موقع الدكتور محمد عبد البديع السيد جامعة بنها

يهتم بالبحوث الأكاديمية في مجال الإذاعة والتليفزيون وكل فنون العمل الإذاعي والتليفزيوني

هناك العديد من الأسس التى يصنف وفقا لها الخبر الإذاعى والأخبار بوجه عام  وتأتى أهمية معرفة هذه الأسس ليس فقط من أجل مكونات أو بناء نشرات الأخبار ولكن أيضا من أجل الاستفادة بها فى تحقيق نوع من التوازن فى الممارسة الإخبارية للوسيلة كما أن بعض معايير تصنيف الأخبار يمكن من التمييز بين الخبر الإعلامي الصادق والخبر الدعائي المغرض فمعرفة أسس تصنيف الأخبار تفيد جانب النظرية والممارسة الإخبارية على السواء .

                ولأن الأخبار هى الوجه الآخر للأنشطة الإنسانية بتعددها وتنوعها فهى تتنوع وفقاً لذلك ويصبح لكل نوع منها عناصره الخاصة التى تميزه عن غيره فأخبار الكوارث الطبيعية والحوادث ذات الصبغة الإنسانية تحددها عناصر معينة وأخبار السياسة والحكومة والمؤتمرات وما الى ذلك تحددها عناصر أخرى .  

 

وقد درج البعض على تقسيم الأخبار تقسيماً نوعياً على ضوء البسيط منها والمركب وحددوا الأنواع البسيطة فى أخبار الشخصيات والأنباء الموجزة والحوادث والحرائق والأحوال الجوية بينما شملت الأنواع المركبة الخطب والاستعراضات والمقابلات والمناسبات الخاصة وأخبار المال والأعمال والدوائر الحكومية والسياسية وهناك نوع ثالث أطلق عليه الأخبار الخاصة وتشمل العلوم والاختراعات والموضوعات التى تعالج الزوايا الإنسانية وأخبار المجتمع والرياضة .

 

     كما تتنوع الأخبار فى الراديو تنوعاً كبيراً كما يلى :          

        الأخبار المحلية :  وهى أول ما يبحث عنه المستمع المحلى فى إذاعته الوطنية وحتى لا يلجأ الى إذاعات أخرى أجنبية يستقى منها المعلومات عن بلده  وهى الأخبار التى تصف أحداثاً أو نشاطاً ما يقع داخل حدود الدولة أو التى تتعلق بالدولة وأبنائها حتى لو وقع هذا الخبر خارج حدود الوطن فالأخبار التى تتناول مناقشات الأمم المتحدة لدولة من الدول خبر محلى بالنسبة لمستمع هذه الدولة حتى ولو كان مسرحه فى الخارج ومصادره فى الغالب أجنبية كوكالات الأنباء ..

     الأخبار الأجنبية  او الأخبار الخارجية :  وهى التى تصف أحداثاً أو نشاطاً يقع خارج الدولة أو فى العالم الخارجى وأهمية هذه الأخبار تنحصر فى أنها تثقف الشعوب سياسياً وتجعلها تقف على ما يدور حولها فى العالم من أحداث حيث ان الإذاعة تطوف بالمستمع فى جميع أنحاء العالم فى دقائق وثوان فضلاً على أن الحدث الذى يجرى فى أى مكان فى العالم لا تقتصر حدوده على المكان الذى يحدث فيه وانما قد يمتد الى الأنسان فى أى مكان آخر نتيجة لعدد من العوامل والظروف وأن المعلومات عن الشعوب فى الدول المختلفة لها أهمية كبيرة فى عملية اتخاذ القرارات السياسية لأن العلاقات بين الحكومات تتأثر حالياً تأثيراً  شديداً برأى الشعوب .

         التصنيف التقليدى للأخبار :  وهو الذى يصنف الأخبار سواء أكانت داخلية أو خارجية والفصل بينهما يجرى فى الواقع وفق اعتبارات جغرافية فالأخبار الداخلية هى الأحداث والأنشطة التى تجرى داخل حدود الوطن بينما الأخبار الخارجية أو التى يطلق عليها الأخبار الدولية أو العالمية هى كل ما يحدث خارج أرض الوطن . أو كانت متوقعة أو غير متوقعة على أساس أنها أخبار سياسية وأخبار اجتماعية وحوادث واقتصاد ورياضية وأخبار شخصية وأخبار الأدب والمرأة والعلوم على أن هناك أحداثاً تثير المستمع وتؤثر فى الرأى العام بفئاته المختلفة على السواء وهى الأحداث العالمية التى يكون لها صدى انسانى فى النفوس وهى الأخبار التى تؤثر فى الأنسان باعتباره عضواً فى الأسرة الانسانية كلها .

