د. محمد عمارة   |  20-01-2012 16:06

إن عمدة الأدلة الصهيونية على امتلاك اليهود لما بين النيل والفرات هو ما جاء فى أسفار «العهد القديم» من وعد الله لإبراهيم - عليه السلام - وذريته بملكية هذه الأرض ملكا أبديًا.. وفى الحوار مع الذين يؤمنون بنصوص العهد القديم- من اليهود والنصارى- ويجب أن لا نتجاهل هذه النصوص وإنما الواجب هو التعامل معها بمناهج النقد الداخلى للنصوص فذلك هو السبيل لتبيان «الحق والحقيقة» ولكسب التأييد لقضايانا العادلة فى هذا الصراع..

لقد جاء الحديث عن هذا الوعد فى خمسة مواضع من سفر التكوين.. ونحن نورد النصوص التى جاءت عن هذا الوعد فى هذه المواضع الخمسة لنكشف ما فيها وما بينها من تناقضات صارخة، تعلن انتفاء الصدق والمصداقية عن هذه النصوص..

١- ففى النص الأول: «قال الرب لإبرام بعد اعتزال لوط له: ارفع عينيك وانظر من الموضع الذى أتى فيه شمالاً وجنوبًا وشرقًا وغربًا- لأن جميع الأرض التى أنت ترى أعطيها لك ولنسلك إلى الأبد ٢٢ - تكوين ١٣-١٤-١٥ .

٢- وفى النص الثانى : واجتاز إبرام فى الأرض من مكان شكيم إلى بلوطة مورة وكان الكنعانيون حينئذ فى الأرض وظهر الرب لإبرام وقال : نسلك أعطى هذه الأرض فبنى هناك مذبحًا للرب الذى ظهر له » تكوين: 1،٦/7.

٣- وفى النص الثالث: «وتكلم الرب معه «إبرام» فقال : لا يدعى بعد اسمك إبرام يكون اسمك إبراهيم وأعطى لك ولنسلك من بعدك أرض غربتك كل أرض كنعان ملكًا أبديًا : تكوين ١٧ : ٨،٧ .

٤- وفى النص الرابع «فى ذلك اليوم قطع الرب مع إبرام ميساقًا قائلا: لنسلك أعطى هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات » تكوين ١٨:١٥

٥- وفى النص الخامس : «والأرض التى أعطيت إبراهيم وإسحق لك أعطيها » تكوين 2/٣٥ وإذا كان الذين يؤمنون بهذا العهد القديم يسمونه الكتاب المقدس بمعنى أنه كلمة الله ووحيه فالمفترض هو تنزيه كلمات الله عن التناقضات لكن الناظر فى نصوص هذا الوعد الإلهى يجدها مليئة بالتناقضات .. وعلى سبيل المثال .

ففى النص الأول نجد مساحة الأرض الموعودة هى المساحة التى يراها بصر إبراهيم «جميع الأرض التى أنت ترى لك أعطيها ولنسلك إلى الأبد» وفى النص الثانى حدودها من شكيم إلى بلوطةمورة».

وفى النص الثالث نجد حدود هذه الأرض الموعودة هى حدود أرض كنعان التى كان إبراهيم متغربًا فيها.

وفى النص الرابع نجد حدود هذه الأرض الموعودة هى ما بين النيل والفرات !! فهل كان بصر إبراهيم محيطًا بأرض كنعان - فلسطين ؟! أم هل كان محيطًا بما بين النيل والفرات؟! أم أن فى هذه النصوص من التناقضات ما يباعد بينها وبين أن تكون كلمة الله ووعد الله؟!

إن النقد الداخلى للنصوص هو سبيل من سبل البرهنة العقلية والمنطق البرهانى الذى يجب سلوك طريقه لتبديد الأوهام التى تستخدمها الصهيونية فى دعم الاغتصاب لأرض فلسطين وما وراء أرض فلسطين

   


