محمد موافى | 27-03-2012 13:42

بدون تعالٍ على الواقع والتاريخ والحقائق، وبدون الابتعاد عن التوقعات المبنية استنادًا لهذا الواقع وذلك التاريخ وتلك الحقائق، يجب أن نعى أننا مقبلون على أزمة دستورية مختلفة عن كل الأزمات الدستورية فى تاريخ الدولة المصرية الحديثة، فالطعن هذه المرة هو فى الدستور نفسه، الذى يضبط شكل الدولة وهويتها ونظامها، والمشكلة تبدأ من إعراب كلمة (انتخاب) قانونيًا أو لغويًا، حيث يرى الماضون فى طريقهم: أن الانتخاب يعنى الاختيار من داخل البيت البرلمانى

ومن خارجه، فيما يرى الساعون دومًا للتأزيم أن الانتخاب يعنى الاختيار والانتقاء من خارج البرلمان، ولا أدرى لماذا يصر حزبا النور والحرية والعدالة على أن يمثل النواب نصف اللجنة التأسيسية، وخذ بالك وتذكر أنى فى أول المقال ذكرتك بشبه الجملة (دون تعالٍ)، فلو اعتبر حزبا الأغلبية أن التيار الإسلامى قد حاز ثقة الناس وتوكيل الشعب، فلم تكن إذن أرض الله ضيقة، بل فى الحزبين والفصيلين الكبيرين - الإخوان والسلفيين - من الكوادر ما تنوء عقولهم بالخبرة، وتمتلئ بالحكمة وتموج بالرؤية الصائبة واحتياجات البلاد والعباد، يعنى هى واسعة جدًا ومتسعة للاختيار، وإن كان الفصيلان لا يملكان مفكرين ومنظرين غير تلك الحفنة من الرجال التى خاضت الانتخابات، فتلك طامة كبرى.

طيب النقطة الثانية سيقول الناس: حتى لو فعل الإسلاميون ذلك لما رضى عنهم الليبراليون ولا جماعة (يسقط يسقط حكم العسكر) ولافتعلوا الأزمات والأزمات ولبحثوا عن المشاكل والاعتصامات، وربما يكون هذا صحيحًا، لكن على الأقل لم يكن سيمنحهم تلك الفرصة من سيل الاحتجاجات التى تزداد كل يوم. ثم إن الإسلاميين لو نظروا واستمعوا لما فى الطعون المنظورة أمام المحكمة الإدارية العليا، لما وصلنا لهذه النقطة، ولأثبتوا كذلك شعار الإخوان المسلمين الذى بدأوا به معركتهم الانتخابية (مشاركة لا مغالبة). فالأمر يبدو- والله أعلم والله يشهد أنى ناصح محب- أن الإخوان المسلمين يستمسكون بتلك اللجنة وبهذا الشكل انتظارًا لتبين واستكشاف طريق الانتخابات "الرياسية"، فلو دفعوا بمرشح لهم مثل المهندس خيرت الشاطر، فسوف يسعون لدستور يمنح رئيس الجمهورية صلاحيات فرعونية، تحصنهم من بأس المجلس العسكرى حتى لا تتكرر تجربة الاصطدام مع الضباط الأحرار، ولتصبح كل مفاتيح اللعبة بيده وأيديهم، أما لو وجدنا الطريق مفتوحة لأحد هؤلاء الأربعة البارزين عمرو موسى أو عمر سليمان أو أبو الفتوح أو حازم أبو إسماعيل، فسيكون الاتجاه هو تقليص صلاحيات رئيس الدولة، وزيادة ثوب اختصاصات صلاحيات رئيس الحكومة فى نظام مختلط أو برلمانى تتمكن فيه الأغلبية من حق استحقاق تشكيل الحكومة.

أيًا كان الغرض الظاهر أو الباطن، فإن أثمن وأغلى وأعظم ما يملك الإخوان هو الصدق، ومظنة إيثار المصلحة العامة على مصلحة الجماعة، أما أن تكون الطريق هى التمكين لمجرد التمكين، فلا محل إذن للمصداقية من الإعراب. وسنخسر جميعًا لا قدر

الله.

