الثورة ستنتصر



محمد على خير
06
يونيو
2012
07:31 PM


هل لم يحصد المصريون شيئًا ذى قيمة من ثورة يناير التى سقط خلالها مئات الشهداء؟ هل الفترة الانتقالية التى استمرت لمدة عام ونصف العام كانت سيئة بكل المقاييس وخلت من أى إيجابيات؟.. الأسئلة السابقة كانت محور حلقة أمس الأول فى محطة راديو مصر, وكانت المناسبة هى ذكرى هزيمة يونيه 67, حيث كنت ضيفًا إذاعيًا وسألنى الأستاذ أشرف الزيات عن انتكاسات الثورة.

كنت متحفظًا على طرح السؤال من زاوية السلبيات فقط, فالموضوعية والمهنية تقتضى منا عندما نقوم بتقييم حدث ما إن نرصد إيجابيات وسلبيات النتائج المترتبة على هذا الحدث, فما بالك لو كان ما يجرى تقييمه هو ثورة شعبية أطاحت بنظام مستبد دام مايقرب من ستة عقود.

فى مجال الحديث عن الإيجابيات المحققة بعد 25 يناير, فلا يمكن أن نغفل بدء ممارسة المصريين للديمقراطية عبر صندوق الانتخابات, فقد ذهب الناخبون بكثافة مذهلة إلى الصناديق ثلاث مرات (الاستفتاء على التعديلات الدستورية ثم الانتخابات البرلمانية ثم الانتخابات الرئاسية) وهو مالم يحدث طوال عشرات السنين, وتلك ظاهرة إيجابية تؤكد على قناعة المصرى بأهمية الإدلاء بصوته.

من النتائج الإيجابية للثورة أيضًا, أنه ولأول مرة فى تاريخ المصريين والمنطقة العربية والإفريقية, تتم محاكمة رأس الدولة أمام قاضيه الطبيعى بل ويصدر الحكم عليه بالسجن المؤبد, وبلا شك فإن أرواح الشهداء قد مهدت الطريق إلى ذلك, كما جرت محاكمات – تقريبًا - لكل رموز النظام السابق وأمام القضاء الطبيعى وليس الاستثنائى.

ولأول مرة فى التاريخ يقرر المصريون بملء إرادتهم اختيار حاكمهم بعد أن كانت تفرضه عليهم إما الأسرات الفرعونية أو عبر الغزو الخارجى الاستعمارى أو عبر انقلاب عسكرى, وهذا الحدث الكبير نحن جميعًا مدينون به لتلك الثورة العظيمة.

ورغم الإيجابيات الثلاث السابقة والعظيمة، لكن هناك شعور عام بانتكاسة الثورة وأنها لم تحقق أهدافها, رغم الحديث السابق, هذا الشعور أصبح يمشى بين الناس حاملاً معه الاكتئاب لدى كثيرين، بل إن هناك فئات من الشعب باتت تكره الثورة وسنينها, تقديرى أن ذلك يعود لعدة أسباب منها مثلاً:

1- تكون انطباع لدى ملايين المصريين بعد تنحى مبارك فى 11 فبراير أن الأحوال سوف تتحسن فى مصر فى اليوم التالى مباشرة، وعلى كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية, وهذا بالطبع تفاؤل لا يوجد ما يبرره لأنه يحتاج إلى وقت وعزيمة من الجميع.

2- الحياة اليومية باتت صعبة على القطاع الأكبر من المواطنين بسبب تضخم الأسعار واختفاء السلع الرئيسية والوقوف بالساعات فى طوابير البنزين والبوتاجاز والعيش, مما جعل البعض يسقط غضبه على الثورة والثوار وهى بريئة مما يجرى.

3- انقسام النخبة وتصارعها فيما بينها بحثًا عن المصالح الشخصية والحزبية الضيقة, تلك النخبة التى كان عليها بناء النظام السياسى الجديد للدولة, مما أدى إلى إحباط المصريين فى نخبتهم.

4- سوء الأداء السياسى فى مواقف عدة للمجلس العسكرى بصفته السلطة السياسية التى تدير البلاد, خاصة فى فترات التعامل مع المتظاهرين فى الميادين, وصياغة بعض بنود الإعلان الدستورى.

تقديرى أننا إجمالاً لا نعود إلى الخلف وأن قطار الثورة ماض فى طريقه رغم بعض العقبات، إلا أن الثورة سوف تنتصر.

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 19 مشاهدة
نشرت فى 7 يونيو 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

309,453