authentication required



د. محمد هشام راغب   |  19-10-2011 00:39

بعضنا - نحن المسلمين - يتحمل مسئولية مباشرة عن حياة ستيف جوبز البائسة وعن وفاته على البوذية. هذا الرجل العبقري والمخترع الشهير، أبوه مسلم عربي من سوريا اسمه عبد الفتاح جندلي، هاجر واستقر في الولايات المتحدة وعمل بها أستاذا جامعيا في العلوم السياسية. تعرف عبد الفتاح أثناء دراسته في جامعة ويسكونسن على زميلة له مسيحية اسمها جوان سيمبسون، وأراد أن يتزوجها، لكن أباها رفض تزويجها من عربي مسلم. مضى عبد الفتاح في علاقة غير شرعية مع تلك المرأة وأنجب منها ولدا (ستيف) وبنتا (منى). بعد ولادة ستيف بقليل أخذه والداه إلى ملجأ للقطاء وعرضاه للتبني، واشترطا للتنازل عنه أن الأسرة التي تتبناه تكون على مستوى اجتماعي مشابه لمستواهما، وأن يتعهدا بإدخاله الجامعة عندما يكبر!.

بعد أسابيع التقطه زوجان محدودا الدخل (كان الزوج ميكانيكي سيارات لم يتم تعليمه الثانوي وزوجته لا تعمل). وافق عبد الفتاح وزوجته وباعا ولدهما ولم يشاهداه بعد ذلك إلا عبر الإعلام ولم يلتقيا به أبدا. بعد سنتين أنجبا طفلهما الثاني (منى) وأودعاها نفس الملجأ وتبنتها أسرة أخرى. هذه البنت أصبحت فيما بعد روائية شهيرة ، وكانت ثاني رواية كتبتها بعنوان "الأب الضائع"، جعلت فيها بطلة الرواية فتاة نشأت بتبني زوجين لها (ولكنها عكست الصورة فجعلت أباها الضائع مسيحيا، والذي تبناها مصريا مسلما !). هذه النشأة البائسة لستيف جويز جعلته كارها لأبيه الذي رماه في ذلك الملجأ ولم يعبأ به، ولم يظهر إلا بعد عشرات السنين، ولا شك أيضا أن تلك النشأة خلفت عنده كراهية ونفورا من الإسلام، وجعلته فيما بعد يرفض أيضا المسيحية ويتحول إلى البوذية، وحتى عندما تزوج دعا راهبا بوذيا ليعقد له زواجه، ومات بالفعل بعد ذلك بوذيا مشركا.
كم من المسلمين الملتزمين قابلهم عبد الفتاح جندلي في حياته، وكم منهم فكر في دعوته واستنقاذه من الضياع الذي يعيشه والدمار الذي ألحقه بأسرته. إن هذا الرجل يبلغ الآن 81 عاما وقد ترك التدريس بالجامعة وتدرج في الإدارة ويشغل حاليا نائب رئيس مجمع ترفيهي به فندق وملهى وكازينو للقمار. كيف يترك المسلمون أخا لهم في هذا الضياع؟ ومثله ملايين في الغرب، كثير منهم إما تركوا دينهم أو تركه أولادهم وأحفادهم من الجيلين الثاني والثالث من أبناء المغتربين، وما قصة الرئيس الأرجنتيني السابق كارلوس منعم ببعيدة.

كثير من الهيئات والمنظمات الإسلامية وكثير من الدعاة يركزون دعوتهم على غير المسلمين ويقومون بجهود مشكورة في نشر المواد الدعوية وعقد المؤتمرات التعريفية بالإسلام أو ينشئون مواقع لعرض الإسلام ودفع الشبهات التي تثار ضده. وهذا كله حسن، ولكن أهم وأولى منه أن تتوجه دعوتنا للمسلمين وأبنائهم المقيمين في غير بلاد المسلمين. هؤلاء رأس مالنا الدعوي، منهم نبدأ وعليهم تقوم الدعوة إلى الله. إنهم سفراء للإسلام حيث ما كانوا، فإما أن تكون حياتهم وسمتهم ومعاملاتهم دعوة للإسلام، أو ضده. إن الاهتمام بشئون المسلمين في غير ديار الإسلام مهمة عظيمة، وكل جهد يبذل فيها سيكون أجدى وأولى وأيسر وأنفع وأسرع من دعوة غير المسلمين (على أهميته).

