هناك اختلافات هائلة فى تعريف الخبر من جانب الذين وضعوا هذه التعريفات فهؤلاء يختلفون مثلا فى الفكر والثقافة والاتجاهات والميول والتجارب الشخصية ويختلفون من حيث مكان العمل فبعضهم أكاديمي وبعضهم ممارس كما يختلفون أيضا من حيث رؤيتهم للاتجاهات السياسية العامة والرأي العام والخصائص المجتمعية التى تؤثر على الممارسات الإعلامية بما فى ذلك الأخبار أضف الى ذلك الاختلاف فى أسس تعريف الخبر فهناك من يركز على المدلول اللغوي ومن يركز على المدلول العملى التطبيقى وهناك من يركز على قيم إخبارية يراها أشد أهمية دون غيرها .
كل هذه الاختلافات بين اللذين حاولوا تعريف الخبر أدت إلي تعدد واختلاف تعريفاتهم له بالإضافة الى ذلك نجد أن بعض الذين حاولوا تعريف الخبر لم تسعفهم قراءاتهم وتجاربهم فى الوصول إلي المفهوم الحقيقى لجوهر العملية الخبرية فاختلط عليهم الأمر بين الخبر والحدث أو جاءت تعريفاتهم غامضة وغير مباشرة لا تساعد على الفهم والتفسير والاستيضاح كما أن البعض الآخر فى تعريفه للخبر لم يلتزم بما يجب أن يكون عليه تعريف أى مفهوم من حيث التعبير عنه فى أقل عدد ممكن من الكلمات وأن يكون فى صورة عبارة أو جملة قصيرة فجاءت تعريفاتهم القصيرة على حساب دقة التعريف وإيجابيته وشموله هذه الأسباب هى التى تفسر تعدد واختلاف تعريف الخبر من فرد الى آخر ومن مجتمع الى آخر ومن فترة زمنية الى أخرى ومن وسيلة اتصال الى اتصال آخرى وغير ذلك من المتغيرات التى تؤثر فى صياغة ومضمون أى تعريف للخبر أخذ فى الاعتبار صعوبة وضع تعريف شامل وصارم للخبر .
وانطلاقاً مما سبق يمكن تعريف الخبر الإذاعى بأنه :
وصف موضوعى دقيق لحدث أو رأى أو موقف أو فكرة أو قضية – تتوافر فيه قيم إخبارية تجعل الإذاعة تقدمه الى جمهورها .
الخبر هو سرد صحيح موقوت لأحداث وآراء وأمور من أى نوع تؤثر فى القراء وتثير اهتمامهم .
الخبر هة كل ما يحدث من أمور وكل ما توحى به الأحداث وكل ما يترتب على مثل هذه الأحداث .
الخبر يشمل جميع أوجه النشاط الجارى التى تثير الاهتمام الإنسانى العام وخير الأخبار ما أثار اهتمام أكبر عدد ممكن من الناس .
الخبر هو كل ما هو مجهول وأصبح معلوماً .
الخبر هو تقرير عن أكثر الأشكال أهمية وأعظمها شأناً وأقربها الى الواقع وأكثرها حداثة.
الخبر هو النبأ الذى لم تسبق إذاعته فى آخر نشرة أخبار تمت إذاعتها . الخبر هو ما يحدث أو ما حدث لتوه .
الخبر هو سلعة سريعة التلف والمستمع يهمه أن يسمع الخبر فور حدوثه أو قبل حدوثه .
الخبر هو كل جديد من المعلومات .
الخبر رواية محايدة لحدث ولا توحى برأى .
الخبر هو ما لم تكن تعرف عنه شيء بالأمس .
