محمود سلطان | 13-11-2011 23:23

التنسيق بين الإسلاميين في الدوائر الانتخابية.. حقيقي أم شكلي؟!

البعض يراه "شكليا".. والبعض الآخر يراه "حقيقيا".. والحال أنه يجمع بين الاثنين : الشكلي والحقيقي.. وكلاهما ممارسة سياسية لها مبرراتها.

الدوائر التي تم التنسيق فيها لم تكن "محبة" و"تسامح" بين "الإخوة".. وإنما اتفاق وفق موازين القوى على الأرض.

الإسلاميون فيما يبدو اتفقوا على تقسيم المناطق.. وليس تنسيق المواقف، وفقا لـ"النفوذ" المجتمعي أو الجماهيري التي يتمتع بها هذا الحزب أو ذاك.. أو هذه الجماعة أو تلك.

وبتأمل الخريطة استنادا إلى التوزيع المتوقع للمؤيدين على المناطق.. نلحظ بأن ثمة تراض بين الأحزاب الإسلامية على أن يترك الصعيد للجماعة الإسلامية والإسكندرية للتيار السلفي.. والقاهرة ووسط الدلتا للإخوان.

رؤية الأحزاب الإسلامية على هذا النحو، ربما تثير الفزع في وسط القوى التي توصف بـ"المدنية".. لأن التقسيمة ربما تفسر بأنها ممارسة استعلائية لا تكترث بـ"الشركاء" في العملية الانتخابية من التيار السياسية غير الإسلامية.

المفزع حقا ليست تلك القسمة التي تتجاهل الآخرين.. فهي في النهاية ممارسة تستند إلى حسابات سياسية مهما تباينت وجهات النظر في تفسيرها.. وإنما المفزع هو هذه "الثقة" في ولاء المناطق التي أشرت إليها للمرشحين الإسلاميين وحسب.. وما يترتب عليه من "يقين" لا يستند إلى أية اعتبارات سياسية تحتسب للمفاجآت.

آخر دراسة بشأن اتجاهات الرأي العام المصري إزاء الانتخابات تقول إن نحو 50% من أصوات الناخبين في مصر "شاردة" أو "محايدة" لا تعرف من ستختار من المرشحين.

التقديرات المتوقعة تقول إن نحو 50 مليون مصري من المتوقع أن يدلوا بأصواتهم في الانتخابات القادمة.. وهذا يعني أن نحو 25 مليون صوت انتخابي خارج حسابات الجماعات السياسية التي تتنافس على مقاعد برلمان 2012.. وهو الرقم الذي ربما يغير موازين القوى ويفضي إلى نتائج "مفجعة" بالنسبة للأحزاب الإسلامية وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين.

المرشد العام السابق فضيلة الأستاذ مهدي عاكف قال ـ قبل الثورة ـ إن قوة الإخوان التصويتية لا تتجاوز 25% من قوة الشارع.. وهي النسبة التي حسبت في ظل نظام الرئيس السابق حيث لم تتجاوز الأرقام "الرسمية" لعدد الناخبين المتوقعين الـ 15 مليون مصري.. فيما أكد الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح بأن قوة الإخوان في الشارع لا تتجاوز الـ 300ألف .

لا نقلل ـ بالتأكيد ـ من قوة الحالة الإسلامية في الشارع، وإنما نضع صناع القرار بداخليها أمام ما نعتقد بأنه الأقرب إلى الحقيقة المجردة من اغترار القوة.. إذ يبدو لي أن ثمة ما يشبه الاحتفال بالفوز.. قبل إجراء الانتخابات.. وبشكل يذكرنا بالحزب الوطني حين كان "يتهكم" على الجميع من منطلق ثقته بأن البرلمان في "جيبه" رضي الناس أم سخطوا.

[email protected]

المصدر: المصريون
abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 44 مشاهدة
نشرت فى 15 نوفمبر 2011 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

321,292