السيد البابلي | 17-10-2011 00:04
كان المتحدث في البرنامج الصباحي لإذاعة " راديو مصر " منفعلا قبل عدة أيام، وهو يتحدث مع المذيعة مطالبا بأن يتخلى كل من فوق سن الـ45 عاما عن موقعه القيادي ويتيح الفرصة للشباب، كما طالب بألا يتقدم أي مرشح للانتخابات البرلمانية إذا كان في هذه المرحلة من العمر..
وعلل المتحدث طلبه هذا بأن الشباب هم من قاموا بالثورة وأن عليهم وحدهم أن يقودوا البلاد الآن في كل المستويات..!
وانتظرت أن تعقب عليه المذيعة وأن تطلب منه التحمل والاحتكام إلي صوت العقل، ولكنها سكتت تماما، وتفرغت فقط للحديث عن قانون الغدر وإبعاد ثلاثة ملايين عضو ينتمون للحزب الوطني، مؤكدة أن استبعادهم لا يعني شيئا في بلد تعداده 85مليونا..!
ولأنني واحد من الذين تعدوا السن التي يطالبون بإبعادهم عن كل المواقع، فإنني لم أتحمل الاستماع لأكثر من ذلك بعد أن أصبحنا من خيل الحكومة التي يجب التخلص منها بالإعدام لكي تكون بعد ذلك طعاما لغذاء الأسود..!
والأسود التي تنتظر لحومنا لن تشبع، ولن تقنع بالذين فوق سن الـ45 عاما، وسوف تنقض بعد ذلك علي من هم فوق الـ40 إلي من تصل إلي العشرينات، فكل فئة عمريه سوف تأكل الذين يكبرونها وتعتبرهم من العجائز..!
وهي مفاهيم غريبة ومخيفة انتشرت بين صفوف بعض الشباب الذين ينظرون إلي ثورة 25يناير ويعتقدون أنها ثورة الشباب فقط، ويتجاهلون أنها ما كان يمكن أن تكون ثورة لولا التفاف الشعب كله حولها شيوخا وشبابا، نساءا وأطفالا، وان الشعب كله سعى لإسقاط النظام وطالبه بذلك ولم يكن الشباب وحدهم..!
وهي ثورة مهدنا لها جميعا، ووقفت الأقلام الصحفية الشريفة ترفض أن تنافق أو تداهن السلطان، وأدت دورها في كشف الفساد والحديث عن سلبيات النظام.. وكانت هناك جرأ، وتضحية من كتاب شرفاء كتبوا بحس وطني وبرغبة في الإصلاح وهم الذين شاركوا أضاءه معالم الطريق أمام الشباب ليدرك ويتعرف علي الكم الهائل من الانحرافات والتجاوزات والانتهاكات لحقوق الإنسان في بلاد..
أننا نرفض الدعوات الكريمة لتقسيم المجتمع ما بين شباب وشيوخ، ما بين جيل الثورة، وجيل الهزيمة، فهي دعوات تنم عن جهل وقصور في الرؤى والمفاهيم، وحماس يبعد عن صوت الحكمة والعقل، فهذا الوطن ملك لنا جميعا، والعبرة هي بالقدرة علي العطاء والابتكار والإخلاص في العمل، ولم تكن يوما بالسن ولا بشهادة وطنية من أحد، حتى لو كان من ثوار ميدان التحرير..! أنها مصر فلا تمدوها بالجهل والحماقة والتربص كل منا بالأخر..!
ساحة النقاش