لقد قدر الله تبارك وتعالى على زماننا هذا بحكمته البالغة أن ينتشر المسلمون في كل بقاع الأرض، في كل مدينة وقرية، في الجزر النائية والجبال الشاهقة، في أدغال إفريقيا والبلاد المتجمدة وفي كل طبقات المجتمع. إن غير المسلمين يأخذون أول وأقوى انطباع لهم عن الإسلام من معاملاتهم مع المسلمين. إن المسلمين في بلاد الأقليات المسلمة هم الواجهة الطبيعية للإسلام يُظهرون صورته الناصعة أو يطمسون معالمه المشرقة. إن القوى والتيارات الإسلامية عليها مسئولية عظيمة في العناية بأجيال المغتربين من المسلمين، والتجربة تثبت أن أكثرهم قريبون جدا من العودة إلى رحمة دينهم. أذكر في رحلة للولايات المتحدة منذ سنوات، كان أكثر المغتربين هناك إذا دعوا إلى المسجد يحضرون ويستمعون، وكان مشهدا مألوفا أن ترى بعضهم ينفجر في بكاء شديد وعندما يهدأ يحكي قصة متكررة عن انتباهه فجأة لضياعه وضياع أولاده. وكم كنا نرى الفرحة والأمل يعلو وجوههم وهم يتعرفون على معالم دينهم ويدخلون من الباب الواسع للتوبة إلى الله تعالى والرجوع إليه.

إن القضية التي أثارها مؤخرا الأستاذ/ بلال فضل - والتي ربما بدأت بكلمة عابرة أو زلة لسان على التويتر - تحولت لجدل عقيم وعناد فكري في مسائل حسمها الشرع واتفقت عليها كلمة السلف والخلف، ولكنه الترف الفكري والغفلة عن مسئوليتنا التي شرفنا الله تبارك وتعالى بها وجعلنا خير أمة أخرجت للناس بأمرنا بالمعروف ونهينا عن المنكر. وأحسب أن بعضنا سيجد في رقابه ذنب ستيف جوبز وأمثاله ممن فرطنا في دعوة آبائهم وأصولهم إلى دينهم.

   


اضف تعليقك
            الاسم :

            عنوان التعليق:

           التعليق:
  
  أرسل التعليق

    تعليقات حول الموضوع

الاسلام ليس شريعه فقط

محمد عصام | 27-12-2011 10:21

 السلام ليس شريعه فقط ... بل معامله أيضا ... والمعامله تقوى ... ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ... فلنتق الله فى أنفسنا وزوجتنا وأطفالنا وعائلتنا ووطنا وقبل كل ذلك .. ديننا





لا يحزن عليه

أسماء الحيلة | 20-10-2011 02:46

 هذا الإنسانية ليست حيّة فيه ولى فيها ، قبل دينه الأساسي ابني قطعة مني كيف أبيعه كقطعة أثاث للغرباء وليس لدي علم قطعيا ماذا سوف يفعلوا به؟؟ ولا أسأل عنه لسنوات!!!! وليس فقيرا معدماً بس دكتور في الجامعة ..و صديقته دكتورة يعني قادرين على إعالة أبنائهم بعد ذلك إذا لم يؤثر فيه وفاة ابنه الذي أحزن العالم كله عليه ، فكيف لقلبه أن يستيقظ ؟!! القلوب النائمة لا يوقظها إلا ضمير أصحابها





Do not lose the hop or trust

Elsayed Zaidan - Suez | 19-10-2011 23:50

 To dear sister SALWA, no need to lose the hop or trust, You are right that our country full of Moslems, but not all are having moslem names only and bad behaviors, many of them are not following the Islamic Legislation or Sharia'a due to they misguided from 40 years ago by their worst leaders. We hop In-sha'a ALLAH that most of egyptian peoples will be in good Situation in the coming future after the elections and select of the proper leaders





لن ينصلح حال الأمة إلا إذا أقيم شرع الله فيها.