 

ويرى خبراء الإعلام أن نشرة الأخبار لابد وأن تتنوع أخبارها إذ يجب أن تشتمل النشرة على الأخبار السياسية والاجتماعية والاقتصادية المحلية والأجنبية كما يرون ضرورة تنوع الحيز الزمنى وهو بمثابة المساحة التى تمثلها هذه الأخبار على اختلافها .

 

فليس من المعقول أن تكون الأخبار جميعها على درجة واحدة من الأهمية إذ لابد أن تقفز الأهمية بالنسبة لبعض الأخبار على بعضها الآخر وهذا ما يجب مراعاته عند ترتيب النشرة ووضع الأخبار بداخلها  الأخبار المتوقعة  : المقصود بالأخبار المتوقعة أى التى يكون المحررعلى علم بها قبل وقوعها أو تعرف مقدماً كاجتماع قادم أو مؤتمر محدد موعده فى زمن لاحق أو زيارة لمسئول أو مباريات رياضية وهى عادة من المناسبات ذات المواعيد المحددة مسبقاً مثل اجتماعات المجالس الرسمية والمقابلات السياسية والزيارات الرسمية وجلسات المحاكمات الهامة وعقد المؤتمرات الصحفية والمناسبات العامة وهذه الأخبار قد تكون داخلية أو خارجية وإذاعة الخبر المتوقع لا تفقده أهميته وجديته لأنه ليس المهم أن يعرف المستمع الخبر المتوقع ولكن المهم لديه هو ما سيسفر عنه الخبر المتوقع .

       الأخبار غير المتوقعة :  وهى الحوادث المفاجئه والتحولات فى سير الأحداث العادية مثل سقوط الطائرات أو الحرائق أو حوادث الطبيعة كالزلازل والبراكين والأزمات السياسية والانقلابات والثورات  والاغتيالات والحروب  والهزائم المفاجئة وغيرها . والأخبار غير المتوقعة هى التى تخلق الأخبار الساخنة وهى التى ترفع من قيمة نشرات الأخبار وتجذب انتباه المستمع وقد تتحول الأخبار المتوقعة الى أخبار غير متوقعة مثلاً الخبر المتوقع لاجتماع مقبل أو جلسة روتينية لمجلس نيابى فى بلد من البلدان قد تتحول الى خبر غير متوقع عندما تنقلب الجلسة الهادئة الى جلسة صاخبة قد يترتب عليها نتائج سياسية خطيرة وغير متوقعة . وهذه الأحداث غير المتوقعة هى التى تصنع الأخبار الهامة فى الإذاعات فى معظم الأحيان .

 

         وهناك من أشار إلى أهم أسس تصنيف الأخبار فى عشرة عناصر أساسية هى :

     1 - الموضوعية: يمكن تقسيم الأخبار الإذاعية على أساس مدى موضوعيتها الى قسمين :

أ -  أخبار موضوعية : وهى تلك الأخبار التى يتم اختيارها وصياغتها وتقديمها وفق ما حدث تماما أى بدون أن تهدف الإذاعة إلي أن يفهم المستمع الأحداث خلافا لما وقعت به .

      ب – أخبار ملونة : وهى عكس الأخبار الموضوعية بمعنى أنها تهدف الى أن يفهم المستمع الأحداث ليس كما وقعت بالضبط ولكن كما تريد السياسة الأخبارية للإذاعة أن يفهمها حتى ولو كان ذلك على حساب الإخلال بالحقيقة .

      2 - المصدر : هناك من قسم الأخبار على أساس مصادرها

     فهناك أخبار مجهولة المصدر:  بمعنى عدم ذكر المصدر الذى تم الحصول منه على الخبر .

   وهناك أخبار غير محددة المصدر:  بمعنى عدم ذكر المصدر تحديدا كأن يقال وصرحت مصادر مطلعة أو مصدر مسئول .

   وهناك أخبار محددة المصدر:  وهى التى تذكر صراحة مصدرها .

إن ذكر المصدر من مستلزمات الخبر الإذاعى الناجح بل انه يكون ضرورة فى حالات معينة خاصة عندما يتعلق الأمر بعدم التأكد من حدث معين .

