1
د. عمرو عبد الكريم
11
يونيو
2012
07:55 PM


لا يمكن فهم وتفسير الهجوم المتوالى الذى يشنّه الفلّ الكبير رئيس وزراء موقعة الجمل، أحمد شفيق، ضد الإخوان المسلمين ومرشح الرئاسة الدكتور محمد مرسى إلا بكونه قد أخذ الضوء الأخضر لمعركة تكسير العظام، معركة تستخدم فيها كل الأسلحة والوسائل والأساليب المشروعة وغير المشروعة حتى تلك الأساليب القذرة المرتبطة بالبعد الأخلاقى.

خطابات شفيق المتوالية خاصة آخر خطابين (والثالث الذى يرتب له قبل الانتخابات مباشرة) هى تعبير عن معركة مفتوحة المدى والوسائل والأدوات لن تقف عند حد ولا سقف لها ولا خُلق (منذ متى كان لبقايا نظام مبارك خلق أو عهد أو دين).

هذه المعركة غير الأخلاقية التى يشنَّها شفيق على الإخوان تتجاوز الصراع السياسى البحت وتتعدى حسابات انتخابات الرئاسة بل أراها أقرب ما تكون إلى تهيئة المناخ وإعداد التربة لصراعات ما بعد الانتخابات.

وأحسبها كذلك تتعدى دعوات حل البرلمان لتجريد الإخوان والسلفيين من كل أدوات الدفاع عن النفس والشعب بعد ذلك.

إن بذاءة هجوم شفيق وصراحته تشى أن الأرض تهيأ لخطوات لا تقل شراسة عن خطاباته.

وشفيق بذاته أقل من أن يرتب لكل هذا الذى يحدث منذ ما قبل انتخابات الرئاسة، وأضعف من أن يخطط كل أبعاد المعركة المفتوحة على مختلف الجبهات والصعد فهو ليس أكثر من رأس حربة فى فريق الثورة المضادة، حتى أن أيمن نور بعد الأحكام الهزيلة على مبارك وعصابته قال: كنا نلعب مع الاحتياطى والآن سنلعب مع الفريق الأساسى (حتى رأس حربة كتيرة والله على شفيق).

الشاهد أن هذا الهجوم الشرس والظالم والمجافى للحقائق على الأرض هو جزء من خطة إعداد الأرض لمعركة قادمة أشد شراسة (ويخطئ مَن يظن أنها ستطال الإخوان وحدهم، وإن كان من الممكن أن يكونوا هم الثور الأبيض).

وستكون المعركة القادمة مع امتداد نظام مبارك أشد شراسة، ومقاومتها أشد عنفًا، مما سيفرض الاصطفاف الوطنى الحتمى ضد بقايا نظام الفساد والاستبداد، ويبدو أن الشعب المصرى بحاجة إلى نشر ثقافة العصيان المدنى والاحتجاجات العامة بأكثر مما حدث فى الـ 18 يومًا من أيام الثورة، يبدو أننا سنُعيد العد من تانى.

معركة شفيق ومن وراءه ومن يحركه ومن يدعمه ومن يمده بأسباب المنافسة حالاً (وبـأسباب التمكين لا قدر الله مستقبلا) هى معركة مفتوحة مع الشعب المصرى وليس مع الإخوان وحدهم. هو يتعامل معهم باعتبارهم العدو القريب الذى عليه منافسته فى انتخابات الرئاسة، ويخطئ من يظن محمد مرسى مرشح الإخوان بل هو مرشح الثورة ومرشح المصريين جميعًا على اختلاف أفكارهم ومواقفهم.

أما العدو البعيد لشفيق ومن وراءه ومن يحركه ومن يدعمه ومن يمده بأسباب المنافسة حالاً (وبـأسباب التمكين لا قدر الله مستقبلا) فهو كل من وقف أمام مشروع توريث مبارك الحكم لابنه جمال، وكل مَن نادى بالثورة على تلك الأوضاع الجائرة، وكل من نزل الشوارع والميادين منددًا بها وكل من شارك فى الثورة والدعوة لها، وكل المجتمع المدنى بقواه وتكويناته.

انتصار شفيق (لا قدَّر الله) معناه عمليات انتقام شاملة من كل المصريين لا توقفها إلا ثورة حقيقية فى مصر يتحقق فيها شعار الثوار بعد الأحكام الهزيلة (المرة دى بجد مش هانسيبها لحد).

ويكفينا شر كل ذلك تكتل مختلف القوى السياسية وخروج الشعب المصرى بأعداد كثيفة لانتخابات الدكتور محمد مرسى حتى يحدث التطور الديمقراطى المنشود فى مصر، وتحدث عملية انتقال سلمى لسلطة مدنية نستطيع معارضتها والوقوف ضدها دونما أن تحدث مذابح أو أن تسيل دماء المصريين.

وأحسب أن الإخوان: خطابًا وحركة قد تطورا إيجابيًا فى مرحلة ما بعد إصدار الأحكام الهزيلة على مبارك وعصابته فى اتجاه اصطفاف وطنى قوى ليس فى مواجهة شفيق فقط، بل فى محاولة لبناء توجهات تدفع باتجاه طريق هذا التوافق، وذلك بالموافقة على تلك النقاط الأربع التى قدمها الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح.

فالشعب المصرى اليوم فى مواجهة فساطين لا ثالث لهما (مع هشاشة دعوات المقاطعة وإبطال الصوت التى هى أقرب للشيطان الأخرس الساكت عن حق الشهداء والمصابين):

فسطاط الشعب والثورة والشباب يتكتل وراء مرشحه محمد مرسي.

وفسطاط الثورة المضادة وجيش المنتفعين والراغبين على قلتهم فى عودة نظام مبارك يتكتلون وراء مرشح الثورة المضادة أحمد شفيق.

فسطاطان وطريقان ونهجان لا ثالث لهما، إما الثورة (مرسي) وإما الثورة المضادة (شفيق).

آخر كلام:

شفيق هو الامتداد الحقيقى والبشع لنظام مبارك ولحكم العسكر.

أما محمد مرسى فهو البديل المدنى السلمى لامتداد نظام مبارك ولحكم العسكر.

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 59 مشاهدة
نشرت فى 12 يونيو 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

309,452