authentication required


محمد موافي
21
يونيو
2012
05:13 PM


مرة واحد صعيدى، قالوا إنه ضد الثورة، فكان هو حقيقة الثورة.. و(تعالوا نلضم أسامينا، الفلة جنب الياسمينة)، تعالوا، نردُّ قليلا من كثير، قيل عن الصعيد الطيب، الذين لقن كل حملات الاحتلال دروسا عنوانها"دع صعيدي، فصعيدى فرن غضب"، قيل إن الثورة لم تصل الصعيد، وقيل إن الجنوبيين غاضبون لأن مبارك لم يُعامل كأب ورمز، بل قال أحد أقطاب الحزب الوطنى المنحل بأقصى الصعيد، إننا سنزحف لنحتل التحرير، ونسى الجاهل أن القاهرة كلها صعيد، وأن الصعيد، منبع طمى الدلتا.

الصعيديون أول المتضررين وآخر الغاضبين، لأن غضبهم شر على الظالمين، فاتق شر الصعيدي، إذا غضب، والغضبة كانت عجيبة من عجائب بلاد طيبة، بلاد علماء الأزهرالشريف، والشعراء والأدباء، بلاد شيخ العرب همام، وجلال الدين السيوطى، والعدوى، ورفاعة والعقاد والمنشاوى، الغضبة كانت مختلفة، كانت درجة من أعلى درجات التحضر، كانت غضبة الرأى المتدفق حبرا فسفوريا على أصابع خشنة تشبه أراضينا فى موسم بذر الحبوب.

أيًا كانت نتيجة لجنة الانتخابات، فقد رأينا الصعيدى، رأيناه من الجنوب جاء إلينا، حاملا انتصاره لمرشح المصريين الثائرين أصحاب العقول، فى مقابل مرشح بقايا المنحل، وفضلات أمانة السياسات ورزايا الفلول.

كانت مصر كلها تحت خط الفقر، بينما كان الصعيد لا يعرف أساسا أن هناك خطا للفقر.. وكنا نفكر كل صيف فى مصيف بالإسكندرية أو بالساحل أو جمصة ورأس البر، بينما كان فقراء الصعيد وهم بالملايين يفكرون فى تذكرة قطار، ووعد بتعيين أو إشارة باستضافة قاهرية.

 كل محافظات الدلتا محافظات رائعة، قدمت الكثير فى تاريخ مصر، وأولها المنوفية التى علق الاحتلال أجساد فلاحى دنشواى الطاهرين فى المشنقة، ولكن فلول الحزب ورجال أعماله ساروا على خطى حبيبهم مبارك، فنظروا عشرات الكيلومترات حولهم، ونسوا الصعيد، وجاء تركيز حملات شفيق وهداياه، ووعود الزبد الذى طلع عليه النار فساح، جاءت كلها باتجاه الدلتا، حتى حوارات النوكى والحمقى والمغفلين ومصاطب الفنان توفيق عكاشة، كانت موجهة لأهالينا الطيبين فى الدلتا، ولا عزاء للصعيد.

يكره النظام السابق ولا يزال يكره الصعيد، لأن الصعيد هو أول من قال لا، وهو أول من ذاق مرارات التصفيات الجسدية، حتى اختلطت الحقول بأشباح الموتى مع عيدان القصب.

مصر كلها رائعة، لها وجه يعلوه التراب والقلق والغضب المشحون منذ ثلاثين عامًا، ولكن القلب والحقيقة والجوهر له وجه آخر، وجه ظل بعيدا عن كيماويات يوسف والى، وأكياس دم هانى سرور، وإعلانات تطوير مطار القاهرة الزائفة.

مصر كلها واحد، أو هى كما قال الجنوبى الفيلسوف أمل دنقل

مصر لا تبدأ من مصر القريبة/ إنها تبدأ من أحجار طيبة.

وأصوات رئيسنا الجديد، بدأت أيضًا وثقلت موازينها من طيبة.

طيب خذ هذا واحفظه:

إياك تقول للندل يا عم/ ولو كان على التخت راكب/ ولا حد خالى من الهم/ حتى قلوع المراكب.

قالها جد شعراء الصعيد ابن عروس.. وصدق.

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 44 مشاهدة
نشرت فى 22 يونيو 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

309,489