 

من جهة ثانية هناك تقسيم للأخبار على أساس طبيعة المصدر فهناك أخبار من مصادر رسمية أى ذات صفة قانونية ورسمية فى المكان أو الأماكن المرتبط بها الحدث وهناك أخبار من مصادر غير رسمية بمعنى الحصول عليها إما من الأفراد العاديين او من واقع الحدث مباشرة  وفق رؤية المندوب أو المراسل .

 

     3 -  تكوين الخبر : قد يتكون الخبر من واقعة واحدة وقد يتضمن عدة واقعات وحسب ذلك يمكن تصنيف الخبر إلي قسمين :

الأول : خبر بسيط : وهو الذى يتضمن حدثا واحدا كخبر عن ارتفاع سعر الدولار أو وفاة شخصية هامة .

 والثاني خبر مركب : وهو الذى يتضمن أكثر من واقعة مرتبطة بالحدث الرئيسي كخبر عن الغزو العراقى للكويت وما صاحب هذا الغزو من احتلال مواقع معينة وعمليات سلب ونهب ومقاومة شعبية كويتية وإدانة من المجتمع الدولى فرغم أن هذا الخبر فى جوهره عن الغزو العراقى للكويت إلا أن الغزو فى حد ذاته لم يكن الواقعة الوحيدة وإنما هناك عدة واقعات ارتبط به وعبر عنها الخبر  .

 

      - أسلوب العرض : يمكن أن تقسم الأخبار حسب أسلوب عرض الأحداث المتضمنة فيها الى قسمين :

 أخبار مجردة وأخبار مفسرة : فالأخبار المجردة هي التي تقتصر على تقديم الحدث والأخبار المفسرة هى التى تقدم الحدث وتفسره  قد يكون هذا التفسير من خلال خلفية معلومات أو آراء أو كليهما وعلى هذا فإن الأخبار المفسرة تنقسم إلي أخبار مفسرة بخلفية معلومات وأخبار مفسرة برأى وأخبار مفسرة بمعلومات وآراء وبالتالى فإن تضمن الخبر لآراء معينة قد يجعله ملونا وقد لا يجعله إذ أن ذلك يعتمد على أكثر من عامل مثل ما الهدف من الرأى ؟ والهدف الرئيس من التفسير هو زيادة الفهم بمعنى أن القصة الخبرية تفقد معناها إذا أخفق المحرر فى تقديم المعلومات الضرورية للفهم .

     5 -  محور التركيز : الخبر فى جوهرة تعبير عن حدث معين وبالتالى فالإنسان هو صانع الخبر وكثيراً ما نسمع ونقرأ أخباراً تدور حول الشخصيات فقط مثل أخبار الاستقبالات واللقاءات دون التطرق إلي القضايا والموضوعات التى تم التباحث فيها مثل هذه الأخبار تسمى أخبارا محورها الشخصية وهناك أخبار محورها الحدث بمعنى أنها تعرض الأحداث الرئيسية والتفصيلية دون أن تلقى اهتماما مذكورا للأشخاص المتضمنة فى هذه الأحداث وهناك نوع ثالث من الأخبار يركز على الأحداث والشخصيات معاً بمعنى أنها تبرز الحدث وكذلك تبرز الشخصيات باعتبارها فاعلا أو مفعولا بها فى هذا الحدث .

 

وعلى هذا الأساس فإنه حسب محور التركيز تنقسم الأخبار الى ثلاثة أنواع :

أ– أخبار محورية الحدث  ب – أخبار محورية الشخصية

 ج – أخبار محورية الحدث والشخصية .

 

     6 - الإعداد : تعتمد وكالات الأنباء المحلية والعالمية على مندوبين ومراسلين على دراية كافية بشئون العمل للأخبار بكافة مراحله فى بعض الأحيان يصل الى الإذاعة أخبار تذاع كما هى أى أن الإذاعة تقدمها كما تلقتها من وكالة الأنباء دون إعادة صياغتها أو إجراء تغييرات عليها سواء بالحذف أو الإضافة أو التعديل مثل هذه الأخبار تسمى بالأخبار الجاهزة غير أن هناك نوعية أخرى من الأخبار تسمى  الأخبار المبدعة أي التى تضح فيها القدرة الإبداعية للمحرر فهو يحصل على العديد من المعلومات عن الحدث الواحد أكثر من برقية من وكالات الأنباء أكثر من خبر من الإذاعات والصحف الأجنبية والمحلية أكثر من مقابلة تتم مع مصادر مختلفة فى إطار كل ذلك يحصل المحرر على معلومات وأكثر من قصة خبرية عن الحدث الواحد ويكون عليه أن يصيغ ويبدع خبرا عن هذا الحدث فى هذه الحالة يسمى هذا الخبر خبرا مبدعاً فعنصر الإبداع هنا اتضح فى قدرة المحرر على إيجاد توليفة متكاملة من المعلومات التى حصل عليها وصاغ هذه التوليفة بأسلوب إذاعي ذي لغة واضحة وخبرة تتسم بالدقة والبساطة والشمول .     

