موقع الأستاذ الدكتور محمد عبد البديع السيد جامعة بنها

يهتم بالبحوث الأكاديمية وفنون العمل الإذاعي والتليفزيوني

authentication required

اتجاهات القائمين بالاتصال فى البرامج الدينية بالراديو والتليفزيون المصري نحو تجديد الخطاب الديني

دراسة ميدانية

 إعداد

دكتور محمد عبد البديع السيد

قسم الإعلام – كلية الآداب – جامعة بنها

 مقدمة

نعيش فى عالم متغير تتسارع خطاه فى شتى الاتجاهات وأن المرحلة التاريخية الراهنة حفلت بمتغيرات متعددة الأشكال والألوان مست جوانب الحياة العلمية والثقافية والفكرية والدينية وكان لها تأثيرها الملحوظ فى كثير من مضامين الأعمال الإنسانية فى شتى بقاع العالم بحيث لم يعد فى مقدور مجتمع من المجتمعات أن يعيش بعيدا عنها أو ينعزل فى دائرة محدودة من فكره وعاداته وتقاليده التى توارثها عبر الأجيال ( 1 ) .

والفكر الإنساني بلا تجديد ركود ناشز، فطبيعة الإنسان وفطرته تدعو إلى التجديد والتطوير، بل تعتبر عملية التجديد نسيج متلاحم للفكر الإنساني على اختلاف الأنساق الفكرية والعقدية، وهو شريان من شرايين البقاء في الحياة على صورة من العيش الكريم، ومعايشة التطور البشري بجميع أشكاله، وكل محاولة للتجديد لا بد لها من محركات فكرية وعقدية وثقافية وحضارية، تشكل الأساس الذي تتحرك منه، والقاعدة التي تسير عليها، وتعطي معرفة بأهداف هذا التجديد، والغرض من وراء تلك العملية التجديدية ( 2 ) .

‏,‏ وقضيه تجديد الخطاب الديني قضيه قديمة متجددة دائما وزاد من حدتها عصر العولمة وسقوط الحدود بين الدول وانتصار النزعة الإنسانية والدعوة إلي حضارة إنسانيه واحده تقوم بعمل مصالحه للإيديولوجيات المتعددة في إطار إنساني واحد‏,‏ ومن أهم التوجهات المعاصرة إليه كإنسان وإعطاؤه كل حقوقه الدينية والاجتماعية بغض النظر عن انتماءاته ( 3 ) .  وتعد عملية تجديد الخطاب الديني عملية مستمرة وليست وقتية أو موسمية فالحياة متجددة باستمرار والمتغيرات من حولنا لا تكف عن الحركة ومن الطبيعي أن يكون الخطاب الديني مواكباً لظروف كل عصر ولما يدور فيه من متغيرات ( 4 ) .

ولا يُعد خطاب التجديد والإصلاح وليد الأحداث المتسارعة التي عصفت بالعالمين الإسلامي والغربي، وتعاظمت بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر2001 . ففي الحقيقة أن دعوات الإصلاح والتجديد انطلقت في القرن العشرين ، بيد أنها بقيت قاصرة على النخبة، ولم تتحول إلى عمل مؤسساتي واسع. ومع تسارع التحولات الحضارية ، أخذت بعض الحكومات في العالم العربي والإسلامي بالعمل على تبني الخطاب التجديدي الذي ما لبث أن تحول بعد أحداث سبتمبر من مطلب داخلي إلى مطلب خارجي، وقرار سياسي. وبالتالي حاز على اهتمام كل الاتجاهات الفكرية والدينية وراحت تحاول إيجاد تفسير لظاهرة تحول الحديث عن الإرهاب، إلى حديث عن إصلاح العالم الإسلامي والعربي، وتحديث الخطاب الديني، وجدل الداخل والخارج أو الأنا والآخر وشرح مفهوم التجديد المطلوب ( 5 ) .
ويعد الخطاب الديني في مصر من اقوي الخطابات المؤثرة في تحريك الجماهير إن لم يكن أقواها ‏,‏ واكتسب  قوة غير عاديه بعد نكسه‏1967‏ وحدث ما يسمي برد الفعل العكسي ضد الخطاب السياسي حيث حللت أسباب النكسة علي أساس أن الأمة قد ابتعدت عن الله والكتب المقدسة‏ ,‏ والي يومنا هذا لم يجب الخطاب الديني اي خطاب آخر رغم محاولات الخطاب السياسي والخطاب الثقافي والخطاب الفني دون تقديم البديل المقنع ( 6 ) .

وقد تبنت قيادات حكومية في مصر ومجموعة من المثقفين المدنيين والإسلاميين المستقلين قضية تجديد الخطاب الدينى كجزء لا يتجزأ من عملية الإصلاح الثقافى المنشود، ومحاولة لكسر احتكار العناصر الأصولية والسلفية علي هذا المجال. وأثارت قضية إصلاح الخطاب الدينى سجالاً متعدد الجوانب والأطراف حيث أكد الداعون للتجديد على أن حالة الضعف والتراجع التي تمر بها مصر والمنطقة نتجت عن خطاب ثقافى ودينى رجعى ومتزمت غير قادر على مواكبة الحداثة والتحديات الداخلية والخارجية التي تواجهها دول المنطقة، وأن الخروج من المأزق التاريخى الذى تمر به مصر والمنطقة يتطلب خطابا ثقافيا ودينيا يغرس ويكرس قيم الحرية والديمقراطية والتسامح والمواطنة والفكر والإبداع ( 7 ) .