عبد الله السويسي | 19-10-2011 22:49

 لن ينصلح حال الأمة إلا طبق شرع الله فيها. في هذه الحالة لن تجد إلا صالحيها ومفكريها هم من يمسكوا بمقودها ويديرون دفتها إلى بر الأمان. ولن يجد الخونة ولا الأفاكين والمنافقين والزناة والعصاة والجهلة مكانا فيها كما كبروا وترعرعوا في عهد الجاهل الخائن الصهيوني المزور المخلوع اللامبارك، فمثل هذا لايتخذ من بطانته إلا الجهال والسراق حتى يعينوه في ضلاله وإضلاله، فالطيور على أشكالها تقع، فإنا لم نرى الغربان أو البوم تقع على البلابل والكروانات. عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.





Look around you

SALWA | 19-10-2011 22:11

 Our country full of Moslems, only their names are moslem names but their lives, behaviors completely away of Islams those people needs our help too





قال الله تعالى: " من يرد اللــه أن يهديـه ..يشــرح صـدره للإســـلام".

أبـو زكريــا يحيـــى | 19-10-2011 22:09

 أن يولد أو يتربى إنسان فى بيئة كفر وضلال لا تعنى أن ينتهى المطاف بصاحبه حتما إلى الكفر. فكم من إنسان أسـلم وهداه الله رغم كونه عاش حياته فى بيئة كافرة. أما صاحبنا/المدعو بلال فضل هذا فما عذره عند الله وقد أتاه الله من أسباب الهداية كلها حوله حتى يسـتدرك على الله بهذا الهراء الغبى دون أن يكلف حتى نفسه بمجرد الرجوع لأهل العلم. هل ويضر الله شيئا أن يكفر ..أو يؤمن أهل الأرض كلهم جميعا. " يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد"؟





هون عليك

حسين هاشم | 19-10-2011 17:26

 إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء، ولا أحد يلوم الدعاة، فكل المسلمين الحق دعاة إلى دينهم منهم من يدعو بالكلمة ومنهم من يدعو بالعمل الخير





تخفى وربما قتلته يهود بالسم

قاسم | 19-10-2011 13:57

 قريبة له كذبت هذا بل ادعت انه من نسل الرسول عليه الصلاةوالسلام http://www.dostor.org/society-and-people/variety/11/october/18/58464





سالم القطامي

سالم القطامي | 19-10-2011 11:23

 لولم يكن جوبزعبقري لكان نسيا منسيا،وكم في بلادناملايين الجوبزات من علماء ومفكرين ومواهب ولم نهتم بهم،فهاجروا وفجروا مواهبهم في بيئات رعتهم ووفرت لهم كل أسباب الإبداع،طيورناالمهاجرة حول العالم ستعودلتبني أعشاشها فوق أشجارالوطن،إذا وجدت من يرعاهم!!سالم القطامي





وهذا سبب ضياع الامة ترك الدعوة الي الله

فيض الله مصطفي | 19-10-2011 08:58

 نرجو الله أن تتصفحوا كتاب هكذا ظهر جيل صلاح الدين وهكذا تحررت القدس ممكن ينزل من النت بسهوله الذي يقرا الكتاب يري أن الإمام الغزالي والإمام عبد القادر الجيلاني رحمة الله عليهم وقفوا علي السبب الرئيسي لضياع الأمة آلا وهو ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي هو من الدعوة إلي الله وكيف وضعوا منهج لتربية الأمة وبعد صلاح الأمة أصبحت تستحق نصرة الله فجاءت الدولة الزنكية بقيادة السلطان محمود نور الدين وصلاح الدين فقاموا بدحر الصليبيين .وهذا هو منهج أهل الدعوة والتبليغ[email protected]