7- الاتجاه أو التأثير المتوقع : يمكن تقسيم الأخبار حسب التأثير المتوقع إلى الأنواع الآتية :

أ– أخبار إيجابية : وهى تلك الأخبار التى تعبر عن أحداث تتعلق بالتنمية وحل المشكلات وإنهاء الأزمات والتوترات وتحقق التعاون وتدعيم السلام والتفاهم .

ب– أخبار سلبية : مثال ذلك أخبار الكوارث وحالات الإخفاق والعنف والصراع والانتكاسات والحماقات المتطرفة وبصفة عامة كل ماله وقع سيئ على النفس الإنسانية السوية .

 ج – أخبار إيجابية / سلبية : وهى التى تتضمن معنى الإيجابية والسلبية وفق ما أشير إليه مثال : أزداد القتال ضراوة على الساحة السودانية بين قوات ما يسمى بجيش جون جارانج الجنوبى والجيش السودانى وقدرت الخسائر بحوالي ألف قتيل وجريح وذلك فى الوقت الذى يواصل فيه الرئيسالسودانى  جهوده لإحلال السلام والأمن كما أعلنت الأمم المتحدة تأييدها الكامل لجهود الرئيس السودانى فى هذا الخصوص . فى هذا الخبر معنى السلبية فى حدة القتال وضراوته الخسائر التى قدرت بألف قتيل وجريح ونلاحظ معنى الإيجابية فى جهود الرئيس لإحلال السلام وإنهاء الصراع المسلح تضامن الأمم المتحدة مع جهود السلام .     

د– أخبار غير محددة : وهى تلك التى لا تتضمن معنى الإيجابية أو معنى السلبية مثال : تجتمع اللجنة السياسية بمجلس الشعب اليوم لتحديد موعد انتخابات المجالس المحلية والواقع أن تقسيم الأخبار حسب الاتجاه لابد أن يأخذ بنوع من التحفظ لسبب أساسي هو أن ما قد يكون إيجابيا للبعض قد يكون سلبياً للبعض الآخر وما قد يكون غير محدد للبعض قد يكون محدداً وذا مغزى إيجابي أو سلبي للبعض الآخر .                                                                                  8  -  طبيعة وقوع الحدث : يمكن تقسيم الأخبار إلي ثلاث مستويات وفق هذا الأساس :

أ– أخبار معروفة أو مؤكدة : وهى تلك الأخبار التى يكون المندوب أو المراسل على علم أو معرفة بأحداثها قبل أن تقع مثال ذلك أن يعرف المندوب بأن مجلس الوزراء سيعقد اجتماعا فى الحادية عشرة صباح غد لمناقشة مشكلة الديون .

 ب– أخبار متوقعة : وهى تلك الأخبار التى يتوقع المندوب أو المراسل وقوعها مثال ذلك أن تقع أزمة دبلوماسية بين دولتين فى ظروف وتداعيات خاصة بدرجة يتوقع معها حدوث مواجهة عسكرية بينهما أو فشل مفاوضات بين دولتين مع تحرك لقوات الجانبين على الحدود بدرجة يتوقع معها حدوث المواجهة العسكرية .

 ج– نطاق التغطية الجغرافية : على أساس نطاق التغطية الجغرافية للخبر يمكن تصنيف الأخبار إلي سبعة أقسام رئيسية :

          1 - الأخبار المحلية : وهى الأخبار الخاصة بالأحداث داخل الدولة المعنية مثال ذلك خبر عن انتخابات المجالس المحلية بمصر أو أخبار الامتحانات الثانوية العامة .

  2– الأخبار الإقليمية : وهى تلك الأخبار الخاصة بأحداث وقعت فى دولة أو أكثر تنتمي إلي إقليم معين يضم أكثر من دولة فالمنطقة العربية مثلا تضم أكثر من دولة ويمكن تصنيف أخبارها إجرائياً إلي أخبار إقليمية كالأخبار الخاصة بالإصلاحات السياسية فى السودان أو اجتماع قادة دول مجلس التعاون الخليجي .  