ولهذا فإن خطابنا الديني المعاصر يحتاج إلي الاستفادة الواعية من نتائج ومستخلصات علوم‏ الاجتماع والانثروبولوجيا واللغويات والقانون والسياسة وتاريخ الأفكار والاقتصاد والسكان والجغرافيا البشرية والفنون والثقافة‏..‏ وغيرها‏..‏,‏ لكي يساهم ‏,‏ في دفع مسيره مجتمعنا نحو النمو واكتساب المنعة والقدرة علي مواجهه متغيرات ‏ عالمنا المعاصر‏ وضروراتها وعلي التعامل معها بالكفاءة المطلوبة‏ ( 8 ) .

لذلك تسعى هذه الدراسة الى التعرف على اتجاهات القائمين بالاتصال فى البرامج الدينية بالراديو والتليفزيون المصرى نحو تجديد الخطاب الديني .

الإطار المعرفى للبحث :

أولاً : مفهوم الخطاب الديني :-

المعنى اللغوى للخطاب  : الخطاب على وزن فعال ، ومأخوذ من خاطب ومصدره خطاباً ومخاطبة على وزن مفاعلة ، ومعناه الكلام والمحادثة ، ويقال خطب الناس وخطب فيهم وعليهم خطابة وخطبة : ألقى عليهم خطبة .

ويقال : خاطبه خطابا ومخاطبة : كالمه وحادثه ووجه إليه كلاما أو خاطبه فى الأمر حدثه بشأنه فالخطاب كلام موجه فيه مشاركة وقال الراغب : الخطب والمخاطبة والتخاطب : المراجعة فى الكلام وقد خاطبه بالكلام مخاطبة وخطاباً وهما يتخاطبان والخطاب : المواجهة بالكلام أو مراجعة الكلام فالخطاب يقتضى حوارا ومشاركة ولا خطاب إلا باعتبار تضمين معنى المكالمة وهو الكلام الذى يقصد به الإفهام ( 9 ) .

ويستعمل لفظ الخطاب اصطلاحا بمعان شتى تبعاً لطبيعة الموضوع الذى ينصب عليه الخطاب وتبعاً للأغراض التى يتوقى تحقيقها منه على النحو الذى يحدده المنطق ، وفلسفة التشريع ، والأيديولوجية المتبناة فى صياغة التشريعات ومعنى هذا أن الخطاب يتجاوز الشكلانية اللغوية ويمتد إلى وسائل الإقناع ، ونوعية البرهان ، وأدوات الأسلوب البياني ( 10 )  .

 وبالتالي يعرف الخطاب بأنه " كل ما كتبه أو قاله أو علق عليه شخص ما أى مضمون الطرح الذى يقدمه مصدر معين حول قضية ما " ( 11 ) .

أو هو كلام موجه الى متلق بقصد الإقناع والتأثير أو المشاركة الكلامية بين طرفى الاتصال حواراً أو مشافهة أو كتابة للتأثير والإقناع وتحقيق مقاصد اتصالية ( 12 ) .

 كما يعرف الخطاب بأنه " مجموعة من النصوص التى تشكل خطاباً أو فكراً فالخطاب باعتباره مقولة الكاتب هو بناء من الأفكار يحمل وجهة نظر أو هو هذه الوجهة من النظر مصوغة فى بناء استدلالى يتضمن مقدمات ونتائج " ( 13 ) .

إذن الخطاب هو طريقة معينة للتحدث عن الواقع وفهمه كما أنه مجموعة من النصوص والممارسات الخاصة بإنتاج النصوص وانتشارها واستقبالها مما يؤدى الى إنشاء أو فهم الواقع الاجتماعى بل هو كل الأشياء التى تكون العالم الاجتماعى وبعبارة أخرى الخطاب هو واقعنا الاجتماعى وإدراكنا لهويتنا ( 14 ) .                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                              

ولذلك فالخطاب الديني ليس مجرد كلام يقال بل لابد من انتظار رد فعل أو نتيجة بشأنه وليس أيضا كما يتخيله البعض بأنه مجرد الخطابة التى نتلقاها من على منابر المساجد والكنائس فى صورة خطبة أو موعظة أو درس بينما المقصود هو مجمل ما يصلنا من أفكار أو تصورات بكل أشكال التعبير اللغوى مسموعا أو مكتوبا وبكل وسائل التوصيل التقليدية أو المستحدثة وبتلك التى نتلقاها فرادى أو جماعة ( 15 ) .

وهو ما تحتاجه الدعوة من خطاب يواكب اختلاف العصور ، ويحتوى اختلاف البيئات ، ويستوعب اختلاف القضايا، ويناسب اختلاف المخاطبين ، ويستعمل الوسائل المناسبة لهم ( 16 ) .
كما يعرف الخطاب الديني بأنه اجتهادات علماء الدين فى غير الثوابت التى تتلاءم مع مستجدات كل من الواقع والمعرفة والتى تصل مشافهة أو مسجلة أو مكتوبة إلى الجمهور فيتلقاها بالسماع أو الكتابة فتكسبه المنعة والقدرة على مواجهة متغيرات العصر وعلى التعامل معها بالكفاءة المطلوبة .

