محمد موافي | 07-02-2012 15:21

... الوجود كالعدم,والرياح كالسكون,والمياه كاللهب,والكلام من شغب والسكوت من ذهب, وصارت زحاما وهمجا رعاعا,وسيرا عكس الطريق,صارت بلادا لم تكن كبلادي,وهي على مدى ثلاثين عاما,لم تكن كبلادي.ومصر لو تعلمون لها وجهان,وجه حقيقي يقول: إننا خير أجناد الدنيا كلها,وإننا أصحاب المعابد والهرم,ولها وجه آخر قبيح جدا و مضحك إلى حد البكاء أو هو يبكي إلى حد الضحك.وجه رآه المتنبي قبل مئات السنين,ولخص لنا بلادنا بأنها بلاد النقائض والغرائب والمساخر و كل شيء وعكسه: وكم ذا بمصر من المضحكات/ولكنه ضحك كالبكا,ثم أرهقت مصر قبل ثمانين عاما شاعرنا حافظ إبراهيم ,فسار على بيت المتنبي وصدع بما رآه مرارا و أعاجيب:

وكم ذا بمصر من المضحكات/كما قال فيها أبو الطيبِ//أمورٌ تَمُرُ وعيشٌ يُمِرُ/ونحن من اللهو فى ملعبِ//وصحفٌ تَطِنُ طنيـنَ الذبـابِ/وأخرى تـَشـُنُ على الأقربِ//وشعبٌ يفر من الصالحاتِ/فرار السليم من الأجربِ//فما أنت يا مصر دار الأديبِ/ولا أنت بالبلدِ الطيبِ//

مصر التي في خاطري وفي فمي,صارت مصر التي في شماريخي وفي دمي.من مائة سنة غنى سيد درويش(أعظم جنود في الأمم جنودنا)فلماذا لا نرى فعل(ضرب يضرب ضربا) و(حزم يحزم حزما).

يقول المجلس إنه يملك أدلة دامغة,فيا ليته لم يقل,أو ليته يقدم لنا دماغا واحدة ,ونحن من سيعلقها ويقطعها ,يقول أولو الأمر :إنه لن يتركوا مصر للفوضى,فما الفوضى -يرحكم الله- إن لم تكن ايامنا تلك هي الفوضى؟.

مصر يا أصدقائي التي تسمونها أم الدنيا بدلت اسمها في بطاقتها الشخصية إلى (أم الجثث). يا أصدقائي أقمنا الدنيا ونصبنا مصاطب الردح والبغاء الإعلامي لرشق الجزائر ,فانقلب السحر على الساحر,و صرنا برابرة الواق واق.

يقولون :إن الشرطة لها تاريخ عنوانه(تجيب الديب من ديله)فلماذا بعد مرافعة الديب قالت (ما لاقيتلوش ديل),و نطالب كل يوم بوزير داخلية جديد مرة مدني ومرة عسكري,فلماذا لا نضيف طلبا بأن يكون وزير الداخلية من السودان الشقيق,التي أثبتت شرطتها جدارة وتفوقا في تأمين موقعة مصر والجزائر.

مصر لها عيون عشرات الفضائيات,وكلها صورت معركة حامية الوطيس في شارع محمد محمود,و يعلن المقاتلون أنهم الألتراس,ثم يخرج الألتراس ويقول أنا لست في شارع محمد محمود أنا أتلقى العزاء في شباب مات غدرا,ثم يتحدث الجميع عن المندسين,فهل صرنا ملايين من المندسين.

يا أيها الأصدقاء الحيارى.,مصر اليوم مسرح للجريمة و البلطجة ,والسماوات مفتوحة تبطنها عيون كاميرات كل فضائيات العالم,تصور الفضائح,لأن وجود حاكمينا صار كالعدم,وأخلاقنا ملوثة بالدم.ولا حل غير الأخلاق والحزم الحزم.

محمد موافي

[email protected]

 

اشتراكك في خدمة أخبار المصريون العاجلة على الموبايل يصلك بالأحداث على مدار الساعة

لمشتركي فودافون : أرسل حرفي mo إلى 9999 ـ الاشتراك 30 قرشا لليوم
لمشتركي اتصالات : أرسل mes إلى 1666 ـ الاشتراك 47 قرشا لكل يومين (23.5 قرشا لليوم)

 

 

اضف تعليقك
الاسم :

عنوان التعليق:

التعليق:

أرسل التعليق

تعليقات حول الموضوع

الاحباط

احمد الشافعي | 08-02-2012 09:13

يعلم الله اني من عشاق كتاباتك في الجريده ونتمني شيئا من التفاؤل وعدم الاحباط والياس في الارتقاء ببلدنا

 

 

أوافقك الرأي ولكنك أبكيتني

نهى | 07-02-2012 21:09

أنا أرى ما ترى في مصر ولكنني أحسست بمصر كأبنٍ لي وتذكرت المثل القائل ادعي على ابني وأكرة إللي يقول آمين.ما قلته يجب أن يسمع ويقره الناس ربما يجد من يوقظ ما بداخلنا من غفله,أو عسى أن يكون كعلاج الصدمة لاغلبنا ، سلمت يداك و أدام الله عليك عقلك وحفظ لك شجاعتك وخوفك الحقيقي على مصر

 

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 66 مشاهدة
نشرت فى 14 فبراير 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

309,581