3- الأخبار الدولية : وهى الأخبار الخاصة بدول أخرى غير الدولة المعنية وكذلك غير الدول التى لا تنتمي إلي الإقليم المذكور مثال ذلك خبر عن المجاعة فى إحدى الدول الأفريقية أو غير ذلك من الأخبار التى تتناول أحداثاً وقعت فى مناطق أخرى من العالم .

4-  أخبار محلية / إقليمية : وهى تلك الأخبار التى تتناول أحداثاً تخص الدولة المعنية بالإضافة إلي دولة أو أكثر من دول الإقليم الذى تنتمي إليه هذه الدولة المعنية مثال ذلك خبر عن العلاقات المصرية السورية أو التعاون العسكري بين مصر ودول الخليج .

5-  الأخبار المحلية / الدولية : وهى الأخبار التى تتناول أحداثاً خاصة بالدولة المعنية ودولة أخرى أو أكثر تقع جغرافياً خارج الإطار الإقليمى مثال ذلك خبر عن العلاقات المصرية الأمريكية .

6- الأخبار الإقليمية الدولية : فإنها تلك الأخبار التى تتناول كل ما يخص دولة أو أكثر فى النطاق الإقليمي إضافة الى دولة أخرى أو أكثر خارج هذا النطاق مثال ذلك خبر عن أزمة العلاقات الليبية الأمريكية أو التعاون الاقتصادي بين غرب أوروبا ودول الخليج العربية .

7- الأخبار المشتركة:  وهى تلك الأخبار التى تتناول كل ما من شأنه الجمع بين الأبعاد الثلاثة المحلية والإقليمية والدولية مثال ذلك خبر عن اجتماع مسئول أمريكى مع وزراء الاقتصاد فى مصر ودول مجلس التعاون الخليجى لبحث العلاقات الاقتصادية الدولية وانعكاساتها على المنطقة

 

ويمتاز هذا التقسيم بأنه يستوعب جميع الأخبار بمعنى أن أى خبر يمكن أن يصنف تحت أى نوعية من النوعيات السابقة كما أن الخبر الواحد لا يمكن أن يدرج تحت أكثر من نوعية هذا بالإضافة الى إمكانية إحداث تقسيمات فرعية داخل كل خبر سواء كان محلياً أو إقليمياً أو دولياً فإذا قدمت إذاعة القاهرة مثلاً أخباراً عن دول العالم الثالث فإنه يمكن تصنيف هذه الأخبار حسب القارة التى تتعلق بها آسيا ، أفريقيا ، أمريكا اللاتينية .

 

 وكذلك يمكن تصنيف هذه الأخبار وفق الإقليم أو الدولة داخل كل قارة وإذا قدمت إذاعة القاهرة أخباراً عن الوطن العربى فيمكن تصنيف هذه الأخبار حسب أكثر من مستوى دولة عربية واحدة أكثر من دولة عربية المناطق الفرعية داخل الوطن العربى مشرق عربى ، مغرب عربى حوض وادى النيل .

         إن تصنيف الأخبار حسب الأسلوب المشار إليه يمكن أن يعيننا فى معرفة وتحقيق التوازن فى الممارسات الأخبارية بحيث لا تركز على دولة أو منطقة معينة وتهمل الأخرى كما يفيد أيضا فى معرفة وتحليل أسباب عدم التوازن فى هذه الممارسات خاصة إذا علمنا أن الدعوة إلي إقامة أى نظام إعلامى دولى متوازن تضمنت ضرورة الالتزام بالمعيار الجغرافى فى الممارسات الإخبارية  .

 

     9 - مضمون الأخبار الإذاعية : كثيراً ما تصنف الأخبار وفق مضمونها :

       فهناك الأخبار السياسية والاقتصادية والعسكرية وهناك الأخبار العلمية وأخبار الفن والأدب والرياضة والقانون  .

والواقع أن تصنيف الأخبار حسب مضمونها يفضى إلي وجود تقسيمات

لا ينتهى عددها ومهما تم حصر أنواع  الخبر وفق المضمون فإنه لابد أن توجد أخبار خارجة عن هذا الحصر كما أن هناك عديداً من الأخبار التى لا يمكن تصنيفها تحت نوعية واحدة من المضمون خاصة فى ضوء طبيعة التعقيد والتشابك فى القضايا المعاصرة وتعدد جوانبها فالخبر الواحد بخصوص الصراع العربى الإسرائيلي مثلا يمكن أن يتضمن هذا الصراع فى أبعاده السياسية أو الاقتصادية أو العسكرية أو الثقافية والحضارية نفس المنطق فى الخبر الخاص بأزمة معينة حيث يمكن أن يتناول الخبر الجانب العسكري أو الاقتصادي أو السياسي فى الأزمة .