والخطاب الديني ليس هو الخطابة التي نتلقاها من علي منابر المساجد والكنائس في صوره خطبه أو موعظة أو درس‏;‏ بالتعبير الشائع هذه الأيام‏;‏ بينما المقصود هو مجمل ما يصلنا من أفكار أو تصورات بكل أشكال التعبير اللغوي‏,‏ مسموعا أو مكتوبا‏,‏ وبكل وسائل التوصيل التقليدية أو المستحدثة‏,‏ وتلك التي نتلقاها جماعه أو فرادي‏ ( 17 ) .

وهو اجتهادات رجال العلم المتفقهين في الدين مسلمين ومسيحيين بشرط الا  تمس الثوابت الأساسية للعقائد الدينية نفسها‏,‏ والتي تجسدها وتعبر عنها خير تعبير أركان الإيمان ثم أركان الدين المعين بالذات‏ ( 18 ) .

والخطاب الديني هو مجموع الأفكار والتصورات التى يطرحها منتجو هذا الخطاب فى أى شكل من أشكال الاتصال من خلال مناهج مستحدثة للتعامل مع النظام العالمى الجديد بقضاياه وإشكالياته وصيغاً جديدة تتواصل مع التراث بشكل أوسع من مفهوم الاجتهاد الذى اعتبره الفقهاء مدخلاً أساسياً فى تعامل الشريعة مع المتغيرات الحديثة ( 19 ) .

والخطاب الديني هو الدعوة إلى الله تعالى ، وإلى الإيمان بالرسل، والإقتداء بهم، واقتفاء نهجهم فى إقامة الدين الحق، وإتباع أوامر الخالق واجتناب نواهيه، وتربية الخلق وتنظيم حياة المجتمعات، وتوطيد التعامل الإيجابي مع مقتضيات الأحوال المتغيرة التي تطرأ على الحياة الاجتماعية فى مستوياتها المختلفة.

فالخطاب الدينى هو الذى يوجه العقل لإدراك المقاصد فى الدين، وفى الأحكام التى يدعو إليها، من حيث إنه يضئ له طريق الحق ويهديه سواء السبيل، ويوجهه إلى التفكير الصحيح والتدبر الواعى الذى يقود إلى استنباط الأحكام، ويشعره بالحاجة إلى المعرفة الحقة، وفهم الحقائق التى تحكم هذا الكون، ويعطيه مفاتيح البرهنة والاستدلال على وجود القوة المدبرة لهذا الكون، ويمكنه من فهم المنظومة الأخلاقية التى تشكل دستور الحياة الجماعية والاجتماعية

والخطاب الديني ينبني على الفكر الديني السائد فى المجتمع ، فإذا كان الفكر الدينى سليماً فسيكون الخطاب الدينى ايجابياً ، أما إذا لم يكن الفكر كذلك فسوف ينعكس بالسلب على الخطاب الدينى ( 20 ) .

والخطاب الديني المراد تجديده هو أسلوب الدعوة إلي الإسلام‏,‏ ووسائل الإقناع التي تتنوع وتتغير تبعا للتطور المذهل في علوم الاتصال الحديثة وهو  تطوير لطرائق عرض الإسلام لكي يلائم المخاطبين كما أنه تطوير لا يخرج عن أنماط ثلاثة حددها القرآن الكريم‏,‏ وهي الحكمة التي تقوم علي استخدام منطق العقل الخالص‏,‏ والموعظة الحسنة التي تقوم علي العواطف والمشاعر والوجدان‏,‏ والجدال بالتي هي أحسن الذي يتأسس علي الحوار الجاد المثمر الذي يهدف الي الوصول للحق‏,‏ بعيدا عن اللجاجة والمراء ( 21 ) ‏.‏  
ثانياً : أنواع الخطاب الديني :-

يبدو الخطاب الديني فى مصر فضاء متسعا لتيارات عديدة تتداخل وتتفارد فكرياته ومواقفه لتضحى تعددية متشعبة الرؤى والأطروحات يمكن تقسيمها على النحو التالى :

الرؤية الأولى : ترى أن الخطاب الديني يتنوع تنوعاً يتناسب مع حالة الإنسان فهو ( 22 ) :

* خطاب من آيات القرآن الكريم للإنسان : حيث تتنوع أنواع الخطاب فى آيات القرآن الكريم لتكون منسقة مع سنة الحياة وأن يكون فيها تنوع وتغير ومن أجل ذلك نزل القرآن منجماً حسب الظروف والحوادث لأنه كتاب بناء جاء بمنهاج  كامل للحياة لصيانة نفوس وبناء أمة وإقامة مجتمع وقد يعم الخطاب فى الآيات القرآنية كل ما يتسع له العقل الإنساني .

* خطاب من الرسل والأنبياء : وقد جاء الخطاب الديني على ألسنة رجال هم نماذج بشرية فاضلة مختارة بعثهم الله برسالته إلى الشعوب والأقوام من أجل إنقاذهم من صور الفساد فى العقيدة وما ينتج عنها من فساد فى الواقع الاجتماعى والاقتصادى ونظراً لأن فساد العقيدة كان عنصراً مشتركاً لدى الأقوام فقد كان خطاب الأنبياء فى هذه المسألة خطاباً واحداً.