[email protected]

 

اشتراكك في خدمة أخبار المصريون العاجلة على الموبايل يصلك بالأحداث على مدار الساعة

لمشتركي فودافون : أرسل حرفي mo إلى 9999 ـ الاشتراك 30 قرشا لليوم
لمشتركي اتصالات : أرسل mes إلى 1666 ـ الاشتراك 47 قرشا لكل يومين (23.5 قرشا لليوم)

 

 

اضف تعليقك
الاسم :

عنوان التعليق:

التعليق:

أرسل التعليق

تعليقات حول الموضوع

لو تعرف الإخوان ماقلت ذلك

ناصح أمين | 28-03-2012 13:45

الإخوان لم يفكروا بهذه الطريقة أبدا لون كان المرشح الشاطر سيكون للرئيس صلاحيات فرعون ولو كان غيرة ستكون الصلاحيات لرئيس الحكومة أبدا ياأستاذ موافي الأخوان يريدون الخير لهذا البلد وللمسلمين فى العالم حتى وإن حكم غيرهم

 

 

لجنة التعديلات الدستورية

تامر حسن | 28-03-2012 11:58

الإعلان الدستوري يشير إلى المجلس ينتخب ولم يحدد النص من ينتخب أو كيف وبالتالي فإن العملية توافقية على الإختيار ولو أراد تحديد شئ بالذات لنص عليه كما نص على ان الذين سوف يقوموا بالانتخاب الأعضاء المنتخبين بالمجلس فقط وبالتالي فإن المحكمة الدستورية او الإدارية العليا سوف تجد نفسها بين خيارين الأول هو الهوى والحكم بعدم الدستورية أو إختيار إستقرار أحوال البلاد والعباد والحق أقول أن من يجب العودة إليه لتفسير هذا النص هو من قاموا بوضع النص فهم أدرى من غيرهم وأقدر على تفسيره .

 

 

تحليلك اكثر من رائع . . ماعدا ؟!!!

ابوعمرو | 28-03-2012 10:59

احس فعلا انك ناصح للاحوان ومحب لهم , لكننى ارى والله اعلم ان النتيجه التى توصلت اليها من ان الاخوان سيدعموا النظام الرئاسى لو وصل احدهم للرءاسه او البرلمانى فى حالة غيرهم قد جانبه الصواب من وجهين . الاول : ان هذه الالاعيب السياسيه القذره ليست من الامانه ولاالاسلام فى شىء وازعم انها ليست من اساليب الاخوان الذين يتمسكون بالمنهج الاسلامى فى كل حياتهم بما فيها من ممارسة سياسيه, والوجه الثانى :انهم اعلنوا مرارا وتكرارا ان النظام البرلمانى هو من يؤيدوه وحده الادنى فى الوقت الراهن النظام المختلط .

 

 

ولم تكن النتيجة لتختلف

عمر عادل | 28-03-2012 09:12

فالإخوان والسلفيون ما كانوا ليختاروا حينها إلا إسلاميين لكن من خارج البرلمان وكانت نسبة ال70% إسلاميين فأكثر ستحافظ على نفسها مع رفع الحرج، وعلى الرغم من أن السفسطائيين ومدعي الديمقراطية كانوا سيجدون ما يقولونه حينها، وخاصة ذلك الحزب منعدم الوزن والوجود شديد الرائحة والذي يسمى التجمع والذي أصبح لا يرى بالعين المجردة. أما المتمم الحسابي "الوفد سابقا" (والمحلل في قول آخر)، فهؤلاء خلعوا برقع الحياء منذ زمن الباشاوات ووقوعه بيد الهفوات وزوار كل الموائد

 

 

الإخوان أصحاب مشروع حضاري .. فلنعطهم الفرصة ثم نحكم عليهم.

