرصة الحوار الوطني بين قوى الثورة والمجلس العسكري قائمة ، وإمكانية الوصول إلى مخرج من أزمة الوطن وإبعاد "الحريق" عنه ممكنة جدًّا ، والحوار الجاد يمكن أن يتواصل حول الإعلان المكمل وتأسيسية الدستور وحتى تشكيل الحكومة ، لا أحد في مصر يريد أن تصل البلاد إلى حائط سد ، لا أحد يريد أن تندفع البلاد إلى ما يشبه الحرب الأهلية الباردة أو غير الباردة ؛ لأن محصلة الاثنين واحدة ، فوضى وشلل اقتصادي وهروب الاستثمارات وانهيار مالي ، وانتشار مساحة الجوع والبطالة والعنف السياسي والاجتماعي ، ودولة فاشلة ، أعرف أن بعض القوى الهامشية تحاول أن تدفع بالمجلس العسكري إلى هذا الصدام وهذا العنف ، أعرف أنهم اعتادوا أن يحفظوا أماكنهم في المشهد السياسي والإعلامي في ظل النظام الديكتاتوري ، ولذلك يحنون إليه ؛ لأنهم يدركون أن الديمقراطية تهمِّشهم ، وتقلل من حضورهم ، وأعرف أن بعضهم كانوا من رجال عمر سليمان ، وعرَّابي الاستخبارات ، الذين حاولوا الترويج لسليمان بين الثوار والقُوَى الشعبية قبل سقوط مبارك مباشرة ، وهؤلاء لا تفرق معهم أن يحترق البلد كله ؛ لأنهم يؤمنون أنفسهم بدروع العسكر وأموال فضائيات الفلول ، وأعرف أيضًا أن هناك "شياطين" في أجهزة أمنية من إرث نظام مبارك ، مازالوا يغرون العسكري بالصدام ، ويحتشدون للثأر من الشعب والثورة ورموزها إذا أتيحت لهم الفرصة ، ولكني واثق بأن قوة الثورة بملايينها وعنفوان الميادين سيظل رادعًا لكل هؤلاء ، كما سأظل أتمسك بالأمل حتى آخر لحظة في أن يُحكِّم الجميع عقولهم ، وليس أهواءهم ومطامعهم ، وأن يستشعروا المسؤولية التاريخية أمام هذا الوطن ، قبل أن يتورطوا في جريمة "حرق مصر" .

[email protected]

 

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 101 مشاهدة
نشرت فى 24 يونيو 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

305,700