د. محمد عمارة   |  27-01-2012 15:57

عندما قامت ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ م رافعة شعار : «الشعب يريد إسقاط النظام»

نظام حسنى مبارك، تحركت جماهير الشعب المصرى فى هذه الثورة كما لم تتحرك فى أى ثورة من الثورات المصرية الشعبية الكبرى .. لكن قيادة الكنيسة الأرثوذكسية بزعامة الأنبا شنودة الثالث قد وقفت مع مبارك ضد الثورة والأمة.. ولقد تمرد على موقف الكنيسة هذا، قطاع من شباب الأقباط الذين انخرطوا فى الثورة.. وقدموا ضمن شهدائها عددًا من الشهداء..

ولقد لاحظت أن الأنبا موسى عضو المجمع المقدس.. وأسقف الشباب كان الوحيد بين رجال الكهنوت الذى أيد الثورة واستخدم تعبير «الانصهار» للعلاقة بين المسيحيين والمسلمين فى مصر بدلا من تعبير «الوحدة الوطنية» ولقد سعدت كل السعادة بهذا الموقف للأنبا موسى فأنا متابع لمواقفه الوطنية المتميزة منذ ما يقرب من ربع قرن ولقد سبق ونشرت له كلامًا نفيًسا عن الانصهار بين مكونات الشعب المصرى الدينية وعن رفضه تسييس المسيحية والكنيسة وذلك من مثل قوله: «نحن كأقباط لا نشعر أننا أقلية لأنه ليس بيننا وبين إخواننا المسلمين فرق عرقى لأننا مصريون وأتجاسر وأقول : كلنا أقباط، بمعنى أنه يجرى فينا دم واحد من أيام الفراعنة ووحدة المسألة العرقية تجعلنا متحدين مهما اختلفنا طبعًا هناك التمايز الدينى لكن يظل الأقوى والأوضح الوحدة العرقية كذلك لا نشعر - نحن الأقباط- بشعور الأقلية البغيض الذى يعانى منه غيرنا نحن أقلية عددية فقط ولكن هذا لا يجعلنا نشعر أن هناك شرخا بيننا وبين المسلمين.

من جهة الهوية العربية نحن مصريون عرقًا ولكن الثقافة الإسلامية هى السائدة الآن وكانت الثقافة القبطية هى السائدة قبل دخول الإسلام وأى قبطى يحمل فى الكثير من حديثه تعبيرات إسلامية يتحدث بها ببساطة ودون شعور بأنها دخيلة بل هى جزء من مكوناته نحن نحيا العربية لأنها هويتنا الثقافية ومقتنعون بالطبع بأن فكرة العروبة فكرة سياسية واقتصادية وثقافية بالإضافة لوحدة المصير المشترك .. والعلاقة بين الجذور والعروبة علاقة تناحرية إنها دوائر متداخلة..

ونحن نرفض المسيحية السياسية لأن المسيح قال: «مملكتى ليست بالعالم» ولو حدثت المسيحية السياسية تصبح انتكاسة على المسيحية كما حدث فى العصور الوسطى أيام كان البابوات هم الذين يدشنون الإمبراطور وينصبونه وهذه هى المسيحية السياسية التى نرفضها لأنها تختلف عن المسيحية. مصر دائمًا دولة مسلمة ومتدينة ولكن بدون تطرف ولو عشنا كمسلمين وأقباط فى إطار الصحوة الدينية المصحوبة بصحوة وطنية فسيكون المستقبل أكثر من مشرق.

نحن فى مصر نسيج واحد وسعداء بذلك وهذه حماية استراتيجية لنا كأقباط وتقسيم مصر فكرة مستحيلة وغير مسيحية ولو فكرنا فى ذلك معناه أننا نجهز أنفسنا للإبادة .. إنها فكرة صهيونية وليست قبطية.

لقد كتب الأنبا موسى هذا الكلام النفيس قبل أكثر من عشرين عامًا من قيام ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ ولم أقرأ لأحد من كبار رجال الكنيسة فى عهد الأنبا شنودة غير الأنبا موسى مثل هذا الكلام لذلك لم يكن غريبًا أن ينفرد هذا الرجل المحترم بتأييد الثورة التى عارضها آخرون وتآمر عليها كثيرون!!


   


    تعليقات حول الموضوع

انصهار افضل من وحده وطنية

عبدالباسط القصاص | 27-01-2012 17:43

 يجاورني اعز الاصدقاء مسيحيي الديانة و كنا معا ذهابا و مجيئا للميدان و لا نطئن الا معا و خوفنا علي بعضنا ظاهر دون كلام بل افعال ان مصر تربطنا برباط الانصهار و الكل في واحد وحده واحدة





لا فض فوك

ياسر | 27-01-2012 17:14

 لا فض فوووووووووووووووووووووك

المصدر: المصريون
abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 32 مشاهدة
نشرت فى 27 يناير 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

304,696