السيد البابلي | 25-11-2011 13:35

بعيدا عن حالة التخبط السياسي والأمني التي نمر بها منذ الثورة والتي كان من تبعاتها العودة إلي ميدان التحرير مرة أخري فإن الحديث عن الجانب والتأثيرات السلبية علي الاقتصاد المصري لم يحظ بالاهتمام الذي يتناسب وحجم الخسائر وما يمكن أن يؤدي إليه هذا التدهور المستمر.

فالجنيه المصري يواصل انخفاضه السريع ولأول مرة منذ سنوات يتخطي سعر الدولار الأمريكي حاجز الستة جنيهات وهو انخفاض سوف ينعكس علي أسعار معظم السلع الضرورية وغير الضرورية خاصة وإننا قد تحولنا إلي مجتمع استهلاكي يعتمد علي معظم مجالات الحياة بما في ذلك الغذاء علي الاستيراد من الخارج.

وسعر الدولار الأمريكي في ارتفاع لأن هناك اقبالا علي شرائه والاحتفاظ به تخوفا من مزيد من تدهور الاوضاع ورغبة من الأثرياء في تحويل أو تهريب جزء من أموالهم ومدخراتهم خارج البلاد .

وأام الاضطرابات المستمرة في مصر فإن الحديث عن الاقتراض من صندوق النقد الدولي يواجه أيضا العديد من المصاعب التي قد تجلل الطلب المصري الرسمي لاقتراض ثلاثة مليارات من الدولارات أمرا غير مقبولا..!

ولكن لماذا نقترض..؟ وأين هي المساعدات العربية ؟؟؟؟ لمصر الثورة خاصة التي أعلن عنها من بعض الدول الخليجية؟ هل وصلت هذه المساعدات خلال الفترة الماضية وإذا كانت قد وصلت فما هو حجمها وما هي المجالات التي أنفقت فيها؟

وإذا لم تكن هذه المساعدات التي تأتي بحكم عوامل ومقومات تاريخية وعربية وإسلامية لم تأت فلماذا لم يعلن عن ذلك حتي نعرف أين ذهب الاشقاء وماذا قدموا لنا وما الذي يجب علينا أن نعمله لهم مستقبلا..!

ولابد في كل الأحوال أن يكون هناك حوارا واتصالات مع هذه الدول لتوضيح مواقفها تجاه الثورة وتجاه مصر خاصة أن العديد منها يكتفي بالمشاهدة وإبداء الأسف علي ما يحدث في مصر وكأن ما يحدث هنا هو أمر لا يتعلق بهذه الدول ولا بمصيرها مستقبلا..!

لقد قدما لكل هذه الدول ما يفوق أي مسادعات يمكن أن تحصل عليها مصر ولسنا هنا في مجال استعراض الدور التاريخي لمصر كعمق استراتيجي لكل الدول العربية في مواجهة الكثير من الاطماع التي تتعرض لها ولكننا نتحدث من واقع الألم للما نشاهده من تجاهل من الاشقاء وكأنهم يعاقبوننا علي التغيير وعلي الثورة.

ولأنني من المؤمنين بأن اصلاح أحوالنا يجب أن يأتي من الداخل أولا فإننا قادرون علي تعويض ما فقدناه من احتياطي النقد الأجنبي الذي وصل إلي ١٤ مليار دولار حتي نهاية الشهر الماضي ولن يكون ذلك إلا بتوفير مناخ آمن لرجال أعمال مصر بأن يعودوا للاستثمار بقوة في بلادهم وأن يساهموا في انجاح ثورة التغيير لأنها ثورة لكل المصريين، كما أن المسئولية ملقاه علي كل مصري بأن يعود إلي العمل ، وأن تتوقف كل المطالب الفئوية لحين عبور الأزمة وبأن يسارع كل مصري في الخارج إلي الاسهام في تقديم العون والدعم للبلاد. فالوضع خطير والأخطر منه الانتظار دون تقديم وبدء خطة انقاذ اقتصادية.

[email protected]

 


اضف تعليقك
الاسم :

عنوان التعليق:

التعليق:

أرسل التعليق

تعليقات حول الموضوع

لتجميع 2 مليار دولار و 2 تريليون جنيه

مهندس : طــــارق | 26-11-2011 10:52

من الاهداف الاساسيه للثوره اِقتلاع الفساد >> لو تم اِتخاذ قرارات ثوريه فوريه لاِرجاع مال الشعب المنهوب من شبكه فساد برطعت بالتحفظ على ممتلكات الفاسدين ...وحتى صدور احكام .... والاسرع محكمه ثوريه > > سيكون من السهل ان نطلب من اخواننا المصرين بالخارج تجميع 2 مليار دولار فقط 1000 دولار من 2 مليون مصرى بالخارج ! > > ولدينا على الاقل داخل مصر 2 مليون مليونير ! فليخجلوا وينكسفوا فالوطن فى محنه !... ولقد اثروا من نظام فاسد ومن كل منهم مليون جنيه فهى ( فكه ) بالنسبه لهم ! ويتم تجميع 2 ترليون جنيه

 

المصدر: المصريون
abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 28 مشاهدة
نشرت فى 26 ديسمبر 2011 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

325,803