* خطاب العلماء والمصلحين والمفكرين : وهذا الخطاب قائم على محاولة الإنسان فهم الخطاب الآلهي ومحاولة استنباط الأحكام والاسترشاد بآيات القرآن الكريم فى غير جمود وفى هذا الخطاب يعطى الإسلام مساحة واسعة للعقل الإنساني فى إطار الثوابت التى جاء بها الإسلام ( 23 ) .

والرؤية الثانية :  تقسم الخطاب الديني إلى ( 24 ) :

* الخطاب الديني الثائر‏:‏ وفي هذا الخطاب تستخدم المصطلحات التي تهيج النفوس ضد الفساد وضد الظلم وضد الكفر‏..‏ الخ‏.‏ وهنا يكون الصوت المرتفع والنبرات المعبرة‏,‏ بحيث يخرج الناس من أمام الخطيب وهم في حاله ثوره ضد البشر الفاسدين والكافرين ‏.‏
* الخطاب الديني الساخر‏:‏ وفيه يقوم الخطيب بمناقشه عقائد الآخر المختلف بطريقه ساخرة يسفه فيها ما يؤمن به الآخر ويجعل المستمعين إليه يضحكون هازئين‏,‏ وهذا يولد نوعا من احتقار الآخر ورفضه وعند حدوث اي شراره يتحول هذا الفكر إلي عنف شديد ضد الآخر‏.‏
* الخطاب الديني المتجهم‏ :‏ وهذا النوع ليس بثائر فهو يتحدث بهدوء وتؤدة‏,‏ وهو ليس بالساخر فهو يرفض السخرية تماما ولكنه خطاب تجهمي تشاؤمي رافض لكل رأي مختلف أو رؤية مختلفة ويعتبر أن الدين قد جاء لمذله الإنسان وتقشفه وأن أي مظاهر للفرح أو البهجة أو العلاقات الاجتماعية هي من الشيطان وهو يشحن النفوس ضد أي مظهر للمدنية وضد أي عقيدة مختلفة‏.‏
والرؤية الثالثة : تميل إلى تصنيف الخطاب الديني على أساسين هما ( 25 ) :

1 -  تصنيف على أساس المرحلة التاريخية :

* خطاب إسلامي ظهر مع دخول الاستعمار العالم الإسلامي، وحاول أن يقدم استجابة إسلامية لظاهرتي التحديث والاستعمار، وقد ظل هو الخطاب المهيمن حتى منتصف الستينيات، وهو ما يشير إليه بالخطاب الإسلامي القديم.

* ظهر خطاب آخر كان هامشيًا، ولكن معالمه بدأت تتضح تدريجيًا في منتصف الستينيات، وهو ما يشير إليه بالخطاب الإسلامي الجديد. ونقطة الاختلاف بين الخطابين هي الموقف من الحداثة الغربية .

2 -  تصنيف على أساس حَمَلة الخطاب :

* الخطاب الجماهيري (أو الاستغاثي أو الشعبي) : وهو خطاب القاعدة العريضة من الجماهير الإسلامية التي شعرت بفطرتها أن عمليات التحديث والعلمنة والعولمة لم يكن فيها خير ولا صلاح لها، كما لاحظت أن هذه العمليات هي في جوهرها عمليات تغريب سلبتها موروثها الديني والثقافي، ولم تعطها شيئًا في المقابل؛ بل أدت إلى مزيد من الهيمنة الاستعمارية والاستقطاب الطبقي في الداخل، وهذا الخطاب الجماهيري يضم الفقراء بالدرجة الأولى، ولكنه يضم في صفوفه الأثرياء ممن يشعرون بأهمية الموروث القيمي والحضاري، ومن أدركوا أن في ضياعه ضياعًا لكل شيء.

* الخطاب السياسي: وهو خطاب بعض أعضاء الطبقة المتوسطة من المهنيين والأكاديميين وطلبة الجامعات والتجار ممن شعروا بالحاجة إلى عمل إسلامي يحمي هذه الأمة. وقد أدركوا أن العمل السياسي هو السبيل إلى هذا، فقاموا بتنظيم أنفسهم على هيئة تنظيمات سياسية لا تلجأ للعنف، تتبعها تنظيمات شبابية ومؤسسات تربوية. ويميل بعض حملة الخطاب السياسي إلى محاولة الاستيلاء على الحكم بالقوة، أما بعد عام 1965م فيلاحظ أن ثمة اتجاهًا عامًا نحو العمل من خلال القنوات الشرعية القائمة، واهتمامُ حملة هذا الخطاب يكاد ينحصر في المجال السياسي والتربوي.

* الخطاب الفكري: هو الخطاب الذي يتعامل أساسًا مع الجانب التنظيري الفكري داخل الحركة الإسلامية.

وهذا التقسيم لا يعني انفصال مستويات الخطاب الثلاثة؛ فالخطاب الجماهيري والسياسي متداخلان، وقل الشيء نفسه عن الخطابين السياسي والفكري، ورغم انفصال الخطاب الجماهيري عن الخطاب الفكري إلا أن تداخلاً يحدث بينهما من خلال الخطاب السياسي.

الرؤية الرابعة ( 26 ) : ترى تعدد تنويعات هذا الخطاب تبعا لتعدد توجهات وخيارات فصائله وتسعى هذه الرؤية إلي تحديد أهم تنويعات الخطاب الإسلامى المعاصر إلى  :

1 – خطاب الإسلام الراديكالي : وهو الخطاب الذى تبنته جماعات الاحتجاج والعنف فى مواجهتها لأزمة المعاش ومعضلات التحديث المعاصر وإشكاليات العصرنة لتطرح نفسها بديلاً ثورياً متكاملاً له صفة الشمول والمنحى العالمى ليقف سداً فى وجه الهيمنة الحضارية والثقافية للغرب بماديته وعلمانيته ودهريته والتأكيد على ضرورة العودة إلى الأصول الإسلامية فى التفكير وقواعد السلوك والتنظيم الحقوقي والاجتماعي ويرى أن ليس هنالك سوى إسلام واحد هو دين الحق بما يعنى عدم قبوله المزاوجة بين الدين كمؤسسة اجتماعية والإيمان كقناعات فردية والتى هى أدعى لتفتيت الوحدة الإسلامية .

2 – خطاب اليسار الإسلامي : هو خطاب تعددت فيه اجتهادات عديدة بعضها أخذ شكل مشروع حضارى يقوم على إعادة بناء الذات بنقد تراث الماضي وتحجيم التبعية والتغريب بنقد تراث الغرب وتحليل الواقع وتفسيره بهدف تغييره على مستويين تنظيري وتطبيقي يدور الأول التنظيري على شرعيتين هى العقيدة والثورة أو التراث والتجديد .فعلى مستوى التراث بتطويره وتفجير طاقاته وإحياء جوانبه الثورية . وعلى مستوى التجديد بطرق ثلاثة متضافرة : تجديد اللغة وتجديد المعنى  وتجديد الواقع .

3 – خطاب أسلمة المعرفة : يستهدف هذا الخطاب محاولة استقلال حضارى يقوم على إعادة صوغ تراث العلوم وفقاً لوجهة النظر الإسلامية وجعل مفرداتها وإحالاتها جزءاً مكوناً فى الخطاب وإرجاعها إلى الوحى كمصدر بين المصادر العلمية البشرية الأخرى أى بإضافة البشرى إلى الإلهى ووضع تصور لها من منظور قرآنى . ويختلف أصحاب هذا الخطاب فى فهمهم لأسلمة المعرفة منهم من يراها تعتمد على فلسفة علوم إسلامية تستمد أصولها من نظرة الإسلام ومنهم من يؤكد على أهمية العنصر الأخلاقى والالتزام المعيارى ومنهم من يعاينها فى طريقة المعالجة والقضايا المطروحة للدرس والبحث التى توجهها ويقيدها تصور الباحث وعقيدته ومنهم من يراها فى دراسة الواقع بغض النظر عن المدرسة العلمية ومقارنتها بالصورة الإسلامية الصحيحة الممثلة فى حياة وسيرة الرسول والصحابة والسلف الصالح .

4 – خطاب الإسلام التأويلي :  وهو خطاب أثار سجالاً حاداً وصل إلى إدانة صاحبه ( نصر حامد أبو زيد ) واتهامه بالمروق والردة ربما لأن التأويل كفعل منطقى لم يكتسب شرعيته الى الآن فى فكرنا المعاصر حيث يوصف عادة من خصومه على أنه جنوح عن المقاصد والدلالات الموضوعية ودخول فى إثبات عقائد وضلالات من خلال تحريف عمومى للدلالات والمعاني .

ثالثاً : خصائص الخطاب الديني :

هناك من يري  أن الموقف من الحداثة الغربية هو نقطة الانطلاق الأساسية التي تتفرع عنها كل الخصائص الأخرى التي تميز الخطاب الديني الإسلامي الجديد وأوجزها فيما يلي( 27 ) :

* يصدر عن رؤية معرفية شاملة متكاملة والانفتاح النقدي .

<!--خطاب جذري توليدي استكشافي له القدرة على اكتشاف الإمكانات الخلاقة للمنظومة الإسلامية والقدرة على إدراك أبعاد إنسانية جديدة .

<!--أسلمة المعرفة الإنسانية وتطوير رؤية شاملة للفنون الإسلامية.

<!--خطاب يرفض فكرة المركزية الغربية وله القدرة على الاستفادة من الحداثة الغربية ويميز ويفصل بين إنجازات الغرب وبين رؤيته القيمية .

<!--إدراك المكون والبعد الحضاري للظواهر والأشياء المستحدثة .

<!--تأسيس رؤية إسلامية مستقلة في التنمية .

<!--طرح النسبية الإسلامية كبديل عن النسبية المطلقة .

<!--الإيمان بالحركة والتدافع كأساس للحياة .

<!--القدرة على الرؤية المتكاملة للشريعة وإنزالها على الواقع المعاصر .

<!--القدرة على صياغة نموذج معرفي إسلامي والاحتكام إليه .

<!--الاهتمام بالأمة بديلاً عن الدولة المركزية .

وهناك من يري أن خصائص الخطاب الديني الجديد فى عصر العولمة هى( 28 )  :

  خطاب يؤمن بالوحي ولا يغيب العقل .

<!--يحرص على المعاصرة ويتمسك بالأصالة .

<!--خطاب يدعو إلى الروحانية ولا يهمل المادية  .

<!--خطاب يتبنى العالمية ولا يغفل المحلية  .

<!--خطاب يستشرف المستقبل ولا يتنكر للماضي  .

<!--خطاب يتبنى التيسير في الفتوى والتبشير في الدعوة  .

<!--خطاب ينادي بالاجتهاد ولا يتعدى الثوابت .

<!--خطاب ينكر الإرهاب الممنوع ويؤيد الجهاد المشروع  .

<!--خطاب يحفظ حقوق الأقلية ولا يحيف على الأكثرية  .

<!--خطاب ينصف المرأة ولا يجور على الرجل  .

رابعاً :  تجديد الخطاب الديني بين المؤيدين والمعارضين :-

انقسمت بعض الآراء بين مؤيد ومعارض لقضية تجديد الخطاب الديني فالرأى المؤيد ساق حججه على النحو التالى ( 29 ) :

 * الحياة متطورة، ومتجددة ، وأحوال الأمم والشعوب وعاداتها وتقاليدها وأعرافها يعتريها الكثير من التغير والتحول ، وبالطبع فإن الحاجة تتضاعف إلى معرفة حكم الشرع فيما استجد من أمور.

* التجديد من مقتضيات تطور الحياة والمجتمعات، وكلنا ينشد التطور والرقى ، ولا نكون مبالغين إذا قلنا إن التجديد والابتكار هما ركنا التطور، إذ التطور لا يأتى من فراغ وإنما هو نتيجة لدراسة الآراء والأفكار وأخذ الصالح المفيد منها مع إضافة رؤى أخرى عليها فيتولد من ذلك فكر نير تسترشد به الأمة فى مسيرتها .

* التجديد كما هو مطلب شرعي هو كذلك مطلب عقلى، إذ ليس من العدل والإنصاف أن نطلب من أحد أن يأخذ بفكر من سبقه من غير مناقشة أو إبداء رأى خاصة إذا كان أهلا لذلك.  مادام التطوير فى إطار الحدود التى يسمح بها الشرع، ولا تمس الثوابت بحال من الأحوال ، فباب التجديد والاجتهاد مفتوح فى مجال الأحكام التى لم يرد فيها نص ولا إجماع، أو جاء فيها نص ظنى الثبوت، أو ظنى الدلالة .

أما الرأى المعارض فكانت حجته على النحو التالى :

يعتبر البعض انه من الصعوبة بمكان تجديد الخطاب الديني للأسباب التالية ( 30 ) ‏:‏

* لأن الخطاب الديني بطبيعته يتحدث عن مطلقات‏:‏ فلأن طابع الخطاب الديني يتحدث عن ابيض مطلق واسود مطلق‏;‏ خير مطلق وشر مطلق‏,‏ لذلك فالمنطقة الرمادية غير موجودة وبالتالي فان أتباع الدين الذي يقدمه الخطاب هم الذين يحملون الحق أما الآخرون مهما كانوا فهم يحملون الزيف‏,‏ وهكذا نري أن الحدود في هذا الخطاب واضحة و الدلائل معلنه والمصطلحات لا لبس فيها‏,‏ ولذلك فكل من ليس من الخير فهو في الشر ويجب احتقاره ورفضه علي جميع المستويات‏.‏
*لأن الخطاب الديني يتحدث عن مقدسات‏:‏ بمعني أن ما يقوله المفسر يعضده بآيات مقدسه ولذلك فالرأي هنا ليس للمفسر أو للواعظ ولكنه لله‏;‏ فالله هو الذي يقول ومضمون كلمات الله يقدمها الواعظ فمن يجرؤ علي مناقشه الله؟ وإذا حاول شخص آخر تقديم اي اجتهاد أو تفسير مختلف فانه يحدث التكفير فكل شخص يكفر الآخر‏.‏
*لأن الخطاب الديني يركز علي الذات والانتماء‏:‏ فمن أساسيات الخطاب الديني التركيز علي الذات والدعوة للانتماء وتعليم المبادئ الأساسية للدين‏,‏ وهكذا فالتركيز المبالغ فيه علي الذات يعني في مضمونه نفي الآخر أو المختلف‏,‏ حتي دون هجوم مباشر عليه وهذا ما يسمونه التعصب بالحب فمن كثره حب الإنسان لدينه يتجاهل الأديان الأخري دون نية سيئة‏.‏
*لأن الخطاب الديني بطبيعته يرفض الحوار‏:‏ فالخطاب الديني له اتجاه واحد من المتحدث إلي الملتقي فهو مونولوج‏Monologue‏ وليس بصوره‏Dialogue,‏ وهنا يقوم صاحب الخطاب بتخيل الآخر وهو يحاوره فيثير الأسئلة ويرد عليها‏,‏ ويقوم بتفسير النصوص للآخر بحسب وجهه نظره‏.‏ وتفسير نصوص الدين الآخر المختلف من أكثر الأمور إيلاما للنفس فيعتبر من تعرضت نصوصه للتفسير من جانبه الآخر أن هذا اعتداء علي مقدساته وتشويه لكتبه المقدسة مما يعمق الكراهية ويوجج الصراع‏.‏
*لأن الخطاب الديني يتضمن دعوة للآخرين المختلفين للانضمام إليه‏:‏
لان الخطاب الديني بطبيعته خطاب دعوه للآخرين وإقناعهم بالعدول عن أفكارهم والانتماء لأصحاب الخطاب لذلك فهو خطاب دفاعي هجومي ففي مرحله الدفاع يحاول الرد علي الخطابات الدينية المطروحة علي الساحة والمختلفة معه ثم يقوم بعمليه هجوم عليها‏,‏ ولأنه خطاب إقناع ودعوه لذلك فهو يستخدم كل أدوات الإقناع الممكنة وفي سبيل الوصول إلي الإقناع نجد نماذج متعددة للخطاب الديني‏.‏
<!--

الإطار المنهجي للبحث

يمكن تناول الإطار المنهجي للبحث من خلال ما يلى :

أولاً : الدراسات السابقة :

 تنوعت الدراسات التى تناولت الخطاب بصفة عامة والخطاب الديني بصفة خاصة  ويمكن تصنيف هذه الدراسات فى إطار محورين :

المحور الأول : دراسات تناولت الخطاب الديني ومنها :

1 – دراسة جابر عبد الموجود ( 2002 ) عن اتجاهات النخبة حول تجديد الخطاب الديني ( 31 ) :  توصل فيها إلى أن المؤسسات الدينية والإعلامية هى التى تتحمل مسئولية تجديد الخطاب الديني لما تملكه هذه المؤسسات من برامج دينية وتعليمية ولما لها من قدرة على الإدارة والتنظيم وأن الدعوة لتجديد الخطاب الديني جاءت لعدم أهلية الخطاب الديني الحالى لمسايرة المتغيرات الدولية والصورة السلبية المنطبعة لدى الغرب عن الإسلام والمسلمين بسبب وجود فهم غير صحيح لكثير من جوانب الإسلام لدى الغربيين ولإغفال الخطاب الديني عن إبراز الوجه الحضارى للإسلام والمسلمين . 

2- دراسة صالح السيد العراقى ( 2006 ) عن أساليب تطوير الخطاب الديني في القنوات الفضائية العربية ( 32 ) : وتوصلت هذه الدراسة الى أن أهم ضوابط تطوير الخطاب الدينى من وجهة نظر الخبراء والقائمين بالاتصال في القنوات الفضائية العربية هو "أن ينطلق فكر التطوير من القرآن الكريم والسنة النبوية أولاً ثم اجتهاد العلماء والمفكرين فيما بعد" وذلك بنسبة 22.28% ، يليها "ألا يؤدى التطوير إلى التصادم مع النصوص الشرعية أو الإخلال بها" بنسبة 18.51% ، ثم "أن يراعى التطوير القواعد العامة فى الإفتاء" وذلك بنسبة 15.99% . كما توصلت الدراسة الى أن شكل عدم قدرة الخطاب الدينى على إظهار جوهر الدينى الإسلامى الصحيح" أبرز أوجه القصور التى يعانى منها الخطاب الدينى الحالى فى القنوات الفضائية العربية وذلك بوزن مئوى مقداره 76% ، يليه "كثيراً ما يشغل الخطاب الدينى نفسه بالشكليات والأمور الهامشية وذلك بنسبة 74.67% ، ثم "ميل الخطاب الدينى إلى رفض الحضارة الغربية"" بنسبة 72%  .

3 – دراستان  لرباب الجمال  الدراسة الأولى ( 2005 ) عن دور الخطاب الديني بالصحف المصرية فى تلبية احتياجات الجمهور ( 33 ) :  وتوصلت فيها الى تعدد مصادر الخطاب الديني الذى تسعى عينة الدراسة لالتماسها وجاء فى مقدمتها إذاعة القرآن الكريم ثم الشرائط الدينية وتراجعت الصحف لمراكز أخيرة كما سعت العينة لمتابعة مصادر محددة بالخطاب الديني الصحفى وفى مقدمتها الدعاة المشهورين 58.9 % يليها علماء الأزهر الشريف 27.94 % وأخيرا  كبار الكتاب فى مجال الدين 13.97 % ولم يثبت وجود علاقة دالة بين الاعتماد على الراديو أو الصحف أو البرامج الدينية بالقنوات الفضائية العامة أو التليفزيون المصري وبين مستوى المعرفة الدينية فى حين تبين وجود ارتباط سلبي دال إحصائيا بين مستوى المعرفة والتماس الخطاب الديني من القنوات الفضائية الدينية .

أما  الدراسة الثانية  ( 2002 ) عن العوامل المؤثرة فى تشكيل خطاب الصحافة العربية الدولية تجاه أحداث 11 سبتمبر 2001 وتداعياتها ( 34 ) :  تناولت فيها الباحثة  دراسة العوامل المؤثرة فى تشكيل خطاب الرأي الصحفي  فى جريدة الشرق الأوسط  إزاء أحداث 11 سبتمبر وتوصلت الدراسة التحليلية إلى أن أحداث سبتمبر نجم عنها العديد من النتائج أهمها حملات التشويه التى تعرضت لها الدول الإسلامية والعربية وفى مقدمتها السعودية ومصر وبداية ملامح خريطة جدية للعالم وقد أيدت الخطابات أهمية الدور الإعلامي فى المرحلة الراهنة للأحداث مشيرة إلى قصور الإعلام العربي الذى انسحب على كل القضايا العربية وضرورة وجود خطاب إعلامي دولى موحد حتى لا نظهر تشتتنا أمام الرأي العام وتعددت القوى الفاعلة داخل  خطاب  الرأى وتمثلت فى قوى فاعلة أمريكية مناوئة عربية أجنبية دولية ونسبت لها العديد من الأدوار الإيجابية والسلبية .

 

4- دراسة عبد العزيز شادى ( 2002 ) عن الخطاب الديني والصراعات الدولية خبرة ما بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001 ( 35 ) : توصلت إلى أن منتجي الخطاب الديني يتأثرون بالأطر السياسية والاجتماعية التى يعيشون فيها الأمر الذى ينعكس على خطابهم الديني فى معالجته لقضايا مثل العلاقة بين الحاكم والمحكوم والولاء للوطن حيث يري منتجو الخطاب الديني فى لبنان على سبيل المثال ضرورة التمييز بين الولاء للحكومة والولاء للوطن عكس الوضع فى مصر الذى  لا يعرف مثل هذا التمييز كما أن بعض منتجي الخطاب الديني ينظرون إلى العلاقة بين المسلمين والغرب على أنها علاقة تعاون وأن دارهم دار سلام ودعوة فى حين ينظر إليها البعض الآخر على أنها علاقة عدائية وأن دارهم حرب .

5 – دراستان  لمحمد أحمد يونس الدراسة الأولى ( 2000 ) عن الخطاب الديني فى الصحف المصرية خلال الفترة ما بين عامي 1883 – 1914 .( 36 )  : توصل فيها الى وجود تأثير للخط الفكرى والانتماء الحزبي ونوع الصحيفة سواء كانت عامة أو متخصصة على خطابها الديني كما توصلت الدراسة التحليلية إلى أن الخطاب الديني كشف عن احتياج الأمة الى تجديد الفكر الديني والإصلاح من خلال الاجتهاد وإصلاح مؤسسة الأزهر والتوسع فى إنشاء الجمعيات الخيرية الإسلامية كوسيلة من وسائل الإصلاح .

أما  الدراسة الثانية ( 1994 ) ( 37 ) : عن الصفحة الدينية فى الصحف المصرية خلال الفترة من 1984 – 1989 , رسالة ماجستير , غير منشورة , جامعة القاهرة , كلية الإعلام , 1994 توصلت إلى أن  ضيق مساحة النشر تعد من أهم الضغوط التى تؤثر سلباً على أداء القائم بالاتصال فى الصفحة الدينية بالصحف المصرية .

6 - دراسة احمد حمد (1997 ) عن الخطاب الالهى وكيف تلقته أفهام المخاطبين ( 38 ) :  توصل إلى أن الخطاب الإلهى يقوم على حقائق فى المعاني وثوابت فى الأحكام والتشكيك فى المعانى هدم للغة كما أن التشكيك فى الأحكام هدم لنصوص المنهج وأن أى مفكر يريد أن يتعمق فى عبارات الخطاب ويستخرج منها ما لم يسبق إليها لا معارضة له ولا حجر عليه شريطة أن يكون هذا التعمق فى نطاق الدلالات المتبادرة للفهم من هذه العبارات .

المحور الثانى : دراسات تناولت الخطاب الإعلامى ومنها :  

1 – دراسة سهام نصار ( 2003 ) عن الخطاب الصحفى حول حوار الحضارات فى الطبعة الإلكترونية لصحيفتى الأهرام والشرق الأوسط عام 2001 ( 39 ) : وكشفت  نتائج هذه الدراسة عن تفوق صحيفة الأهرام على صحيفة الشرق الأوسط فى حجم الاهتمام بقضية حوار الحضارات وأن كبار الكتاب فى كلا الصحيفتين هم الذين تصدوا للخوض فى مسألة حوار الحضارات وتشير النتائج إلى أن الكتاب المصريين والسعوديين كانوا من أكثر الكتاب العرب تناولا لهذا الموضوع فى جريدة الشرق الأوسط واتفقت الصحيفتان فى مسعاهما للتأكيد بأن الإسلام دين حوار وسلام وليس دين عنف وإرهاب ولكنهما اختلفتا فى بعض مسارات البرهنة فبينما ركزت الأهرام على استخدام مسارات تؤكد على أهمية الحوار وضرورته نجد صحيفة الشرق الأوسط تهتم باستبعاد الإسلام كخصم وتهتم بنفى أن تكون أحداث 11 سبتمبر صراع حضارات .

2  – دراسة عايدة الس

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 658 مشاهدة
نشرت فى 17 مارس 2016 بواسطة abdelbadea

ساحة النقاش

الدكتور محمد عبد البديع السيد جامعة بنها

abdelbadea
أهتم بفنون الإعلام المختلفة ( الإخراج الإذاعي -سينما تسجيلية - تحرير الأخبار الإذاعية - بحوث الإذاعة والتليفزيون - التحرير الصحفي الالكتروني ) »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

20,062