ومع تنوع تلك التعريفات نقف بالضرورة أمام التعريف الذى يقول إن الخبر عبارة عن رواية محايدة لحدث ولا توحى برأى والتى انبثقت عنها مقولة " النبأ محايد والتعليق حر " ويفرض نفسه السؤال : هل طبيعة الخبر أن يكون محايداً فعلاً ؟ وما معنى حيادية الخبر ؟
لا نستطيع التحدث عن حيادية الخبر بالنسبة لإذاعاتنا فى الدول النامية بصفة خاصة بمعزل عن مصادر الأخبار التى تستقى منها تلك الإذاعات أخبارها وأولها وكالات الأنباء العالمية ثم المراسلون والمندوبون والجهات المسئولة فى أجهزة الدولة أو المؤسسات الكبرى أو مكاتب الاستعلامات فى الدولة والاستماع السياسي للإذاعات الأجنبية المختلفة فإذا كنا نثق تماماً فى مراسلينا الوطنيين ومندوبينا والأجهزة الأجهزة الحكومية الوطنية فماذا عن وكالات الأنباء العالمية الكبرى ؟
إن تلك الوكالات منحازة تماماً للمصالح الغربية الاستعمارية ولكتل الاحتكارات الكبرى وقوى الضغط الصهيونية ونظام الإعلام الراهن يعمل على إبقاء نوع من الاستعمار السياسي والاقتصادي والثقافي ينعكس غالباً علي تفسير الأنباء المتعلقه بالبلدان النامية ،ويتجلي ذلك في إلقاء الضوء علي أحداث تكون أهميتها محدودة أو حتي معدومة فى بعض الأحوال وفى تجميع وقائع متفرقة وإبرازها على أنها كل وفى إبراز الوقائع بصورة تجعل الاستنتاج الذى يستخلص منها مواتياً بالضرورة لمصالح تلك الشبكة العالمية وفى تضخيم أحداث ضيقة النطاق بغية إثارة مخاوف لا مبرر لها وفى السكوت عن أوضاع غير مواتية لمصالح البلاد الأصلية لهذه الوسائل الإعلامية .
ولهذا ينبغى التدقيق فى الأخبار التى ترد إلى أقسام الأخبار فى الراديو ومراجعتها مراجعة متأنية من خلال رؤية شاملة واعية مسئولة لمجريات الأحداث وللمصالح الوطنية والقومية التى يجب أن توضع دائماً فى مكان الصدارة وبحيث لا يقبل المساس بها أبداً .
إن على العاملين فى أقسام الأخبار أن يكونوا على درجة كبيرة من الوعى والخبرة والذكاء والقدرة على الغور داخل الخبر من أجل الإلمام بكافة أبعاده . إن حياديةالخبر على إطلاقها إنما تمثل نوعاً من البلاهة التى قد تصل الى حد التفريط فى التزاماتنا الوطنية والقومية وتسمح للإعلام المعادى باختراق إعلامنا الذى يقع عليه عبء التصدى لأى عدوان وهناك العديد من المصطلحات والتعبيرات التى نستطيع بواسطتها إعادة صياغة الأخبار ووضعها فى حجمها الصحيح دون الإخلال بنزاهة الخبر وصدقه وطبقاً لطبيعة الخبر ذاته وهى :
- صرح = أدلي بتصريح .
- ذكر = قال دون تأكيد .
- أكد = قال مؤكداً .
- أعلن = قال على الملأ ( علانية ) .
- زعم = قال كذباً .
ادعى = قال دون أن يثبت صحة ما قال .
نفى = قال إن شيئاً لم يحدث
مصدر مطلع = شخص يعرف نتيجة إطلاعه على الحقائق .
مصدر مسئول = شخص له صفة رسمية .
مصدر موثوق به = شخص كلامه موثوق بصحته .
أحد المصادر = شخص غير موثوق به تمام الثقة .
ومن الجدير بالذكر = عندما نحاول استعادة ذاكرة الخبر بذكر ما .
مما يذكر أن = قد سبق وما قد يأتي بعد ذلك .
إن وضع الخبر فى حجمه الصحيح يسلتزم أيضاً توافر عدد من الشروط الأخرى التى ينبغى مراعاتها تماماً عند صياغة كافة الأخبار وهى : الصدق – الدقة – الوضوح – البساطة – الإيجاز – الفورية
ساحة النقاش