حسام فتحى
06
يونيو
2012
07:33 PM


لأن المصرى مهما ابتعد عن "المحروسة" يظل فى قلبه لا يغيب لحظة، ويظل فكره وعقله مشغولين بها، مهما تراكمت عليه مشاغل العمل وهموم الحياة، يسعى دائمًا للالتحام بمشاكلها والالتصاق بمتاعبها، محاوِلاً أبدًا البحثَ عن حلول عملية لما يضيق صدرها، ويعيق تقدُّمها؛ لذا بين الحين والآخر أجد فى بريدى رسالة من قارئ، اقتطع من وقته وجهده ما يعتقد أنه قد يفيد مِصرنا الحبيبة، والرسالة القادمة تحمل من معانى الحب والوفاء والانتماء بقدر ما تحمل من الرغبة الجادة فى الإسهام فى إقالة المحروسة من عثرتها، خاصة مع اقتراب حلول شهر رمضان الفضيل، أعاده الله علينا جميعًا بالخير والاستقرار. أنشرها كما وردت من القارئ المحب لبلده د. محمد محمود الطناحى المستشار بمجلس الوزراء، مركز البحوث والدراسات الكويتية، الكويت.

الأديب الإعلامى المحترم الأستاذ حسام فتحى

عذرًا على التطفُّل والتواصُل دون سابق شرف بالمعرفة، ولكن هل يمكنك تبنى هذه الفكرة إن أعجبتك فى عمودك اليومى القيِّم الذى يقرأه آلاف المصريين بالكويت؟!، مع خالص الوُد والتقدير والموضوع، بعُنوان "زكاة الثورة وحق الوطن".

للدين أهمية كبرى فى تمكين الإنسان من التعامل الأمثل مع المتغيرات الحياتية والتغلب على ما يصاحبها من أزمات، وهو إن اتخذَ أساسًا لعلاقات الفرد اليومية فى محيطيْه الأسرى الضيق والمجتمعى الواسع؛ صلحت هذه العلاقات، واشتدت؛ لذا فقد فكرت، وأنا أبحث عن وسيلة فاعلة للتعاطى مع المتغيرات والآثار الاقتصادية التى صاحَبت وأعقبت ثورة 25 يناير فى مصر وعدَّها البعض كارثية، واهتديت إلى الدور المؤثر الذى يستطيع وبمقدرة كبيرة أن يقوم به الدين فى النهوض بالاقتصاد المصرى سريعًا؛ شريطةَ أن تسارع الهيئات الدينية الرسمية فى مصر إلى إصدار فتوى تجيز للمسلمين إنفاق زكاة أموالهم وصدقاتهم وعشور المسيحيين لإقالة الاقتصاد المصرى من عثرته، من باب تحقيق النفع العام، حتى وإن لم يَحُلْ عليه الحَوْل؛ باعتباره فى سبيل الله، وهو أحد المصارِف التى أُمِرَ المسلمون أن يخرجوا صدقاتهم فيها؛ مما سيعيد لمصر بإذن الله قوتها، ويزيد من طهارة قلوب أبنائها، تصديقًا لقول المولى - عز وجل - فى سورة التوبة [آية:103]، بسم الله الرحمن الرحيم: "خُذْ من أموالِهِم صدقةً تطهِّرُهم وتزكِّيهم بها وصَلِّ عليهم إنَّ صلاتَك سكنٌ لهم واللهُ سميعٌ عليمٌ"، صدق الله العظيم، وتصديقًا أيضًا لما جاء فى الكتاب المقدس بأن المعطى المسرور يحبه الله (كورونثوس الثانية، 9:7)، على أن يتم هذا فى إطار من العمل الرسمى المنسق بين الهيئات الدينية الرسمية والقوات المسلحة المصرية ووزارة المالية، مما يعطى الأمان والضمان لمقدمى هذه الأموال والثقة باختيار الأسلوب الأمثل لحفظها، ثم التصرف فيها، فيما بعد بشكل صحيح... فيا أزهرَنا الشريفَ ويا دار إفتائنا الشامخة، ويا كنيستنا المصرية العريقة، تحرَّكوا، فلقد قَبِلنا سكونَكم وصمتَكم بنفس غير راضية طيلة سنوات طوال، أما الآن، فمِصر كلها فى انتظار سماع فتواكم، وأبناؤها - مقتدرين وغير مقتدرين - رهن إشاراتكم؛ ليقدموا لوطنهم الغالى كل ما يستطيعون تقديمه، فينعمون بصلاح الدنيا وثواب الآخرة.

د.محمد محمود الطناحى

مستشار بمجلس الوزراء

مركز البحوث والدراسات الكويتية

الكويت

انتهت رسالة المستشار الجليل، والتى يستحق عليها كل الشكر والثناء، ولا أجد ما أضيفه إلى ما حوته من أفكار إيجابية ومعانٍ مخلصة لمصر إلا التوجه للأزهر والكنيسة وكل الجهات المعنية بالمناشدة للإسراع بدراسة ما جاء فيها من اقتراحات، وتبنيها بسرعة حتى تحقق المرجو منها. وحفظ الله مِصْرَ وشعبها من كل سوء.

[email protected]

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 43 مشاهدة
نشرت فى 7 يونيو 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

309,414