اعزنا الله بالاسلام

قاسم المفلحي | 19-10-2011 08:56

 حفظا منه تعالى وعلما بما ستأول اليه الاحوال في أاخر الزمان امدنا الله بأهم ثروات الارض وبكميات وفيرة والتي لولاها لكان الاسلام منكمشا منطويا يشحت العرب اسباب البقاء احياء من الدجال واعوانه.ان اموال النفط والغاز هبة منه تعالى ليس ليلهو بها ويتمتعوا في ملذات الدنيا ولكن ليتفرغوا لاداء الرسالة المحمدية الكنز الذي لا يقدّرون قيمته حق قدره لنشره وتوضيحه للعالمين وانهم سيسألون عنه يوم القيامة وما يوم القيامة ببعيد. qasm.org





وماذا علينا ان نفعل امام قوافل الضلال ؟

حسن يوسف عمر - مهندس | 19-10-2011 08:32

 وماذا علينا ان نفعل امام قوافل الضلال من كتاب ومثقفين وفنانين الذين عرفوا الحق وحادوا عنه ويصفون كل عقائد الاسلام وتعاليمه اتها من قبيل الحرية الشخصية لا مما علم من الدين بالضرورة وبدلا من نشر تلك العقائدوالتعاليم والتركيز عليها يركزون باصرار على عكسها تماما وعلى كل ما يطيح بتلك العقائد ويحطمها ويحاولون باصرار استبدالها بافكارهم وعقائدهم التى ارتضوها من عرى وابتذال ومعاقرة للخمر والمخدرات ومحاولة جعلها من ثوابت الحضارة





كثيرا هم من باعوا دينهم بدنياهم

صابر | 19-10-2011 06:54

 الشيخ الفاضل لاتجلد نفسك وتجلدنا معك فكثيرا من المسلمين من باع دينه بدنياه وهو يعلم قلي بالله عليك هذا العالم الجامعي الم يتعلم من أمور دينه في عمره المديد ما يدله على الخير وينفره من الشر ولكنه اثر أن يبيع دينه بدنياه فباع وطنه والتحف بلحاف الرزيلة فماذا تنتظر أنظر حولك في بلادنا ستجد الكثيرين؟





مقال رائع و يا ليت الدعاه لهذا يلتفتون

أحمد ابو الحسن | 19-10-2011 06:43

 لا اقول لا ندع المبتدعة يهرفون بدون رادع و لكن لا داع لاستنزاف طاقة الكل في هذا. اما من قال لو لبث مع اباه ما كان - هذا ليس قول دقيق الاقرب للصواب ان نقول لو نشا في أى دولة مسلمة ما كان - و هذا ليس عيب في الاسلام بل في كل الدول المسلمة التي تستهلك قواها في محاربة العدل و بالطبع العلم اول الضحايا.





اللهم رد المسلمين الى دينك ردا جميلا

جمال | 19-10-2011 06:12

 جزاك الله خيرا ولنا في رسول الله اسوة حسنة فقد كان ارحم الخلق بالخلق مسلمهم وكافرهم وكان يبكي عندما يعلم بموت يهوديا لم يدخل الاسلام ويقول (( نفس تفلتت مني الى النار )) ومعك حقا استاذي العزيز في أننا يجب ان نوجه دعوتنا اولا الى المسلم الشارد لنعيده بفضل الله الى الله وقد قال الله تعالى (( ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ))





Steve Jobs would not be The Steve Jobs we know

The Reader | 19-10-2011 03:52

 If he had stayed with his Biological Father. Look around you and you will see

المصدر: المصريون
abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 42 مشاهدة
نشرت فى 9 يناير 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

309,577