 

فى مثل هذه الحالات كيف يستقيم منطق تصنيف الخبر الخاص بقضية معينة على أساس أنه سياسي مرة واقتصادى مرة ثانية وعسكري مرة ثالثة ثم أنه فى أحيان كثيرة يتضمن الخبر الواحد نوعيات مختلفة من المضمون تعبر عن أبعاد عديدة مثال ذلك خبر يقول : اجتمع مجلس الأمن اليوم لمناقشة مشروعات القرارات التى ستتخذ ضد الغزو الإسرائيلى لأراضىالسلطة الوطنية الفلسطينية وبحث الآثار الاقتصادية والسياسية لهذا الغزو يأتى هذا فى الوقت الذى تصاعدت فيه الاشتباكات المسلحة بين المقاومة الفلسطينية وقوات جيش الاحتلال الاسرائيلى .

 فهذا الخبر يتضمن : بعدا سياسياً " اجتماع مجلس الأمن  بحث الآثار السياسية"  وبعدا اقتصادياً " بحث الآثار الاقتصادية"  وبعداً عسكرياً "   الاشتباكات المسلحة بين المقاومة الفلسطينية والقوات الإسرائيلية".

 

             والسؤال هو : تحت أى تصنيف يمكن أن ندرج مثل هذا الخبر . هل هو خبر سياسي أم اقتصادي أم عسكري ؟ .

      من ذلك يتضح أنه من الصعوبة تصنيف الأخبار وفق مضمنها وإنما يمكن الاستفادة من هذا التصنيف إذا ما كنا بصدد بحث جوانب التناول الإخباري لقضية واحدة أى أن يكون الهدف معرفة الأبعاد المختلفة التى تم تناولها إخباريا فى سياق المعالجة الأخبارية لهذه القضية سواء كانت أبعادا سياسية أو اقتصادية أو عسكرية أو غيرها .

   وعلى هذا الأساس فإن القول بأن هناك أخبارا سياسية وأخرى اقتصادية ينبغي أن يكون فى حدود معينة بل وان يأخذ فى اعتباره بعض المحاذير وان كنا فى الوقت نفسه قد نجد  بعض الأخبار ذات الصفة السياسية والاقتصادية أو العسكرية البحتة . غير أنه على الجانب الآخر هناك العديد من الأخبار التى يجمع فيها بين كل هذه الصفات الثلاث بمعنى أن الخبر الواحد يتضمن بعدا سياسيا وآخر اقتصاديا وثالث عسكريا كما سبقت الإشارة  .

  ولكن أليس من الملاحظ أن هناك موضوعات إخبارية معينة هى التى محل تركيز مكثف من جانب وسائل الإعلام المختلفة بدرجة أكبر بكثير من غيرها من الموضوعات ؟ ثم أليس هناك أضرارا معينة من جراء الاهتمام المكثف بنوعية معينة من المضمون وعدم الاهتمام بالنوعيات الأخرى ؟ .

 

بالنسبة للشق الأول من السؤال يلاحظ أن هناك اهتماما ملحوظا من جانب الإذاعة وغيرها من وسائل الإعلام بالمضمون الاخبارى ذى الصفة السياسية والعسكرية والاقتصادية بدرجة واضحة عن النوعيات الأخرى من المضمون ولعل هذا يفسر فى ضوء اعتبارات متعددة يمكن توضيحها على النحو التالي :

       أ - .بالنسبة للمضمون السياسي : يمكن أن يرجع اهتمام الإذاعة بالمضمون السياسي لعدة أسباب  هى :                 

   – سبب تاريخي : حيث أن المادة السياسة كانت من أوائل نوعيات المضمون التي اهتمت الإذاعة بها منذ البداية قبيل وأثناء الحرب العالمية الأولي ، علي سبيل المثال استمع آلالف من الهواة في منطقة نيويورك إلى الإذاعات الإخبارية عن انتخابات الرياسة الأمريكية في سنة 1916 من محطة دى فورست ، وخلال الحرب الأولى سيطرت الدولة المتصارعة على أجهزة اللاسلكي التجارية ، وأجبرت محطات الهواة على وقف أجهزتها ، ولعب الراديو التليفوني دوراً هاما في الحرب .

