محمد موافى   |  18-01-2012 14:15

وهل تطيق اعتزالا أيها الرجل؟, وأكيد الكلام التالى ليس دفاعًا عن مخلوع راقد على سرير فى صورة مسيئة, تبين لنا إلى أى حد وصل الحال بمصر, أن يتمارض رجل جلس على أنفاسها ثلاثين عامًا.. ومبارك أكبر تهمة هى حالة التدهور العام فى كل شىء, من أول الأخلاق وحتى الصحة والتعليم ومستوى المهنيين جميعًا بلا استثناء كالطبيب والإعلامى والمدرس وكل كل شىء.

 لكن أيضًا أكبر دليل على تدهور مصر المستمر حتى هذه اللحظة أن تكون أخلاق الكبار بهذا القدر من التشفي, وأعتقد أن مبارك أصبح فعلا ماضيًا, يعنى (كان ويحكى أن), وليس هو جزءا من المستقبل, ولو ظللنا فى حالة التشفى فنحن غارقون فى الماضى.

ومن نحو عشر سنين كدت أبكى وأنا أقدم حلقة فى البى بى سى عن اعتزال هيكل أو استئذانه بالانصراف كما قال.. وصفقنا له طويلا لأنه أعطى درسا وحاول توصيل رسالة لمبارك وقتها بأن العمر له أحكام توجب الراحة, وأن الزمن جبار, وبالتالى يجب على مبارك ترك الحكم قبل أن يلفظه الزمان.. وهيكل له مع مبارك تاريخ من العداوة الشخصية لا يخفيه العجوزان, كما كان لهيكل خصومة شخصية مع الرئيس السادات, وصلت إلى حد تأليف هيكل كتابًا بعنوان "خريف الغضب" بعد وفاة السادات, وخلص فيه إلى أن السادات كان يعانى من عقدة لونه الأسمر.. أما اليوم بعد عقد من السنين على استئذان هيكل بالانصراف والاعتزال وبعد قرابة عام من دخول مبارك حبس الماضى وأدراج تاريخ المستبدين الفاسدين, نجد هيكل يعود للكتابة- مع أنه كتب مقالين فى كتاب يؤكد وعدًا بعدم العودة للكتابة- ثم يصدر هيكل كتابا جديدا يحاول فيه أن يجيب عن سؤال: ''كيف استطاعت بقرة ضاحكة أن تحكم مصر 30 سنة؟''.. والكتاب بعنوان: (مبارك وزمانه.. من المنصة إلى الميدان) والله يا زمان, و(عاوزنا نرجع زى زمان قول للزمان ارجع يا زمان) وهات لى ذاكرة تحترف النسيان, وتغض الطرف أنك اعتزلت واستأذنت بالانصراف, فلم لم تنصرف وعليك الأمان.

ولمَ لم تترك جملة (البقرة الضحوك) لأحد غيرك فمصر بحمد الله وحكمته مليئة بأصحاب الأقلام سريعة الطلقات التى تهوى العناوين المثيرة وغير الأدبية, وحتى غير اللائقة.



 هذه كارثة أن يكون هكذا حوار أو لغة الكبار- الذين ما زلنا نعتبرهم أساتذة- وبالتالى فلا غرابة لو وجدنا العوام والحرافيش يشتمون بعضا فى الحوارى والأزقة وعطوف الفضائيات ويكيلون السباب القبيح والشتم البذىء, ويكشفون غطاء حلة الماضى ويفرشون الملاءة.. صدق والله القائل: إذا كان رب البيت بالدف ضاربا.. والكلام موصول.

[email protected]

   


    تعليقات حول الموضوع

جميل جداً

رشا منصور | 19-01-2012 16:12

 كالعادة يا أستاذ محمد تتحفنا بأحلي وأعقل المقالات ... مقال متعقل نشكرك عليه وللأسف هذه سقطة من سقطات هيكل التي اعتاد عليها ف الفترة الأخيرة





التناقض

عبدالمنعم | 19-01-2012 10:38

 لايعيب الانسان الرجوع عن قرارهااذا تبدى له الصواب فى غيره .(فليكفروليأت الذى هوخير)وان كان الصواب فى معاودةالكتابةفهو فضيلة.اماالهمزواللمزوالغمزوالسب الصراح والاعاءوالتقول فى اخلاق سيئةلاتخرج ممن التزم فضيلة الرجوع للحق.فتناقض يظهر منه حقيقة الموقف . فما بين السماء والارض أقرب مما بين المبادئيةوالانتهازية وهذه آيةدعوةللتأمل(وإن منكم لمن ليبطئن فإن أصابتكم مصيبةقال قدانعم الله على إذلم أكن معهم شيهدا ولأن أصابكم فضل من الله ليقولن يا ليتنى كنت معهك فأفوز فوزاعظيما)





Masr islamia for ever ya Shanouda.......

Khaled...... | 18-01-2012 16:36

 ببساطة كدة وباختصار يا أستاذ هيكل بالرغم من كراهيتنا الشديدة للمخلوع وعصره الا انك فقدت مصداقيتك عندنا تماما من ساعة ال 70 مليار ومحناش طايقين نسمعك أصلا فحل عن سمانا بقى





وحشتنا كتابات فن الدجل والمهيصه عند الناس المخلصه

ابو العبط | 18-01-2012 16:32

 طالما وصف المخلوج كما كان يتندر عليه الفلسطينيون في الخليج ويصفوه بالبقره الضاحكه. ولكن لماذا سمحت لابنك يا هيكل بمشاركة العجل الصغير ابن البقره وتم تهريب اموال ابنك مع اموال ابنه المهربه؟؟وهي الان مكتوبه بحساب ابنك بالخارج وتحت امر جمال مبارك وابنه؟اه يادجال