العدالة المفقودة .. ميراث مبارك



سمير العركى | 12-10-2011 01:04

جزء كبير من الأزمة الحالية مرده الأساسى غياب العدالة وإحالة القانون إلى ما يشبه " صنم العجوة " الذى كانت العرب تعبده فى الجاهلية فإذا ما اشتد الجوع بأحدهم التهم ذلك الصنم الذى كان يعبده من وقت قريب .

ورغم أن الرئيس المخلوع كان كثيراً ما يتغن بالقانون إلا أنه كثيراً ما انتهكه فى ظل تفاهمات ومواءمات خاصة بعد اقتراب قطار التوريث من الوصول إلى محطته الأخيرة مما أدى إلى فقدان الدولة لهيبتها وسيادتها ولعل الشاهد الأكبر هنا قصة تسليم وفاء قسطنطين للكنيسة رغم أن الأجهزة الأمنية حينها عارضت عملية التسليم باعتبارها تضييعاً لسلطة الدولة وأصرت على موقفها لولا تدخل مؤسسة الرئاسة آنذاك ممثلة فى زكريا عزمى لإتمام الصفقة المهينة التى أوصلتنا إلى مشهد ماسبيرو الدامى .

فقدان العدالة يترك شعوراً بالغبن والظلم فى النفوس التى تنتظر اللحظة المناسبة لإخراجه عدواناً وتدميراً والرسالة التالية للقارىء العزيز الأستاذ / محمود منصور تحكى لنا مأساة حقيقية من مآسى ملف العنف الطائفى والسبب الرئيس فقدان العدالة .. يقول فيها :

" الأخ العزيز / سمير العركي

تحية وتقدير لك ولأرائك الصائبة التي نقدرها ولكن منذ ثلاثين عاما وقبل وفاة الرئيس محمد أنور السادات تنازع المسلمون والمسيحيون علي أرض لبناء مسجد وكنيسة وتراخت الدولة في حل المشكلة وتركت المواطنين يحلونها بطريقتهم فلا هي أصدرت قرارا بان هذه الأرض مخصصة لمسجد أو مخصصة لبناء كنيسة وتقوم بحل الخلاف بين الطرفين فقام المسلمون بوضع يدهم عليها فكانت النواة لمسجد النذير ..

فرح المسلمين لترك الحكومة لهم الزمام ليتصرفوا كيفما شاءوا ولكن خرج علينا بعض المسيحيين وقتلوا المسلمين وهم يصلون في المسجد وهرب القتلة تحت أعين جهات الأمن بعد أن أغمضوا الأعين فرد المسلمون بحرق كل منازل ومحال المسيحيين تحت حراسة الشرطة وكنا فرحين أن الشرطة لا تتدخل لحماية المسيحيين .

وهكذا فلا المسيحيون الذين قتلوا المسلمين حوكموا إلي الآن ولا المسلمون الذين حرقوا بيوت المسيحيين حوكموا وكأننا نعيش في غابة وكل طرف سعيد أن الدولة تركته يتحرك بحرية للحظة ولم يكن أحد يدري أنه فخ تدبره الحكومة للشعب لتقوم بأكبر عملية اعتقالات لكل طوائف الشعب وكل التيارات إسلاميين وعلمانيين . يسار ويمين .

الآن أين دور الدولة ولماذا لا تعاقب كل من يتدخل للتعدي علي دور العبادة ففي كل الحالات التي تمت منذ رحيل مبارك وهي نستعمل نفس أسلوبه ويظل الاحتقان تحت الرماد ونكتفي بعناق الشيوخ والقساوسة .

أليس من الأفضل أن يحاكم من حرض وشارك في حرق الكنيسة حتي وان كانت مخالفة لأنهم نصبوا أنفسهم دعاة وقضاة وجلادين في وقت واحد وعينوا أنفسهم حكومة ذاتية ومعاقبة كل من اعتدي علي مواطن أو شارك في قتل مواطن سواء من المدنيين أو العسكريين في النهاية لا يسعني إلا أن أذكر قول الله تعالي :

"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ " فالدعوة بالفعل أفضل من مئات الخطب "

انتهت رسالة القارىء العزيز وأضم صوتى إلى صوته فى وجوب تطبيق العدالة على الجميع بلا تفرقة وليس كما يريد مرتادو علب الفتن الفضائية من أن نراعى شعور الأقباط المحتقن ونلتمس لهم العذر فى اعتدائهم الوحشى على ضباط وجنود القوات المسلحة فى مشهد أدمى قلوب كل المصريين مسلمين وأقباطاً لأن الجيش المصرى بقية باقية من زمن أمتنا الجميل ومن المحال أن يرضى أحد بما حدث له .

[email protected]

 

المصدر: المصريون
abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 40 مشاهدة
نشرت فى 17 أكتوبر 2011 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

321,285