عبد القادر وحيد | 12-04-2011 01:53

أحضروا الطبيب لسيد السباع الذي كبر وشاخ وصار لا يقوى على الصيد والافتراس بعد أن أنهكه الجرب,فوصف له الطبيب الدواء الناجع وهو قلب وأذنان لحمار إنسي ففطن إلى ذلك الثعلب الماكر,فاضطلع متقربا لسيد السباع بمهمة الاحتيال لإحضار الحمار الأهلي إلى الغابة فنجح في ذلك ,ولكن لم يقو الأسد على افتراسه,ففر هاربا...

فاحتال الثعلب لإحضاره مرة ثانية,فوثب الأسد وثبة أخيرة فافترس الحمار المسكين,وكلف الثعلب الماكر أن يخرج القلب والأذنين ليأكلهما حتى يبرأ,ولكن الثعلب أخرجهما وأكلهما.

فقال له سيد السباع:أين القلب والأذنان!

فقال له الثعلب:لم أجد بهذا الحمار قلبا ولا أذنين؟

قال له كيف ذلك! فقال الماكر:يا سيد السباع ألا ترى أنه لو كان له قلب وأذنان هل كنت أستطيع أن أحضره لك مرتين.

قامت الشعوب..واشتعلت الثورات..المطلب واحد..والرد أيضا عليها واحد والذي يشير على كبير القوم غير ناصح,فلو اكتفى سيد السباع بأن يقف في الشمس قليلا لذهب عنه الجرب,ولكن رضى بدواء كلفته باهظة ,سفك الدماء ...وصك الآذان.

إنها الحفنة المنتفعة في كل المجتمعات:الرأس والمشير وآلة التنفيذ,وهي دائما لا تصدق مع نفسها ولا رئيسها,ليس لها هم إلا المصلحة الشخصية أينما وجدتها طارت إليها...ليس لها دين ولا مبدأ,إنها المصلحة التي تعمي وتصم ,ولكي تستمر لابد أن يكون لها بريق ولكنه زال أمام شموس الحرية التي لم تحتج إلى طبيب ولا مشير ولكن هذه الشموس قبل أن تنتقل إلى أماكن أخرى لتأخذ دورتها الطبيعية تبعث برسالة مع ضوء الصباح تخاطب من يفقهون ويسمعون....أدركوا القلب والأذنين.

اضف تعليقك
الاسم :

عنوان التعليق:

التعليق:

أرسل التعليق

تعليقات حول الموضوع

جزاكم الله خيراً

حسن القليوبي | 12-04-2011 15:23

وأين القلوب والآذان ؟ . . . . ((( وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشًا فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ (36) إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ (