7-فضائل الصحابة في السنة المطهرة

هم صفوةُ الأقـوامِ فاعرِفْ قدرَهُـمْ وعَلَى هُدَاهُــم يا مُوَفّقُ فاهتدِ
واحفظ وصية أحمد في صــــــحبـه واقطع لأجلهمُ لسانَ المفْسِـدِ
عرضِي لعرضِهِمُوا الفـــداءُ وإنهـم أزكى وأطـهر من غَمامٍ أبــردِ
فالله زكّاهم وشرّف قــــــدرَهـــم وأحَلّهمْ بالديـنِ أعلَى مقعــدِ
شـهِدوا نزولَ الوحْـــيِ بل كانوا له نِعْمَ الحماةُ مِن البغيضِ الملحدِ
بذلوا النفوسَ وأرخَصُوا أموالَهـــم في نصرةِ الإســلامِ دونَ ترددِ
ما سبَّهُم إلا حَــــــــقيرٌ تـــــافـهٌ نذْلٌ يشوههم بحـقدٍ أســودِ
لَغُبَارُ أقدَامِ الصـــحابةِ في الـــرَّدَى أغْلَى وأعْلَى مِنْ جَبِينِ الأبْعَـدِ
ما نال أصحابَ الرسولِ سِوَى امرِءٍ تمَّتْ خسارتُـه لسـوءِ المقْصدِ

1- قال رسول الله ص:«النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاءِ فَإِذَا ذَهَبَتْ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ مَا تُوعَدُ ، وَأَنَا أَمَنَةٌ لِأَصْحَابِي فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُونَ ، وَأَصْحَابِي أَمَنَةٌ لِأُمَّتِي فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِي مَا يُوعَدُونَ»(رواه مسلم).
مَعْنَى الْحَدِيث:أَنَّ النُّجُوم مَا دَامَتْ بَاقِيَة فَالسَّمَاء بَاقِيَة.فَإِذَا اِنْكَدَرَتْ النُّجُوم ، وَتَنَاثَرَتْ فِي الْقِيَامَة ، وَهَنَتْ السَّمَاء ، فَانْفَطَرَتْ ، وَانْشَقَّتْ ، وَذَهَبَتْ.
وَقَوْله ص:( وَأَنَا أَمَنَة لِأَصْحَابِي ، فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُونَ )
أَيْ مِنْ الْفِتَن وَالْحُرُوب ، وَارْتِدَاد مَنْ اِرْتَدَّ مِنْ الْأَعْرَاب ، وَاخْتِلَاف الْقُلُوب ، وَنَحْو ذَلِكَ مِمَّا أَنْذَرَ بِهِ صَرِيحًا ، وَقَدْ وَقَعَ كُلّ ذَلِكَ.
قَوْله ص:( وَأَصْحَابِي أَمَنَة لِأُمَّتِي فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِي مَا يُوعَدُونَ ) مَعْنَاهُ مِنْ ظُهُور الْبِدَع ، وَالْحَوَادِث فِي الدِّين ، وَالْفِتَن فِيهِ ، وَطُلُوع قَرْن الشَّيْطَان ، وَظُهُور الرُّوم وَغَيْرهمْ عَلَيْهِمْ ، وَانْتَهَاك الْـمَدِينَة وَمَكَّة وَغَيْر ذَلِكَ.وَهَذِهِ كُلّهَا مِنْ مُعْجِزَاته ص.
2- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ الْـمُزَنِيِّ تقَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ ص:« اللهَ اللهَ فِي أَصْحَابِي ، اللهَ اللهَ فِي أَصْحَابِي ،لَا تَتَّخِذُوهُمْ غَرَضًا بَعْدِي ، فَمَنْ أَحَبَّهُمْ فَبِحُبِّي أَحَبَّهُمْ ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ فَبِبُغْضِي أَبْغَضَهُمْ ، وَمَنْ آذَاهُمْ فَقَدْ آذَانِي ، وَمَنْ آذَانِي فَقَدْ آذَى اللهَ ﻷ ، وَمَنْ آذَى اللهَ فَيُوشِكُ أَنْ يَأْخُذَهُ» (إسناده حسن رواه الإمام أحمد).
( اللهَ اللهَ) أَيْ اِتَّقُوا اللهَ ثُمَّ اِتَّقُوا اللهَ (فِي أَصْحَابِي) أَيْ فِي حَقِّهِمْ.وَالْمَعْنَى لَا تُنْقِصُوا مِنْ حَقِّهِمْ وَلَا تَسُبُّوهُمْ ، أَوْ التَّقْدِيرُ:أُذَكِّركُمْ اللهَ ثُمَّ أَنْشُدُكُمْ اللهَ فِي حَقِّ أَصْحَابِي وَتَعْظِيمِهِمْ وَتَوْقِيرِهِمْ كَمَا يَقُولُ الْأَبُ الْـمُشْفِقُ اللهَ اللهَ فِي حَقِّ أَوْلَادِي.
(لَا تَتَّخِذُوهُمْ غَرَضًا) أَيْ هَدَفًا تَرْمُوهُمْ بِقَبِيحِ الْكَلَامِ كَمَا يُرْمَى الْهَدَفُ بِالسَّهْمِ.
(فَبِحُبِّي أَحَبَّهُمْ) أَيْ بِسَبَبِ حُبِّهِ إِيَّايَ أحَبَّهُمْ ، أَوْ بِسَبَبِ حُبِّي إِيَّاهُمْ أحَبَّهُمْ.
(وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ فَبِبُغْضِي أَبْغَضُهُمْ) أَيْ إِنَّمَا أَبْغَضُهُمْ بِسَبَبِ بُغْضِهِ إِيَّايَ.
(أَنْ يَأْخُذَهُ) أَيْ يُعَاقِبَهُ فِي الدُّنْيَا أَوْ فِي الْآخِرَةِ.
إن الروافضَ( ) شرُّ من وطيءَ الحصَا مِن كُلِّ إنسٍ ناطـقٍ أو جـانِ
مَدَحُوا النبيَّ وخوَّنوا أصــــــحابَه ورموهمُ بالظلمِ والعــدوانِ
حبُّوا قرابته وسبُّوا صــــــــــحبَه جَدَلانِ عِندَ اللهِ منتقِضـــانِ
فكأنما آلُ النبيِّ وصـــــــــــحبُهِ روحٌ يضم جميعَها جسَــدانِ
3- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ت قَالَ:مُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرًا ، فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ ص:« وَجَبَتْ ، وَجَبَتْ ، وَجَبَتْ » ، وَمُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شَرًّا ، فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ ص:« وَجَبَتْ ، وَجَبَتْ ، وَجَبَتْ » ، قَالَ عُمَرُت:فِدًى لَكَ أَبِي وَأُمِّي ، مُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرٌ فَقُلْتَ:« وَجَبَتْ ، وَجَبَتْ ، وَجَبَتْ » ، وَمُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شَرٌّ فَقُلْتَ:« وَجَبَتْ ، وَجَبَتْ ، وَجَبَتْ » ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ص:«مَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْرًا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ ، وَمَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَرًّا وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الْأَرْضِ ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الْأَرْضِ ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الْأَرْضِ»(رواه مسلم).
4- قَالَ رَسُولُ اللهِ ص:«خَيْرُ أُمَّتِي قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ»(رواه البخاري ومسلم).وفي رواية للبخاري ومسلم أيضًا:«خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ»
قال الإمام النووي / في شرحه لهذا الحديث من صحيح مسلم:« اِتَّفَقَ الْعُلَمَاء عَلَى أَنَّ خَيْر الْقُرُون قَرْنه ص ، وَالْـمُرَاد أَصْحَابه.وَرِوَايَة (خَيْر النَّاس) عَلَى عُمُومهَا ، وَالْـمُرَاد مِنْهُ جُمْلَة الْقَرْن ، وَلَا يَلْزَم مِنْهُ تَفْضِيل الصَّحَابِيّ عَلَى الْأَنْبِيَاء صَلَوَات اللهُ وَسَلَامه عَلَيْهِمْ ، وَلَا أَفْرَاد النِّسَاء عَلَى مَرْيَم وَآسِيَة وَغَيْرهمَا ، بَلْ الْـمُرَاد جُمْلَة الْقَرْن بِالنِّسْبَةِ إِلَى كُلّ قَرْن بِجُمْلَتِهِ».(اهـ بتصرف).
5- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ تقَالَ:قَالَ النَّبِيُّ ص:«لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي ؛ فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ» (رواه البخاري).
مَعْنَى الْحَدِيث:لَا يَنَال أَحَدكُمْ بِإِنْفَاقِ مِثْل أُحُد ذَهَبًا مِنْ الْفَضْل وَالْأَجْر مَا يَنَال أَحَدهمْ بِإِنْفَاقِ مُدّ طَعَام أَوْ نَصِيفه وَالنَّصِيف هُوَ النِّصْف.
6- عن أَبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ تقَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ ص:« يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ فَيَغْزُو فِئَامٌ مِنْ النَّاسِ ، فَيَقُولُونَ:فِيكُمْ مَنْ صَاحَبَ رَسُولَ اللهِ ص؟ فَيَقُولُونَ:نَعَمْ ، فَيُفْتَحُ لَهُمْ ، ثُمَّ يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ فَيَغْزُو فِئَامٌ مِنْ النَّاسِ فَيُقَالُ:هَلْ فِيكُمْ مَنْ صَاحَبَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ ص؟فَيَقُولُونَ:نَعَمْ ، فَيُفْتَحُ لَهُمْ ، ثُمَّ يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ فَيَغْزُو فِئَامٌ مِنْ النَّاسِ فَيُقَالُ:هَلْ فِيكُمْ مَنْ صَاحَبَ مَنْ صَاحَبَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ ص؟ فَيَقُولُونَ:نَعَمْ ، فَيُفْتَحُ لَهُمْ» (رواه البخاري ومسلم).
(فِئَام)أَيْ جَمَاعَة.وَفِي هَذَا الْحَدِيث مُعْجِزَات لِرَسُولِ اللهُ ص ، وَفَضْل الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ وَتَابِعِيهِمْ.
وَمِثْله حَدِيث وَاثِلَة بن الأسقع تقال:قال رسول الله ص:« لَا تَزَالُونَ بِخَيْرٍ مَا دَامَ فِيكُمْ مَنْ رَآنِي وَصَاحَبَنِي ، وَاللهُ لَا تَزَالُونَ بِخَيْرٍ مَا دَامَ فِيكُمْ مَنْ رَأَى مَنْ رَآنِي وَصَاحَبَنِي »(رواه اِبْن أَبِي شَيْبَة وَقال الحافظ ابن حجر:إِسْنَاده حَسَن).
7- قال ص:« لَعَلَّ اللهَ اطَّلَعَ إِلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ وَجَبَتْ لَكُمْ الْجَنَّةُ ، أَوْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ »(رواه البخاري ومسلم).
قَالَ الْعُلَمَاء:مَعْنَاهُ الْغُفْرَان لَهُمْ فِي الْآخِرَة ، وَإِلَّا فَإِنْ تَوَجَّهَ عَلَى أَحَد مِنْهُمْ حَدٌّ أَوْ غَيْره أُقِيمَ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا.
وقِيلَ:إِنَّ صِيغَة الْأَمْر فِي قَوْله ص:« اِعْمَلُوا » لِلتَّشْرِيفِ وَالتَّكْرِيم وَالْـمُرَاد عَدَم الْـمُؤَاخَذَة بِمَا يَصْدُر مِنْهُمْ بَعْد ذَلِكَ ، وَأَنَّهُمْ خُصُّوا بِذَلِكَ لِمَا حَصَلَ لَهُمْ مِنْ الْحَال الْعَظِيمَة الَّتِي اِقْتَضَتْ مَحْو ذُنُوبهمْ السَّابِقَة ، وَتَأَهَّلُوا لِأَنْ يَغْفِر اللهُ لَهُمْ الذُّنُوب اللَّاحِقَة إِنْ وَقَعَتْ ، أَيْ كُلّ مَا عَمِلْتُمُوهُ بَعْد هَذِهِ الْوَاقِعَة مِنْ أَيّ عَمَل كَانَ فَهُوَ مَغْفُور.
8- عَنْ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِيِّ عَنْ أَبِيهِ ـ وَكَانَ أَبُوهُ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ ـ قَالَ:جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ صفَقَالَ:«مَا تَعُدُّونَ أَهْلَ بَدْرٍ فِيكُمْ».
قَالَ:«مِنْ أَفْضَلِ الْـمُسْلِمِينَ أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا ».
قَالَ:« وَكَذَلِكَ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنْ الْمَلَائِكَةِ» (رواه البخاري).
9- قال رسول الله ص:« لَا يَدْخُلُ النَّارَ ـ إِنْ شَاءَ اللهُ ـ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ أَحَدٌ مِنْ الَّذِينَ بَايَعُوا تَحْتَهَا » (رواه مسلم).
قَالَ الْعُلَمَاء:مَعْنَاهُ لَا يَدْخُلهَا أَحَد مِنْهُمْ قَطْعًا ، وَإِنَّمَا قَالَ:إِنْ شَاءَ اللهُ لِلتَّبَرُّكِ ، لَا لِلشَّكِّ.
10- عن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بقَالَ:قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صيَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ:«أَنْتُمْ خَيْرُ أَهْلِ الْأَرْضِ »(رواه البخاري).
وعَنْه بٍأيضًا قَالَ:«كُنَّا يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ أَلْفًا وَأَرْبَعَ مِائَةٍ »(رواه مسلم).
11- عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَخْنَسِ أَنَّهُ كَانَ فِي الْمَسْجِدِ فَذَكَرَ رَجُلٌ عَلِيًّا ت فَقَامَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ فَقَالَ أَشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صأَنِّي سَمِعْتُهُ وَهُوَ يَقُولُ:«عَشْرَةٌ فِي الْجَنَّةِ:النَّبِيُّ فِي الْجَنَّةِ ، وَأَبُو بَكْرٍ فِي الْـجَنَّةِ ، وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ ، وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ ، وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ ، وَطَلْحَةُ فِي الْجَنَّةِ ، وَالزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ فِي الْجَنَّةِ ، وَسَعْدُ بْنُ مَالِكٍ فِي الْجَنَّةِ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي الْجَنَّةِ» ، وَلَوْ شِئْتُ لَسَمَّيْتُ الْعَاشِرَ ، قَالَ:فَقَالُوا:مَنْ هُوَ؟ فَسَكَتَ. قَالَ:فَقَالُوا:مَنْ هُوَ؟فَقَالَ:هُوَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ».
ثُمَّ قَالَ:لَمَشْهَدُ رَجُلٍ مِنْهُمْ مَعَ رَسُولِ اللهِ ص يَغْبَرُّ فِيهِ وَجْهُهُ خَيْرٌ مِنْ عَمَلِ أَحَدِكُمْ عُمُرَهُ وَلَوْ عُمِّرَ عُمُرَ نُوحٍ»(صحيح رواه أبو داود).
وَالْمَعْنَى أَنَّ حُضُور رَجُل مِنْ الصَّحَابَة مَعَ رَسُول اللهُ ص فِي مَوْضِع الْغَزْو لِأَجْلِ الْجِهَاد حَال كَوْن الرَّجُل يُصِيب التُّرَاب فِي وَجْهه هُوَ خَيْر مِنْ عَمَل أَحَدكُمْ مَا دَامَ عُمُره وَلَوْ أُعْطِيَ عُمْر نُوح.
12- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ تأَنَّ رَسُولَ اللهِ صكَانَ عَلَى حِرَاءٍ هُوَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ ، فَتَحَرَّكَتْ الصَّخْرَةُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ص:« اهْدَأْ فَمَا عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ »(رواه مسلم).
وفي رواية أخرى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ تأَنَّ رَسُولَ اللهِ صكَانَ عَلَى جَبَلِ حِرَاءٍ فَتَحَرَّكَ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ص:« اسْكُنْ حِرَاءُ فَمَا عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ» ، وَعَلَيْهِ النَّبِيُّ صوَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ ي.(رواه مسلم).
فِي هَذَا الْحَدِيث بَيَان فَضِيلَة هَؤُلَاءِ وَفِيهِ مُعْجِزَاتٌ لِرَسُولِ اللهُ ص:مِنْهَا إِخْبَاره أَنَّ هَؤُلَاءِ شُهَدَاء ، وَمَاتُوا كُلُّهُمْ غَيْر النَّبِيّ ص وَأَبِي بَكْر شُهَدَاء ؛ فَإِنَّ عُمَر وَعُثْمَان وَعَلِيًّا وَطَلْحَة وَالزُّبَيْر ي قُتِلُوا ظُلْمًا شُهَدَاء ؛ فَقَتْل الثَّلَاثَة مَشْهُور ، وَقُتِلَ الزُّبَيْر بِوَادِي السِّبَاع بِقُرْبِ الْبَصْرَة مُنْصَرِفًا تَارِكًا لِلْقِتَالِ ، وَكَذَلِكَ طَلْحَة اِعْتَزَلَ النَّاس تَارِكًا لِلْقِتَالِ ، فَأَصَابَهُ سَهْم فَقَتَلَهُ ، وَقَدْ ثَبَتَ أَنَّ مَنْ قُتِلَ ظُلْمًا فَهُوَ شَهِيدٌ ، وَالْـمُرَاد شُهَدَاء فِي أَحْكَام الْآخِرَة ، وَعَظِيم ثَوَاب الشُّهَدَاء.وَأَمَّا فِي الدُّنْيَا فَيُغَسَّلُونَ وَيُصَلَّى عَلَيْهِمْ.
وَأَمَّا ذِكْرُ سَعْدِ بْن أَبِي وَقَّاص فِي الشُّهَدَاء فإِنَّمَا سُمِّيَ شَهِيدًا لِأَنَّهُ مَشْهُودٌ لَهُ بِالْجَنَّةِ.
إني أُحبُّ أبا حَفْـــصٍ وشِيعَتَهُ كما أحِب عَتِيقًا صَاحِبَ الغَــــارِ
وقدْ رضِيتُ عليًا قُدوةً عـَــلَمًا ومَا رَضِيتُ بقَتْـلِ الشيْخِ في الدَّارِ
كلُّ الصحَابَةِ سَادَاتِي ومُعْتَقَدِي فهَلْ عَلَيَّ بهذَا القَوْلِ مِنْ عَــــــارِ
(أبا حفص:عمر ، عتيق:أبوبكر ، الشيخ:عثمان ي).
13- عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْـمُسَيَّبِ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ أَنَّهُ تَوَضَّأَ فِي بَيْتِهِ ثُمَّ خَرَجَ ، فَقُلْتُ:لَأَلْزَمَنَّ رَسُولَ اللهِ صوَلَأَكُونَنَّ مَعَهُ يَوْمِي هَذَا.
قَالَ:فَجَاءَ الْمَسْجِدَ فَسَأَلَ عَنْ النَّبِيِّ ص ، فَقَالُوا:خَرَجَ وَوَجَّهَ هَا هُنَا.
فَخَرَجْتُ عَلَى إِثْرِهِ أَسْأَلُ عَنْهُ حَتَّى دَخَلَ بِئْرَ أَرِيسٍ فَجَلَسْتُ عِنْدَ الْبَابِ وَبَابُهَا مِنْ جَرِيدٍ حَتَّى قَضَى رَسُولُ اللهِ صحَاجَتَهُ فَتَوَضَّأَ فَقُمْتُ إِلَيْهِ ، فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ عَلَى بِئْرِ أَرِيسٍ وَتَوَسَّطَ قُفّهَا وَكَشَفَ عَنْ سَاقَيْهِ وَدَلَّاهُمَا فِي الْبِئْرِ ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ثُمَّ انْصَرَفْتُ فَجَلَسْتُ عِنْدَ الْبَابِ فَقُلْتُ لَأَكُونَنَّ بَوَّابَ رَسُولِ اللهِ صالْيَوْمَ.
فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَدَفَعَ الْبَابَ فَقُلْتُ:مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ:أَبُو بَكْرٍ.فَقُلْتُ:عَلَى رِسْلِكَ ، ثُمَّ ذَهَبْتُ فَقُلْتُ:يَا رَسُولَ اللهِ ، هَذَا أَبُو بَكْرٍ يَسْتَأْذِنُ ، فَقَالَ:«ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْـجَنَّةِ» ، فَأَقْبَلْتُ حَتَّى قُلْتُ لِأَبِي بَكْرٍ:ادْخُلْ وَرَسُولُ اللهِ صيُبَشِّرُكَ بِالْجَنَّةِ فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَجَلَسَ عَنْ يَمِينِ رَسُولِ اللهِ ص مَعَهُ فِي الْقُفِّ وَدَلَّى رِجْلَيْهِ فِي الْبِئْرِ كَمَا صَنَعَ النَّبِيُّ صوَكَشَفَ عَنْ سَاقَيْهِ.
ثُمَّ رَجَعْتُ فَجَلَسْتُ وَقَدْ تَرَكْتُ أَخِي يَتَوَضَّأُ وَيَلْحَقُنِي فَقُلْتُ:إِنْ يُرِدْ اللهُ بِفُلَانٍ خَيْرًا ـ يُرِيدُ أَخَاهُ ـ يَأْتِ بِهِ ، فَإِذَا إِنْسَانٌ يُحَرِّكُ الْبَابَ ، فَقُلْتُ:مَنْ هَذَا؟فَقَالَ:عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ.فَقُلْتُ:عَلَى رِسْلِكَ ، ثُمَّ جِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صفَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ، فَقُلْتُ:هَذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَسْتَأْذِنُ ، فَقَالَ:«ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ» ، فَجِئْتُ فَقُلْتُ:ادْخُلْ وَبَشَّرَكَ رَسُولُ اللهِ صبِالْجَنَّةِ ، فَدَخَلَ فَجَلَسَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صفِي الْقُفِّ عَنْ يَسَارِهِ وَدَلَّى رِجْلَيْهِ فِي الْبِئْرِ.
ثُمَّ رَجَعْتُ فَجَلَسْتُ فَقُلْتُ إِنْ يُرِدْ اللهُ بِفُلَانٍ خَيْرًا يَأْتِ بِهِ فَجَاءَ إِنْسَانٌ يُحَرِّكُ الْبَابَ ، فَقُلْتُ:مَنْ هَذَا؟فَقَالَ:عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ ، فَقُلْتُ:عَلَى رِسْلِكَ فَجِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صفَأَخْبَرْتُهُ ، فَقَالَ:«ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى تُصِيبُهُ» ، فَجِئْتُهُ فَقُلْتُ لَهُ:ادْخُلْ وَبَشَّرَكَ رَسُولُ اللهِ صبِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى تُصِيبُكَ (وفي رواية فَقُمْتُ فَفَتَحْتُ لَهُ وَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي قَالَ ، قَالَ:اللهُ الْـمُسْتَعَانُ ، وفي رواية:فَقَالَ:اللَّهُمَّ صَبْرًا أَوْ اللهُ الْـمُسْتَعَانُ) فَدَخَلَ فَوَجَدَ الْقُفَّ قَدْ مُلِئَ فَجَلَسَ وِجَاهَهُ مِنْ الشَّقِّ الْآخَرِ»
قَالَ ابْنُ الْـمُسَيَّبِ فَتَأَوَّلْتُ ذَلِكَ قُبُورَهُمْ اجْتَمَعَتْ هَا هُنَا وَانْفَرَدَ عُثْمَانُ.
(رواه البخاري ومسلم).
(خَرَجَ وَوَجَّهَ هَا هُنَا)أَيْ تَوَجَّهَ أَوْ وَجَّهَ نَفْسه.
(حَتَّى دَخَلَ بِئْر أَرِيس)بِفَتْحِ الْأَلِف وَكَسْر الرَّاء:بُسْتَان بِالْـمَدِينَةِ مَعْرُوف.
(وَتَوَسَّطَ قُفّهَا)بِضَمِّ الْقَاف وَتَشْدِيد الْفَاء ، هُوَ حَافَّة الْبِئْر ، وَأَصْله مَا غَلُظَ مِنْ الْأَرْض وَارْتَفَعَ.
(عَلَى رِسْلك) بِكَسْرِ الرَّاء وَفَتْحهَا ، لُغَتَانِ ، الْكَسْر أَشْهَرُ ، وَمَعْنَاهُ تَمَهَّلْ ، وَتَأَنَّ.الرِّسْل بالكسر:الْهِينَة والتأنّي.يقال:أفْعل كذا وكذا على رِسْلِك:أي اتَّئد فيه.
(فَجَلَسَ وِجَاهه) أَيْ مُقَابِله.
(قَالَ سَعِيد بْن الْـمُسَيِّب:فَأَوَّلْتهَا قُبُورهمْ) فِيهِ وُقُوع التَّأْوِيل فِي الْيَقِظَة وَهُوَ الَّذِي يُسَمَّى الْفِرَاسَة ، وَالْـمُرَاد اِجْتِمَاع الصَّاحِبَيْنِ مَعَ النَّبِيّ صفِي الدَّفْن وَانْفِرَاد عُثْمَان عَنْهُمْ فِي الْبَقِيع.
14- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ تأَنَّ رَسُولَ اللهِ صقَالَ:« أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ ، وَأَشَدُّهُمْ فِي دِينِ اللهِ عُمَرُ ، وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عُثْمَانُ ، وَأَقْضَاهُمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، وَأَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللهِ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ ، وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ ، وَأَفْرَضُهُمْ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ ، أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينًا ، وَأَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ» (صحيح رواه ابن ماجه).
(أَرْحَمُ أُمَّتِي) أَيْ أَكْثَرُهُمْ رَحْمَةً.(وَأَشَدُّهُمْ فِي أَمْرِ اللهِ)أَيْ أَقْوَاهُمْ فِي دِينِ اللهِ.
(وَأَفْرَضُهُمْ) أَيْ أَكْثَرُهُمْ عِلْمًا بِالْفَرَائِضِ(أي المواريث).
(وَأَقْرَؤُهُمْ)أَيْ أَعْلَمُهُمْ بِقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ.
(وَأَصْدَقهمْ حَيَاء)أَيْ أَكْثَرهمْ حَيَاء.
(وَأَقْضَاهُمْ)قِيلَ:هَذِهِ مَنْقَبَة عَظِيمَة لِأَنَّ الْقَضَاء بِالْحَقِّ وَالْفَصْل بَيْنه وَبَيْن الْبَاطِل يَقْتَضِي عِلْمًا كَثِيرًا وَقُوَّة عَظِيمَة فِي النَّفْس.
وَهَذَا الْحَدِيث صَرِيح فِي تَعَدُّد جِهَات الْخَيْر فِي الصَّحَابَة وَاخْتِصَاص بَعْضهَا بِبَعْضٍ ، لَكِنَّ الْفَضِيلَة بِمَعْنَى كَثْرَة الثَّوَاب عِنْد اللهُ عَلَى التَّرْتِيب وَذَلِكَ شَيْء آخَر.
15- عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ تقَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ ص:«اقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي مِنْ أَصْحَابِي ـ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ ـ وَاهْتَدُوا بِهَدْيِ عَمَّارٍ ، وَتَمَسَّكُوا بِعَهْدِ ابْنِ مَسْعُودٍ » (صحيح رواه الترمذي).
وعَنْ حُذَيْفَةَ تقَالَ:كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صفَقَالَ:«إِنِّي لَا أَدْرِي مَا قَدْرُ بَقَائِي فِيكُمْ ؛ فَاقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي ـ وَأَشَارَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ ـ وَاهْتَدُوا بِهَدْيِ عَمَّارٍ ، وَمَا حَدَّثَكُمْ ابْنُ مَسْعُودٍ فَصَدِّقُوهُ» (صحيح رواه الترمذي).
(اِقْتَدُوا بِاَللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي)أَيْ بِالْخَلِيفَتَيْنِ اللَّذَيْنِ يَقُومَانِ مِنْ بَعْدِي (أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ) أَيْ لِحُسْنِ سِيرَتِهِمَا وَصِدْقِ سَرِيرَتِهِمَا.
(وَاهْتَدُوا بِهَدْيِ عَمَّارٍ) أَيْ اِبْنِ يَاسِرٍ وَالْهَدْيُ ـ بِفَتْحِ الْهَاءِ وَسُكُونِ الدَّالِ ـ السِّيرَةُ وَالطَّرِيقَةُ ، وَالْمَعْنَى أَيْ سِيرُوا سِيرَتَهُ وَاخْتَارُوا طَرِيقَتَهُ.
(وَمَا حَدَّثَكُمْ اِبْنُ مَسْعُودٍ فَصَدِّقُوهُ) أَيْ صَدِّقُوا حَدِيثَهُ وَاعْتَقِدُوهُ صِدْقًا وَحَقًّا.
(وَتَمَسَّكُوا بِعَهْدِ اِبْنِ مَسْعُودٍ) أَيْ بِوَصِيَّتِهِ.
يُرِيدُ عَهْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَهُوَ مَا يَعْهَدُ إِلَيْهِ فَيُوصِيهِمْ بِهِ ، وَأَشْبَهَ الْأَشْيَاءِ بِمَا يُرَادُ مِنْ عَهْدِهِ أَمْرَ الْخِلَافَةِ ؛ فَإِنَّه أَوَّلَ مَنْ شَهِدَ بِصِحَّتِهَا وَأَشَارَ إِلَى اِسْتِقَامَتِهَا مِنْ أَفَاضِلِ الصَّحَابَةِ وَأَقَامَ عَلَيْهَا الدَّلِيلَ فَقَالَ:لَا نُؤَخِّرُ مَنْ قَدَّمَهُ رَسُولُ اللهِ ص ، أَلَا نَرْضَى لِدُنْيَانَا مَنْ اِرْتَضَاهُ لِدِينِنَا ، وَمِمَّا يُؤَيِّدُ هَذَا الْـمَعْنَى الْـمُنَاسَبَةُ الْوَاقِعَةُ بَيْنَ أَوَّلِ الْحَدِيثِ وَآخِرِهِ فَفِي أَوَّلِهِ:« اِقْتَدُوا بِالَّذِينَ مِنْ بَعْدِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ » وَفِي آخِرِهِ:«وَتَمَسَّكُوا بِعَهْدِ اِبْنِ مَسْعُودٍ) ».
16- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ت أَنَّ رَسُولَ اللهِ صقَالَ:« مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ مَنْ مِنْ شَيْءٍ مِنْ الْأَشْيَاءِ فِي سَبِيلِ اللهِ نُودِيَ فِي الْجَنَّةِ:يَا عَبْدَ اللهِ هَذَا خَيْرٌ ، فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلَاةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلَاةِ ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجِهَادِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الْجِهَادِ ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ».
قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ:يَا رَسُولَ اللهِ مَا عَلَى أَحَدٍ يُدْعَى مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ مِنْ ضَرُورَةٍ فَهَلْ يُدْعَى أَحَدٌ مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ كُلِّهَا؟قَالَ رَسُولُ اللهِ ص:«نَعَمْ وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ».(رواه البخاري ومسلم).
(زَوْجَيْنِ):أَيْ شَيْئَيْنِ.(مَنْ شَيْء مِنْ الْأَشْيَاء) أَيْ مِنْ أَصْنَاف الْمَال.
(فِي سَبِيل اللهُ ) أَيْ فِي طَلَب ثَوَاب اللَّه.(هَذَا خَيْر) الْمَعْنَى هَذَا خَيْر مِنْ الْخَيْرَات ، وقيل:مَعْنَاهُ:لَك هُنَا خَيْر وَثَوَاب وَغِبْطَة.وَقِيلَ:مَعْنَاهُ هَذَا الْبَاب فِيمَا نَعْتَقِدهُ خَيْر لَك مِنْ غَيْره مِنْ الْأَبْوَاب لِكَثْرَةِ ثَوَابه وَنَعِيمه ، فَتَعَالَ فَادْخُلْ مِنْهُ.
(فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْل الصَّلَاة دُعِيَ مِنْ بَاب الصَّلَاة) وَذَكَرَ مِثْله فِي الصَّدَقَة وَالْجِهَاد وَالصِّيَام.قَالَ الْعُلَمَاء:مَعْنَاهُ:مَنْ كَانَ الْغَالِب عَلَيْهِ فِي عَمَله وَطَاعَته ذَلِكَ.
(وَأَرْجُو أَنْ تَكُون مِنْهُمْ) قَالَ الْعُلَمَاء:الرَّجَاء مِنْ اللهُ وَمِنْ نَبِيّه وَاقِع ، وَبِهَذَا التَّقْرِير يَدْخُل الْحَدِيث فِي فَضَائِل أَبِي بَكْر.
17- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ تقَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ ص:«مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ صَائِمًا؟».
قَالَ أَبُو بَكْرٍ ت:أَنَا.
قَالَ:فَمَنْ تَبِعَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ جَنَازَةً؟
قَالَ أَبُو بَكْرٍ ت:أَنَا.
قَالَ:فَمَنْ أَطْعَمَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ مِسْكِينًا؟
قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:أَنَا.
قَالَ:فَمَنْ عَادَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ مَرِيضًا؟
قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:أَنَا.
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ص:مَا اجْتَمَعْنَ فِي امْرِئٍ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ.»(رواه مسلم).
18- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ تقَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ ص:«إِنَّ أَهْلَ الدَّرَجَاتِ الْعُلَى لَيَرَاهُمْ مَنْ تَحْتَهُمْ كَمَا تَرَوْنَ النَّجْمَ الطَّالِعَ فِي أُفُقِ السَّمَاءِ ، وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ مِنْهُمْ ، وَأَنْعَمَا».(صحيح رواه الترمذي).
(إِنَّ أَهْلَ الدَّرَجَاتِ الْعُلَى) أَيْ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ.
(وَأَنْعَمَا) أَيْ زَادَا وَفَضْلًا يُقَالُ أَحْسَنْت إِلَيَّ وَأَنْعَمْت أَيْ زِدْت عَلَى الْإِنْعَامِ ، وَقِيلَ مَعْنَاهُ صَارَا إِلَى النَّعِيمِ وَدَخَلَا فِيهِ.
19- عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ تقَالَ:كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ ص إِذْ طَلَعَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ ب فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ص:« هَذَانِ سَيِّدَا كُهُولِ أَهْلِ الْجَنَّةِ مِنْ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ إِلَّا النَّبِيِّينَ وَالْـمُرْسَلِينَ ، يَا عَلِيُّ لَا تُخْبِرْهُمَا » (صحيح رواه الترمذي).
20- عن أَبي هُرَيْرَةَ تقَالَ:بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صإِذْ قَالَ:« بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي فِي الْجَنَّةِ ، فَإِذَا امْرَأَةٌ تَتَوَضَّأُ إِلَى جَانِبِ قَصْرٍ فَقُلْتُ:لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ ، فَقَالُوا:لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، فَذَكَرْتُ غَيْرَتَهُ ، فَوَلَّيْتُ مُدْبِرًا» ، فَبَكَى عُمَرُ وَقَالَ:أَعَلَيْكَ أَغَارُ يَا رَسُولَ اللهِ».(رواه البخاري ومسلم).
21- عَنْ أَنَسٍ تأَنَّ النَّبِيَّ صقَالَ:«دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَإِذَا أَنَا بِقَصْرٍ مِنْ ذَهَبٍ ، فَقُلْتُ لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟ قَالُوا:لِشَابٍّ مِنْ قُرَيْشٍ ، فَظَنَنْتُ أَنِّي أَنَا هُوَ ، فَقُلْتُ:وَمَنْ هُوَ؟ فَقَالُوا:عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ»(صحيح رواه الترمذي).
22- عن أَبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ تقال:قَالَ رَسُولُ اللهِ ص:« بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ النَّاسَ يُعْرَضُونَ عَلَيَّ وَعَلَيْهِمْ قُمُصٌ مِنْهَا مَا يَبْلُغُ الثّدِيَّ وَمِنْهَا مَا دُونَ ذَلِكَ وَعُرِضَ عَلَيَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ يَجُرُّهُ» ، قَالُوا:فَمَا أَوَّلْتَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ:الدِّينَ »(رواه البخاري ومسلم).
23- قَالَ رَسُولُ اللهِ ص:« يَا ابْنَ الْـخَطَّابِ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، مَا لَقِيَكَ الشَّيْطَانُ سَالِكًا فَجًّا قَطُّ إِلَّا سَلَكَ فَجًّا غَيْرَ فَجِّكَ »(رواه البخاري ومسلم).
الْفَجّ:الطَّرِيق الْوَاسِع ، وَيُطْلَقُ أَيْضًا عَلَى الْمَكَان الْـمُنْخَرِق بَيْن الْجَبَلَيْنِ ، وَهَذَا الْحَدِيث مَحْمُول عَلَى ظَاهِره أَنَّ الشَّيْطَان مَتَى رَأَى عُمَر سَالِكًا فَجًّا هَرَبَ هَيْبَة مِنْ عُمَر ، وَفَارَقَ ذَلِكَ الْفَجّ ، وَذَهَبَ فِي فَجّ آخَر لِشِدَّةِ خَوْفه مِنْ بَأْس عُمَرت أَنْ يَفْعَلَ فِيهِ شَيْئًا.
24- عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ عُثْمَانَ تحِينَ حُوصِرَ أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ وَقَالَ:«أَنْشُدُكُمْ اللهَ وَلَا أَنْشُدُ إِلَّا أَصْحَابَ النَّبِيِّ ص أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صقَالَ «مَنْ حَفَرَ رُومَةَ فَلَهُ الْجَنَّةُ » ، فَحَفَرْتُهَا ، أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ قَالَ:« مَنْ جَهَّزَ جَيْشَ الْعُسْرَةِ فَلَهُ الْجَنَّةُ » ، فَجَهَّزْتُهُمْ».قَالَ فَصَدَّقُوهُ بِمَا قَالَ.(رواه البخاري).
(أَنْشُدُكُمْ):أسألكم وأقسم عليكم.
قال الحافظ ابن حجر/:«...وَلِلنَّسَائِيِّ مِنْ طَرِيق الْأَحْنَف بْن قَيْس أَنَّ الَّذِينَ صَدَقُوهُ بِذَلِكَ هُمْ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب وَطَلْحَة وَالزُّبَيْر وَسَعْد بْن أَبِي وَقَّاص ».
25- عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ ت قَالَ:جَاءَ عُثْمَانُ إِلَى النَّبِيِّ صبِأَلْفِ دِينَارٍ حِينَ جَهَّزَ جَيْشَ الْعُسْرَةِ فَيَنْثُرُهَا فِي حِجْرِهِ ، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ:فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صيُقَلِّبُهَا فِي حِجْرِهِ وَيَقُولُ:«مَا ضَرَّ عُثْمَانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ الْيَوْمِ »مَرَّتَيْنِ.(حسن رواه الترمذي).
(فَنَثَرَهَا) أَيْ وَضَعَ الدَّنَانِيرَ مُتَفَرِّقَاتٍ.(يُقَلِّبُهَا) أَيْ الدَّنَانِيرَ.
(مَا ضَرَّ عُثْمَانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ الْيَوْمِ)أَيْ فَلَا عَلَى عُثْمَانَ بَأْسٌ الَّذِي عَمِلَ بَعْدَ هَذِهِ مِنْ الذُّنُوبِ فَإِنَّهَا مَغْفُورَةٌ مُكَفَّرَةٌ.
26- عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاص تأَنَّ رَسُولَ اللهِ صخَرَجَ إِلَى تَبُوكَ وَاسْتَخْلَفَ عَلِيًّا ، فَقَالَ:« أَتُخَلِّفُنِي فِي الصِّبْيَانِ وَالنِّسَاء».
قَالَ:« أَلَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّهُ لَيْسَ نَبِيٌّ بَعْدِي» (رواه البخاري ومسلم).
قَالَ الْقَاضِي عياض:هَذَا الْحَدِيث مِمَّا تَعَلَّقَتْ بِهِ سَائِر فِرَق الشِّيعَة فِي أَنَّ الْخِلَافَة كَانَتْ حَقًّا لِعَلِيٍّ ت ، وَأَنَّهُ وَصَّى لَهُ بِهَا.ثُمَّ اِخْتَلَفَ هَؤُلَاءِ ، فَكَفَّرَتْ الرَّوَافِض سَائِر الصَّحَابَة فِي تَقْدِيمهمْ غَيْره ، وَزَادَ بَعْضهمْ فَكَفَّرَ عَلِيًّا لِأَنَّهُ لَمْ يَقُمْ فِي طَلَب حَقّه بِزَعْمِهِمْ.
وَلَا شَكَّ فِي كُفْرِ مَنْ قَالَ هَذَا ؛ لِأَنَّ مَنْ كَفَّرَ الْأُمَّةَ كُلّهَا وَالصَّدْر الْأَوَّل فَقَدْ أَبْطَلَ نَقْل الشَّرِيعَة ، وَهَدَمَ الْإِسْلَام.
وَهَذَا الْحَدِيث لَا حُجَّةَ فِيهِ لِأَحَدٍ مِنْهُمْ ، بَلْ فِيهِ إِثْبَات فَضِيلَة لِعَلِيٍّ ت ، وَلَا تَعَرُّض فِيهِ لِكَوْنِهِ أَفْضَل مِنْ غَيْره أَوْ مِثْله ، وَلَيْسَ فِيهِ دَلَالَة لِاسْتِخْلَافِهِ بَعْده ، لِأَنَّ النَّبِيّ ص إِنَّمَا قَالَ هَذَا لِعَلِيٍّ تحِين اِسْتَخْلَفَهُ فِي الْمَدِينَة فِي غَزْوَة تَبُوك.
وَيُؤَيِّد هَذَا أَنَّ هَارُون الْـمُشَبَّه بِهِ لَمْ يَكُنْ خَلِيفَة بَعْد مُوسَى ، بَلْ تُوُفِّيَ فِي حَيَاة مُوسَى ، وَقَبْل وَفَاة مُوسَى بِنَحْوِ أَرْبَعِينَ سَنَة عَلَى مَا هُوَ مَشْهُور عِنْد أَهْل الْأَخْبَار وَالْقَصَص.قَالُوا:وَإِنَّمَا اِسْتَخْلَفَهُ حِين ذَهَبَ لِمِيقَاتِ رَبّه لِلْـمُنَاجَاةِ ».اهـ بتصرف من (شرح صحيح مسلم للنووي).
27- عن عَلِيٌّ بن أبي طالب تقَالَ:«وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ إِنَّهُ لَعَهْدُ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ ص إِلَيَّ أَنْ لَا يُحِبَّنِي إِلَّا مُؤْمِنٌ وَلَا يُبْغِضَنِي إِلَّا مُنَافِقٌ» (رواه مسلم).
(فَلَق الْحَبَّة) شَقَّهَا بِالنَّبَاتِ.(وَبَرَأَ النَّسَمَة) خَلَقَ النَّسَمَة وَهِيَ الْإِنْسَان ، وَقِيلَ:النَّفْس.
28-عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ت قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ ص:«لَا يُبْغِضُ الْأَنْصَارَ رَجُلٌ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ» (رواه مسلم).
29- وعن الْبَرَاءَ بن عازب ت عَنْ النَّبِيِّ صأَنَّهُ قَالَ فِي الْأَنْصَارِ:«لَا يُحِبُّهُمْ إِلَّا مُؤْمِنٌ وَلَا يُبْغِضُهُمْ إِلَّا مُنَافِقٌ ، مَنْ أَحَبَّهُمْ أَحَبَّهُ اللهُ وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ أَبْغَضَهُ اللهُ »(رواه مسلم).
وَمَعْنَى هَذَه الأحَادِيث:أَنَّ مَنْ عَرَفَ مَرْتَبَة الْأَنْصَار وَمَا كَانَ مِنْهُمْ فِي نُصْرَة دِينِ الْإِسْلَامِ ، وَالسَّعْيِ فِي إِظْهَارِهِ وَإِيوَاءِ الْـمُسْلِمِينَ وَقِيَامِهِمْ فِي مُهِمَّاتِ دِينِ الْإِسْلَامِ حَقّ الْقِيَام ، وَحُبِّهِمْ النَّبِيَّ صوَحُبّه إِيَّاهُمْ ، وَبَذْلهمْ أَمْوَالهمْ وَأَنْفُسهمْ بَيْن يَدَيْهِ ، وَقِتَالهمْ وَمُعَادَاتهمْ سَائِر النَّاس إِيثَارًا لِلْإِسْلَامِ.
وَعَرَفَ مِنْ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب تقُرْبه مِنْ رَسُول اللهُ ص ، وَحُبّ النَّبِيّ ص لَهُ ، وَمَا كَانَ مِنْهُ فِي نُصْرَة الْإِسْلَام وَسَوَابِقه فِيهِ ، ثُمَّ أَحَبَّ الْأَنْصَارَ وَعَلِيًّا لِهَذَا ، كَانَ ذَلِكَ مِنْ دَلَائِل صِحَّة إِيمَانِهِ وَصِدْقِهِ فِي إِسْلَامِهِ لِسُرُورِهِ بِظُهُورِ الْإِسْلَامِ وَالْقِيَام بِمَا يُرْضِي اللهُ سُبْحَانه وَتَعَالَى ، وَرَسُوله ص ، وَمَنْ أَبْغَضهمْ كَانَ بِضِدِّ ذَلِكَ ، وَاسْتُدِلَّ بِهِ عَلَى نِفَاقه وَفَسَاد سَرِيرَته.
30- عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ تعَنْ النَّبِيِّ صقَالَ:« مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ» (صحيح رواه الترمذي).
مَعْنَاهُ مَنْ كُنْت أَتَوَلَّاهُ فِعْلِيٌّ يَتَوَلَّاهُ ـ مِنْ الْوَلِيِّ ضِدُّ الْعَدُوِّ.أَيْ مَنْ كُنْت أُحِبُّهُ فِعْلِيٌّ يُحِبُّهُ ، وَقِيلَ مَعْنَاهُ:مَنْ يَتَوَلَّانِي فِعْلِيٌّ يَتَوَلَّاهُ.
قَالَ الإمام الشَّافِعِيُّ /:يَعْنِي بِذَلِكَ وَلَاءَ الْإِسْلَامِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى ( ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ ) وَقَوْلُ عُمَرَ لِعَلِيٍّ ب:أَصْبَحْت مَوْلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ »أَيْ وَلِيُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ.
31- عن أَبي بَكْرَةَ تقال:رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صعَلَى الْمِنْبَرِ وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ إِلَى جَنْبِهِ وَهُوَ يُقْبِلُ عَلَى النَّاسِ مَرَّةً وَعَلَيْهِ أُخْرَى وَيَقُولُ:«إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ وَلَعَلَّ اللهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنْ الْـمُسْلِمِينَ »(رواه البخاري).
32- عَنْ ابْنِ عُمَرَ ت قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ ص:« الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَأَبُوهُمَا خَيْرٌ مِنْهُمَا » (صحيح رواه ابن ماجه).
33- وعَنْ حُذَيْفَةَ تقَالَ:سَأَلَتْنِي أُمِّي:مَتَى عَهْدُكَ بِالنَّبِيِّ ص ، فَقُلْتُ:مَا لِي بِهِ عَهْدٌ مُنْذُ كَذَا وَكَذَا ، فَنَالَتْ مِنِّي وَسَبَّتْنِي ، فَقُلْتُ لَهَا:دَعِينِي ، فَإِنِّي آتِي النَّبِيَّ صفَأُصَلِّي مَعَهُ الْمَغْرِبَ ثُمَّ لَا أَدَعُهُ حَتَّى يَسْتَغْفِرَ لِي وَلَكِ.
قَالَ:فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صفَصَلَّيْتُ مَعَهُ الْمَغْرِبَ ، فَصَلَّى النَّبِيُّ صالْعِشَاءَ ، ثُمَّ انْفَتَلَ فَتَبِعْتُهُ فَعَرَضَ لَهُ عَارِضٌ ، فَنَاجَاهُ ثُمَّ ذَهَبَ فَاتَّبَعْتُهُ فَسَمِعَ صَوْتِي.
فَقَالَ:« مَنْ هَذَا؟».
فَقُلْتُ:حُذَيْفَةُ.
قَالَ:«مَا لَكَ؟» فَحَدَّثْتُهُ بِالْأَمْرِ.
فَقَالَ:«غَفَرَ اللهُ لَكَ وَلِأُمِّكَ».
ثُمَّ قَالَ:«أَمَا رَأَيْتَ الْعَارِضَ الَّذِي عَرَضَ لِي قُبَيْلُ؟»
قُلْتُ:بَلَى.
قَالَ:«فَهُوَ مَلَكٌ مِنْ الْمَلَائِكَةِ لَمْ يَهْبِطْ الْأَرْضَ قَبْلَ هَذِهِ اللَّيْلَةِ ، فَاسْتَأْذَنَ رَبَّهُ أَنْ يُسَلِّمَ عَلَيَّ ، وَيُبَشِّرَنِي أَنَّ الْـحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَنَّ فَاطِمَةَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ».
فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صفَصَلَّيْتُ مَعَهُ الْمَغْرِبَ فَصَلَّى حَتَّى صَلَّى الْعِشَاءَ ثُمَّ انْفَتَلَ فَتَبِعْتُهُ فَسَمِعَ صَوْتِي فَقَالَ:«مَنْ هَذَا؟حُذَيْفَةُ؟».
قُلْتُ:نَعَمْ.
قَالَ:«مَا حَاجَتُكَ غَفَرَ اللهُ لَكَ وَلِأُمِّكَ ».
قَالَ:« إِنَّ هَذَا مَلَكٌ لَمْ يَنْزِلْ الْأَرْضَ قَطُّ قَبْلَ هَذِهِ اللَّيْلَةِ ، اسْتَأْذَنَ رَبَّهُ أَنْ يُسَلِّمَ عَلَيَّ ، وَيُبَشِّرَنِي بِأَنَّ فَاطِمَةَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَأَنَّ الْـحَسَنَ وَالْـحُسَيْنَ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ»(صحيح رواه الإمام أحمد والترمذي)
(مَتَى عَهْدُك بِالنَّبِيِّ ص)يُقَالُ:مَتَى عَهْدُك بِفُلَانٍ؟ أَيْ مَتَى رُؤْيَتُك إِيَّاهُ؟.
(فَنَالَتْ مِنِّي)أَيْ ذَكَرَتْنِي بِسُوءٍ.
(فَصَلَّى) أَيْ النَّبِيُّ صالنَّوَافِلَ.
(ثُمَّ اِنْفَتَلَ)أَيْ اِنْصَرَفَ.(فَتَبِعْته) أَيْ مَشَيْت خَلْفَهُ.
(فَسَمِعَ صَوْتِي)أَيْ صَوْتَ حَرَكَةِ رِجْلِي.
34- وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ تقَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ ص:«الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ إلا ابْنَي الخَالَةِ عِيسَى بْنِ مَرْيَم ويحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا ، وَفَاطِمَةُ سَيِّدَةُ نِسَائِهِمْ إِلَّا مَا كَانَ لِمَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ»(صحيح رواه الإمام أحمد وغيره)
35- عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ تأَنَّهُ كَانَ يَجْتَنِي سِوَاكًا مِنْ الْأَرَاكِ ـ وَكَانَ دَقِيقَ السَّاقَيْنِ ـ فَجَعَلَتْ الرِّيحُ تَكْفَؤُهُ ، فَضَحِكَ الْقَوْمُ مِنْهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ص:«مِمَّ تَضْحَكُونَ؟» ، قَالُوا:يَا نَبِيَّ اللهِ ، مِنْ دِقَّةِ سَاقَيْهِ ، فَقَالَ:«وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَهـُمَا أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ أُحُدٍ » (صحيح رواه الإمام أحمد).
34- قَالَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِت:سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صيَقُولُ:«إِنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ مِنْ صَالِحِي قُرَيْشٍ» (صحيح رواه الترمذي).
35- عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ تقَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ ص:«أَسْلَمَ النَّاسُ وَآمَنَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ»(حسن رواه الترمذي).
و في هذا الحديث منقبة عظيمة لعمرو بن العاص ت ، إذ شهد له النبي ص بأنه مؤمن ، فإن هذا يستلزم الشهادة له بالجنة ، لقوله ص:« لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مُؤْمِنٌ » متفق عليه.وقال تعالى: (وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ قِيلًا ) (النساء:122).
وعلى هذا فلا يجوز الطعن في عمرو بن العاص ت كما يفعل بعض الكتاب المعاصرين ، وغيرهم من المخالفين ، بسبب ما وقع له من الخلاف بل القتال مع علي ت ؛ لأن ذلك لا ينافي الإيمان ، فإن الإيمان لا يستلزم العصمة كما لا يخفى ، لاسيما إذا قيل:إن ذلك وقع منه بنوع من الاجتهاد ، وليس اتباعًا للهوى.
36- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ تقَالَ:قُلْتُ:يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي أَسْمَعُ مِنْكَ حَدِيثًا كَثِيرًا أَنْسَاهُ.قَالَ:« ابْسُطْ رِدَاءَكَ » ، فَبَسَطْتُهُ ، فَغَرَفَ بِيَدَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ:«ضُمَّهُ» ، فَضَمَمْتُهُ فَمَا نَسِيتُ شَيْئًا بَعْدَهُ.(رواه البخاري).
37- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ تأَنَّ النَّبِيَّ صقَالَ لِبِلَالٍ عِنْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ:«يَا بِلَالُ حَدِّثْنِي بِأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ فِي الْإِسْلَامِ فَإِنِّي سَمِعْتُ دَفَّ نَعْلَيْكَ بَيْنَ يَدَيَّ فِي الْجَنَّةِ؟» قَالَ:مَا عَمِلْتُ عَمَلًا أَرْجَى عِنْدِي أَنِّي لَمْ أَتَطَهَّرْ طَهُورًا فِي سَاعَةِ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ إِلَّا صَلَّيْتُ بِذَلِكَ الطُّهُورِ مَا كُتِبَ لِي أَنْ أُصَلِّيَ» (رواه البخاري).
ولفظ مسلم:عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ تقَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ صلِبِلَالٍ عِنْدَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ:« يَا بِلَالُ حَدِّثْنِي بِأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ عِنْدَكَ فِي الْإِسْلَامِ مَنْفَعَةً ؛فَإِنِّي سَمِعْتُ اللَّيْلَةَ خَشْفَ نَعْلَيْكَ بَيْنَ يَدَيَّ فِي الْجَنَّةِ».
قَالَ بِلَالٌ:مَا عَمِلْتُ عَمَلًا فِي الْإِسْلَامِ أَرْجَى عِنْدِي مَنْفَعَةً مِنْ أَنِّي لَا أَتَطَهَّرُ طُهُورًا تَامًّا فِي سَاعَةٍ مِنْ لَيْلٍ وَلَا نَهَارٍ إِلَّا صَلَّيْتُ بِذَلِكَ الطُّهُورِ مَا كَتَبَ اللهُ لِي أَنْ أُصَلِّيَ»
(قَالَ لِبِلَالٍ) أَيْ اِبْن رَبَاح الْـمُؤَذِّن.
وَقَوْله «عِنْد صَلَاة الْفَجْر»فِيهِ إِشَارَة إِلَى أَنَّ ذَلِكَ وَقَعَ فِي الْمَنَام لِأَنَّ عَادَته صأَنَّهُ كَانَ يَقُصّ مَا رَآهُ وَيُعَبِّر مَا رَآهُ أَصْحَابه.
(دَفَّ نَعْلَيْك) الدَّفّ الْحَرَكَة الْخَفِيفَة وَالسَّيْر اللَّيِّن.
والْخَشْف:الْحَرَكَة الْخَفِيفَة.
38- عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عُمَيْرَةَ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ ص عَنْ النَّبِيِّ ص أَنَّهُ قَالَ لِمُعَاوِيَةَ:«اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا وَاهْدِ بِهِ» (صحيح رواه الترمذي وغيره).
39- جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ تقال:سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صيَقُولُ:«مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى شَهِيدٍ يَمْشِي عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ »(صحيح رواه الترمذي).
(مَنْ سَرَّهُ) أَيْ أَحَبَّهُ وَأَعْجَبَهُ وَأَفْرَحَهُ.
(فَلْيُنْظَرْ إِلَى طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ) هَذَا مَعْدُودٌ مِنْ مُعْجِزَاتِهِ صفَإِنَّهُ اُسْتُشْهِدَ فِي وَقْعَةِ الْجَمَلِ كَمَا هُوَ مَعْرُوفٌ.
40- عَنْ جَابِرٍ ت قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ ص:« اهْتَزَّ عَرْشُ الرَّحْمَنِ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ »(رواه البخاري ومسلم).
قال الإمام النووي:« اِخْتَلَفَ الْعُلَمَاء فِي تَأْوِيله ، فَقَالَتْ طَائِفَة:هُوَ عَلَى ظَاهِره ، وَاهْتِزَاز الْعَرْش تَحَرُّكُهُ فَرَحًا بِقُدُومِ رُوح سَعْد ، وَجَعَلَ اللهُ تَعَالَى فِي الْعَرْش تَمْيِيزًا حَصَلَ بِهِ هَذَا ، وَلَا مَانِع مِنْهُ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى:(وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ ) وَهَذَا الْقَوْل هُوَ ظَاهِر الْحَدِيث ، وَهُوَ الْـمُخْتَارُ».
41- عن أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ تأَنَّهُ أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللهِ صجُبَّةٌ مِنْ سُنْدُسٍ ـ وَكَانَ يَنْهَى عَنْ الْحَرِيرِ ـ فَعَجِبَ النَّاسُ مِنْهَا ؛ فَقَالَ:«وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّ مَنَادِيلَ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْجَنَّةِ أَحْسَنُ مِنْ هَذَا»(رواه مسلم).
وفي رواية:«أُهْدِيَتْ لِرَسُولِ اللهِ ص حُلَّةُ حَرِيرٍ ، فَجَعَلَ أَصْحَابُهُ يَلْمِسُونَهَا وَيَعْجَبُونَ مِنْ لِينِهَا ، فَقَالَ:«أَتَعْجَبُونَ مِنْ لِينِ هَذِهِ ، لَمَنَادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنْهَا وَأَلْيَنُ »رواه مسلم).
الْمَنَادِيل جَمْع مِنْدِيل ، وَهُوَ هَذَا الَّذِي يُحْمَل فِي الْيَد.
وَقَالَ الْعُلَمَاء:هَذِهِ إِشَارَةٌ إِلَى عَظِيم مَنْزِلَة سَعْد فِي الْجَنَّة ، وَأَنَّ أَدْنَى ثِيَابه فِيهَا خَيْر مِنْ هَذِهِ ، لِأَنَّ الْمِنْدِيل أَدْنَى الثِّيَاب ، لِأَنَّهُ مُعَدٌّ لِلْوَسَخِ وَالِامْتِهَان ، فَغَيْرُهُ أَفْضَلُ.وَفِيهِ إِثْبَات الْجَنَّة لِسَعْدٍ ت.
حكم سب الصحابة ي( )
سب الصحابة ي دركات بعضها شر من بعض.
أولًا:مَن سَبَّ الصحابة بالكفر والردة أو الفسق ـ جميعهم أو معظمهم ـ:فلا شك في كفر من قال بذلك ؛ لأمور من أهمها:أن في هذا تكذيبًا لما نَصَّ عليه القرآن من الرضا عنهم والثناء عليهم.
ثانيًا:من سَبَّ بعضهم سبًا يطعن في دينهم:كأن يتهمهم بالكفر ـ وكان ممن تواترت النصوص بفضله كالخلفاء ، فذلك كفر على الصحيح ؛ لأن في هذا تكذيبًا لأمر متواتر وإنكارًا لمعلوم من الدين بالضرورة..
ثالثًا:سب صحابي لم يتواتر النقل بفضله سبًا يطعن في الدين:قول جمهور العلماء بعدم كفر مَن سبه ، وذلك لعدم إنكاره معلومًا من الدين بالضرورة.
أما إن سبه من حيث صحبته لرسول الله ص فإنه يكفر.
رابعًا:من سبهم سبًا لا يقدح في عدالتهم ولا في دينهم ـ مثل وصف بعضهم بالبخل أو الجبن أو قلة العلم أو عدم الزهد ونحو ذلك ـ فهذا يستحق التأديب والتعزير ولا نحكم بكفره بمجرد ذلك.
بعض أقوال أهل العلم:
* قال الحافظ ابن كثير / في تفسير قول الله ﻷ:( إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْـمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْـمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَ

المصدر: دليل الواعظ
abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 35 مشاهدة
نشرت فى 1 ديسمبر 2011 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

313,956