سبب سياسي : حيث نشأت الإذاعة غالباً مرتبطة بسياسة الدولة وحتى في الدولة التي تخضع فيها الإذاعة للقطاع الخاص يوجد تدخل حكومي بشكل أو بآخر يختلف من دولة إلى أخرى ، كما يوجد في هذه الدول خدمات إذاعية كاملة تخضع لسيطرة الدولة وتعبر عن سياستها .

اهتمام وكالات الأنباء الدولية بالشؤون السياسية : وهذه الوكالات هي المصدر الرئيسي لأخبار الإذاعة ، وقد يقال إن اهتمام وكالات الأنباء بالشؤون السياسية يرجع إلى اهتمام الإذاعة بها باعتبار الإذاعة هي العميل أو الزبون لوكالات الأنباء ، ولابد من إرضاء العميل ، غير أن هذا الجدل لا محالة له ، فالإذاعة ووكالات الأنباء كلها تهتم بالشؤون السياسية .

إن الأحداث السياسية تتضمن قيما إخبارية عالية : سواء كانت أخباراً سياسية داخلية أو خارجية فهي تتعلق بقضايا تمس حياة الجمهور بشكل مباشر ، وتؤثر في مصيره حاضراً أو مستقبلاً .

سهولة الحصول على المادة السياسية من مصادرها المتعددة :  حيث توفر أغلبية الدول مصادر تقليدية للأخبار الخاصة بسياستها ، سواء كانت هذه المصادر مؤسسات دعائية ، أو إعلامية ، أو مؤتمرات صحفية دورية وغير دورية يعقدها رؤساء الدولة أو رؤساء الحكومات ، كل ذلك يجعل المادة السياسية من السهولة الحصول عليها بل قد تأتى مندوب الإذاعة بطريقة ثابتة ومضمونة .

  –الأحداث السياسية السرية : إذا أمكن الحصول على أخبار عنها تكسب الإذاعة مكانة خاصة ، وترفع من قيمة هذا المصدر ، الأمر الذي يجعل المصادر الإخبارية المختلفة تتنافس فيما بينهما للحصول على هذه النوعية .

 

ب- بالنسبة للمضمون العسكرى :

 

الاهتمام بالمضمون العسكري يرجع أساسا إلى أن الصراع هو المميز للعلاقات الدولية والاجتماعية بصفة عامة ، بمعنى أن الصراع حقيقة قائمة فى العالم المعاصر ، فهذا العالم يتكون من جملة من التصورات والسلوكيات والمواقف والمصالح المتباينة والمتصارعة الموجودة بين الأفراد ، أو الجماعات أو الدول أو المنظمات أو التنظيمات والتكتلات ، وقد أصبح العالم المعاصر يعج بالصراعات الحارة والباردة ، الفعلية والمصطنعة ، المادية والعقائدية ، ورغم أن الصراع ظاهرة قديمة قدم التاريخ القدم البشرى ، إلا أنه ازداد تعقيدا مع تطور الحياة على الأرض ، بل إنه ازداد انتشارا فى كل ميادين الحياة ، وازدادت حدته لدرجة أنه لم يعد بالإمكان فهم العلم المعاصر دون فهم صراعاته وأزماته المحورية .

من جهة أخرى فإن الاهتمام الدولي المكثف بالتسليح وإنتاج أدوات الحرب ذات القدرة التدميرية الهائلة مع وجود العديد من الأنشطة الهادفة إلي تجنب البشرية ويلات الحروب تشكل أحداثا ذات قيمة إخبارية مرتفعة .

 

ج – بالنسبة للمضمون الاقتصادي :           

 من المعروف أن الجانب الاقتصادي يؤثر في حياة  الإنسان وبقائه بشكل مباشر ، وقد ظهر العديد من المشاكل ذات الارتباط الوثيق بالجانب الاقتصادي الذي هو محرك الحياة ، سواء بالنسبة للفرد أو الجماعة ، فهناك مشكلات الفقر ، والبطالة ، تباطؤ النمو الاقتصادى . ركود التجارة الخارجية ، عدم استقرار سوق السلح، خلل في تدفق الأموال وتوزيعا، تزايد الديون ... إلخ، كل هذه الأمور وغيرها شكلت فى مجملها مظاهر مشكلات اقتصادية عالمية امتدت آثارها إلى الغالبية العظمى من البشر أينما كانوا ، وبالتالي ليس غريبا أن تكون هذه المشكلات محل اهتمام النشاط الإخبارى لوسائل الإعلام عموما ، وليس معنى ذلك أن اهتمام وسائل الإعلام بالناحية الاقتصادية متوقف على حدوث أزمة أو مشكلة اقتصادية ، إذ أن هذا الاهتمام قائم فى كل الأحوال أن الجانب الاقتصادى ذو تأثير مباشر فى حياة الإنسان ، أفراد أو جماعات ، فى كل وقت وفى أى مكان .