محمود البنا | 28-03-2012 07:36

عزيزي الأستاذ الفاضل محمد .. كم أنا أحترمك وأحترم فكرك الواضح الجميل .. ولكن أليس من الحكمة والعقل أن نعطي كل ذي رأي فرصته حتى نتسطيع الحكم عليه .. أليس الحكم على الكلام قبل الفعل .. نقصان للعقل والفكر.. الدستور ليس كتابا منزلاً من السماء وواضعوه ليسوا ملائكة .. مشروع الإخوان والإسلاميين بصفة عامة هو إعادة كرامة الإنسان وتهيئة الحياة الكريمة له أولا أليس هذا ما يريده الشعب .. أم يريد كلام في كلام .. الله المستعان

 

 

دستور يا اسيادنا

سيد | 28-03-2012 00:01

يا عم محمد صلى على النبى امال مش كده هوا فيه ايه دا انت افهم منى بكتير بقى الدستور يعنى هيطلع من ورا علم الناس ما هو الدستور هيتعرض على الناس للمناقشة ثم التصويت واللى معارض حاجة فيه يبقى يقولها الحكاية يا سيدى الكريم انت عارفها كويس أكتر منى فالدستور لن يوضع فيه شيء مختلف عن الموجود ونظام الحكم وصلاحيات الرئيس والحكومة وغيره من الامور كل دا هيكون بالتراضى بس النفوس تهدا وترضى لكن مقابل كل واحد عاوز يبنى مليون واحد عاوز يهد فبالله عليك ازاى المركب هتمشى بالشكل دا

 

 

لن يرضى عنك العلمانيون والزاعقون ولو سرت على رأسك ..

عاطف الصغير | 27-03-2012 20:27

الاستاذ موافي المحترم .. اتفق مع ماجاء بمقالك إلى حد كبير ، ولكن وددت أن تشير أيضا إلى أن هؤلاء الناعقون والصارخون في كل وقت وكل حين ، قرروا مسبقا النتقاص ومهاجمة كل ما يصدر عن الاسلاميين بغض النظر عن منتجهم .. أكاد أتيقن بأن النباح سيستمر بنية مسبقة ، ولن يكفوا عنه حتى ولو استجاب الاسلاميون لهم بالسير على رءوسهم .. هذه فئة لا هم لها سوى المعارضة والصراخ في مكلمات التوك توك شو ، ومن الخطأ التعويل على نضجهم أو حتى اخلاصهم ..

 

 

نصيحة للإخوان

أحمد | 27-03-2012 19:59

http://caribar.blogspot.com/2012/03/blog-post_26.html

 

 

معلومة بسيطة

ابو احمد المطعني | 27-03-2012 17:13

معلومة بسيطة احب اوضحها للسيد كاتب المقال وهو ان الاخوان من زمان قالوا انهم مع الدولة البرلمانية التي ليس فيها صلاحيات مطلقة للرئيس .. و في المرحلة الانتقالية هم مع النظام المختلط (رئاسي برلماني) ليحدث الانتقال بسهولة و دون ارتباك في المشهد السياسي. كان ذلك رأيهم قبل ان يعلنوا ان لهم مرشح من عدمه .. و لم يقولوا ابدا انهم مع النظام الرئاسي صاحب الصلاحيات المطلقة .. ارجو توخي الدقة في توصيف الحالة.

 

 

السلام عليكم

أم مسلمة | 27-03-2012 16:30

أولا أنا من قراءاك وممن ينتظرون مقالك وممن يحترمون فيك الحياديه وأضيف أنني مم محبي الاخوان المسلمين واحترم نقدك الذي يستحق الاحترام ولكن نفس ما قلت في مقالك ألا ترى أننا في لعبة لا تنتهي لعرقلة طريق التيارات الاسلامية ولو تنازلنا سيخرج موقف ثاني وثالث أنا ليس عندي رهبة من الدستور ومن يضعه ففي النهاية سيعرض على الشعب ما يهمني هو هذه اللعبة التي لا أرى لها نهاية إلا بالحسم

 

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 56 مشاهدة
نشرت فى 2 إبريل 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

315,449