محمود سلطان   |  12-02-2012 19:48

من المفترض أن يشعر "البعض" بالخجل.. مما فعله مدرب النادى الأهلى البرتغالى "مانويل جوزيه".. الرجل يعتبر غريبًا وليس مصريا، ويأتى من مجتمع غربى ليس فى موروثه الاجتماعى ما يسمى بـ"المجتمع التراحمى".. ومع ذلك لِمَ يزايد على الضحايا.. ولا على صخب الشوارع.. وإنما قرر من فوره التبرع بـما يقرب من نصف مليون جنيه لأسر ضحايا مذبحة بورسعيد.
الوحيد الذى شارك بماله فى مواساة ذوى الضحايا.. رجل "غريب" وليس مصريًا.. فيما تفرغ المصريون ومن ذوات الوجاهة الاجتماعية والمالية وممن يملكون حسابات بنكية متضخمة.. وغيرهم ممن أثروا ثراء فاحشًا من "جيب" المصريين.. تفرغوا فقط للمتاجرة بدم الشهداء و"المهيصة" على الشعب المصرى!
 كنت أتمنى أن يبادر المصريون.. سيما الأخيار والقادرون منهم.. وممن فتحت لهم "طاقة القدر".. وبعضهم "يلعب" فى المليارات.. إلى تقديم بعض "الفكة" لإعالة أسر مكلومة ومحطمة.. وربما تكون قد فقدت عائلها فى الأحداث الأخيرة.. أو فى الأيام الأولى من ثورة 25 يناير.
لِمَ لا يتبرع نواب مجلس الشعب الجديد وعددهم 500 نائب، براتب شهر؟!.. ولم لا يتبرع رجال الأعمال بما يثلج الصدور، ويخفف نزعة السخط المجتمعى عليهم؟! ولِمَ لا يتبرع "نجوم" الفضائيات التى تناضل من خلف الشاشات وتحرض الشباب على التحرش بمؤسسات الدولة.. لِمَ لا يتبرعون بنسبة من رواتبهم "المليونية" لصالح الشهداء.. ولِمَ لا يتبرع الفنانون أيضًا بنسبة من عقودهم؟!
لم نسمع أن واحدًا من أبناء "الوجهاء" ممن يناضلون بشراء الذمم وإفساد الضمائر.. ويطالبون بالعصيان وبقطع الطرق وإغلاق الموانئ والمطارات ومفاصل الدولة الحيوية.. لم نسمع أن واحدًا من أبنائهم كان من بين الشهداء والمصابين.. فيما أحالوا دماء الشهداء إلى "وجاهة سياسية" وإلى "سبوبة" وشيكات وحسابات بنكية!
الكل يتكلم عن "حق" الشهداء.. فيما يظل هذا الحق "دينا" ليس فقط على الحكومة.. وإنما أيضًا على المجتمع وعلى نخبته المالية.. غير أن الملف جرى توظيفه سياسيًا، لتصفية الحسابات مع الخصوم وابتزاز الدولة، وللتهييج والتحريض على العنف والشغب المنفلت.
مصر كلها "تثرثر" فى قضية الشهداء.. نسمع "جعجعة" ولم نر "طحنا".. وينطبق على حالنا فعلا المثل القائل: البراميل الفارغة هى الأكثر ضجيجا.. هذا المثل ينطبق على مجمل الأطر التى "تمهيص" الآن على "حق" الشهداء.
ويبقى أن نذكر هنا: أن الأفكار الخاصة بإنعاش صناديق الرعاية لأسر الشهداء كثيرة.. أبسطها وأيسرها هو "التبرع".. ومع ذلك لم يحدث!!.. إلا من البرتغالى " مانويل جوزيه".. حاجة تكسف.
 [email protected]

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 40 مشاهدة
نشرت فى 13 فبراير 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

313,694