 

ننتقل الآن إلى الشق الثانى من السؤال الذى تم طرحة أيضا وهو : هل هناك أضرار من جراء تكثيف الاهتمام بنوعية أو بنوعيات معينة من المضمون الإخبارى ، وعدم الاهتمام بالنوعيات الأخرى ؟ .

  إن الاهتمام بالنوعيات الإخبارية السياسية والعسكرية والاقتصادية يصحبه غالبا قلة أو عدم الاهتمام بالنوعيات الأخرى من أخبار ثقافية واجتماعية وخدمية ، وبالتالي لا تكون لدى الجمهور المعرفة الكافية بالعديد من الأنشطة ، فكم من أنشطة ثقافية لا يعرف عنها الجمهور شيئا مذكورا ، أو لا يعرف عنها شيئا على الإطلاق ، وكم من فرص خدمات داخلية وخارجية متاحة ولكن قلة وسائل الإعلام بها أفضت إما إلى عدم المعرفة بهذه الفرص ، أو إلى تشويه المعرفة وانتشار الشائعات وتضارب الأقوال .

 من جهة ثانية فإن الاهتمام بنوعيات معينة من المادة الإخبارية دون النوعيات الأخرى يفضي إلى إحداث نوع من عدم التوازن فى الاهتمام بالمناطق المختلفة فى العالم ، فهناك دول ذات نفوذ واسع فى السياسة الدولية وتؤثر فى مسار النظام السياسى الدولى ، وهناك دول قوية اقتصادياً وهناك مناطق فى العالم تعرف بأنها المناطق الساخنة أى التى تدور فيها الحروب والمواجهات العسكرية باستمرار ولذلك فإن الاهتمام بالشئون السياسية والاقتصادية والعسكرية يجعل الأخبار تتركز على هذه المناطق مع إهمال المناطق الأخرى

 

 ومن جهة ثالثة فإن تركيز المادة الإخبارية على نوعية المضمون ، يفقد هذه المادة ميزة التنوع ويفضى إلى التشبع وعدم مبالاة المستمع بالأحداث . فالأحداث التى جرت على الساحة اللبنانية منذ عام 1975 وحتى استسلام العماد ميشيل عون فى أكتوبر 1990 ـ كان اهتمام المستمعين بها فى البداية أمرا ملحوظا ، ولكن مع استمرار تركيز الأخبار على ما يدور فى لبنان من مآس وحروب ، قل اهتمام المستمعين بها تدريجيا ، إلا فى وقوع أحداث ذات أهمية بارزة فى إطار مسار الأزمة اللبنانية كالغزو الإسرائيلي للبنان ، أو تدخل القوات الأمريكية والأعمال الانتحارية ضدها …

 المنطق نفسه بالنسبة للأحداث الخاصة بالصراع العربى الإسرائيلي ، هذا ليس معناه ألا تهتم المادة الإخبارية المذاعة بمثل هذه القضايا ، بل إن هناك ضرورة إلى تقديم تغطية إخبارية معقولة لطل منها وكذلك لغيرها من القضايا والأحداث ، ولكن بشرط ألا يكون ذلك على حساب التنوع والتوازن فى المادة الإخبارية ككل .

 

 وأخيرا ، فإن التركيز على نوعية أو نوعيات معينة من الأخبار ، وإهمال النوعيات الأخرى يفضي إلى تحديد نطاق معرفة المستمع بحيث لا يتعدى القضايا مجال الاهتمام ، وباختصار فإن ذلك يؤدى إلى أثر سلبي أفقي هو التشبع وعدم اللامبالاة من جانب الجمهور أى فقدان قطاعات جماهيرية كبيرة ، ويؤدى أيضا إلى أثر سلبي هو تضيق نطاق معرفة الجمهور 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 2038 مشاهدة
نشرت فى 29 سبتمبر 2016 بواسطة abdelbadea

ساحة النقاش

الدكتور محمد عبد البديع السيد جامعة بنها

abdelbadea
أهتم بفنون الإعلام المختلفة ( الإخراج الإذاعي -سينما تسجيلية - تحرير الأخبار الإذاعية - بحوث الإذاعة والتليفزيون - التحرير الصحفي الالكتروني ) »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

7,345