    تعليقات حول الموضوع

أخي الكريم / هشام عثمان , لعلك تعني هذه الآية ؟ـ أكرمك الله

م. أبو محمد | 21-01-2012 20:07

 (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ)105 الأنبياء





من هم نسل ابراهيم

نهوند | 21-01-2012 13:41

 هل نسل ابراهيم محصور في اليهود ام يشمل غيرهم . هل رب العزه يسمح باغتصاب ارض الغير بافنائهم ليتحقق الوعد . الاهم هل هذه الوعود تحقق منها شئ وتملك اليهود باعتبارهم نسلا لابراهيم من هذه الارض اي جزء دون مشاركه من الكنعانيون . قالو بالتلمود ان العرب اختصمو اليهود امام الاسكندر مطالبين بحصتهم من تركة جدهم ابراهيم وكانت اجابتهم للاسكندر ان الجد تصرف بماله بحياته واعطاهم الارض واعطى العرب الفن (اي السحر ) فهل حصل مثل هذا . كله خيال بدائي يشي بانحطاط فكري وغل على الاخرين وتعالي سخيف .





تصحيح الآية التي ذكرها الأستاذ هشام عثمان

د.هاني | 21-01-2012 08:36

 قال تعالى "وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (105)"





 كذبة وغدارون

 حفيـــد الصحــابة | 21-01-2012 07:05

 التحريف وتزييف الحقائق ونقض العهود والمواثيق يكاد يكون يهودى ، فهم أصحاب قصة الصراع بين الله والشيطان الذى إستمر ليلة كاملة ، وأصحاب سفالة ما أدعوه على سيدنا لوط وأبنتيه ، واصحاب فرية أن السيد المسيح إبن زنا ، هذا عن معتقدهم الدينى أما معقتدهم السياسى أو الإجتماعى أوالإقتصادى فهو مرن قابل للتطويل والتقصير والإنحناء على حسب الحاجة . (أو كلما عاهدوا عداً نبذه فريق منهم ) هذا قول الله فيهم ومن أصدق من الله قيلا





وجد ف المزمور رقم 84 إشارة إلى هاجر وابنها إسماعيل عليهم السلام ((مبارك هو الانسان الذي يستمد قوته منك وتوجد ف قلبه سُبل أولئك الذين عندما مروا عبر وادي بــكه أحالوه إلى بئر))

 .. | 21-01-2012 01:26

 عثر عليها الدكتور مارتن لنجز(أبوبكرسراج الدين)ف اسفار العهدالقديم وسكت عنها الباحثين بل تحولت الترجمة العربية واسعة الانتشار إلى((طوبى لاناس عزهم بك طرق بيتك في قلوبهم عابرين في وادي البــكاء يصيرونه ينبوعا))فكان القصد بهذه الترجمة ضياع المعنى تماما فبدلا من الإشارة إلى مكان يسمى بــكه صار الكلام عن البـكاء إي إسالة الدموع,ولوافترضنا أن الجذرالعبري للكلمة الواردةف ذلك المزمور يدل ع البكاءفلا شك أن تلك الكلمة كانت ف نصها العبري تشيرإلى مكان وهوماحافظت عليه الترجمة الانجليزية.وقس ع ذلك كثير.





وفى النص الرابع «فى ذلك اليوم قطع الرب مع إبرام ميساقًا قائلا: لنسلك أعطى هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات » تكوين١٨:١٥

محمد السعيد | 20-01-2012 20:06

 ومن فال أن هذا الوعد خاص ببنى اسرائيل ؟؟ هل نسل ابراهيم عليه السلام هم بنو اسرائيل فقط ؟؟ وأين اسماعيل عليه السلام الذى وعد الله أن يجعله امة عظيمة (فسمع الله صوت الغلام ونادى ملاك الله هاجر من السماء وقال لها مالك يا هاجر.لا تخافى لان الله قد سمع لصوت الغلام حيث هو . قومى واحملى الغلام وشدى يدك به لانى سأجعله أمة عظيمة)تكوين17:21 واخذت له امه زوجة من ارض مصر تكوين 21:21 اليس هذالوعد بشارةالهية بالفتح الاسلامى على يد ابناء اسماعيل بن ابراهيم





الملك لله

هشام عثمان | 20-01-2012 18:14

 يقول تعالى و لقد كتبنا فى الزبور بعد الدكر ان الارض يرثها عبادى الصالحين صدق الله العظيم و سواء كانت نبؤات التوراه حقيقيه ام محرفه فالعرب من نسل ابراهيم عليه السلام و الارض من النيل للفرات فى حوزتهم و ملكهم فعلا بفضل الله تعالى بعد فتوحات الاسلام

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 49 مشاهدة
نشرت فى 27 يناير 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

304,636