السموم الفطرية

مقالات وأبحاث ومعلومات قيمة عن السموم الفطرية بالإضافة إلى معلومات عن التنمية البشرية

أغذية كثيرةٌ تلك التي نحتفظ بها في بيوتِنا وتبقى طيّ الأرفف أياماً وربما أشهراً كثيرة، خاصة تلك التي لا تتلف في يومٍ أو اثنين، كالأرز والذرة والفستق وغيرها من المحاصيل، فنعود إليها ونستعملها دونما التفاتٍ إلى ما إذا كانت تلك المحاصيل تالفةً أم صالحةً للاستخدام.

إلا أنه، وباتفاق الاتحاد الأوروبي، ثبت أن كثيراً من الفطريات قد تهاجم تلك المحاصيل وتسممها، وبتناول الإنسان لها فإنه يتعرَّض للتسمم الذي قد يودي بحياته.. فما خطورة تلك الفطريات وما تأثيرها على الإنسان؟ "فلسطين" التقت "البروفيسور" أحمد ثابت أستاذ الكيمياء الحيوية وكيمياء الأغذية في الجامعة الإسلامية، وأجرت الحوار التالي:

يبدأ د. ثابت حديثه بتعريف تلك السموم قائلاً:"السموم الفطرية عبارة عن مركّبات سامة تفرزها مجموعة من الفطريات التي تنمو على محصول الأرز والذرة والفول السوداني "الفستق" وبذرة القطن"، مضيفاً:"تلك المركبات سامَّة ومسرطنة، وتؤثر على الإنسان والحيوانات والطيور أيضاً".

وعن تلك السموم فهي متنوعة، ويذكر د. ثابت المتداولة منها والتي تتمثل في سموم "الأفلاتوكسين"، ويجب ألا تزيد نسبة سميته في الغذاء عن "20" جزءاً في "البليون"، وإن زادت فإن سميته تكون قاتلة، وهناك سم "الأوكراتوكسين" ويجب ألا تزيد سميته عن "1" جزء في المليون، وهذا السم أكثر ما يؤثر في الدواجن إذ يقلل كثيراً من إنتاج البيض، من خلال تأثيره على الجينات تأثيراً مباشراً، وهناك أيضاً سم "الزيرالينون" الذي يجب ألا تزيد نسبة سميته في الغذاء عن "1" جزء في المليون، وإن زادت فإنها تؤثر على حمل الحيوانات والتبويض ونمو الجنين.

ويُذكَر أن السموم الفطرية تتراكم في معظم المحاصيل بشكل أكبر بعد عملية الحصاد بالرغم من أنه ثبت أن التلوث "بالأفلاتوكسينات" في الذرة يحدث في مرحلة ما قبل الحصاد، وقد وُجِد أنَّ الثمار التي مرَّ عليها عام تكون أكثر عرضة للإصابة بالفطريات، وذلك مقارنةً بالثمار غير الناضجة وحديثة النضج.


أما عن كيفية التعرف المنزلي على إن كانت تلك المحاصيل تحتوي على فطريات سامة أو لا، بيَّن د. ثابت أنه "لا يمكن التعرف على وجود تلك الفطريات أو عدمه ببساطة، فهي تحتاج لتحليلٍ من قبل المتخصصين قبل بيعها والتصرف بها، ولكن هناك أمور قد تؤكِّد وجود فطريات سامة في تلك المحاصيل، كأن يكون لونها أقرب للون الأخضر وتكون رائحتها غير تلك الرائحة الطيبة المعروفة".

ويَذكُر أن" تلك المحاصيل المسمَّمَة بفعل الفطريات لها قدرة كبيرة على مقاومة الحرارة، أكثر من البكتيريا، فالبكتيريا قد تُقتَل مع تسليط درجة حرارة عالية جداً عليها، لكن هذا النوع من الفطريات قادر على مقاومتها".

ومثال ذلك، الفستق الذي تقوم كثيرٌ من النساء بتحميصه أملاً في التخلص من الرائحة الغريبة التي تنبعث منه إن كان مُسمَّماً، دون جدوى من انتهاء تلك الرائحة، ودون أن تدري السيدات بأن تلك الرائحة تدل على تسمم الفستق وأنه لا يجب تناوله أبداً.

أما عن الرطوبة ودرجة الحرارة العالية فإنهما بيئةٌ مناسبة جداً لنمو تلك الفطريات –حسب د. ثابت، لذا ينصح بضرورة تخزين تلك المحاصيل بطريقةٍ مناسبة تضمن عدم تسممها، بحيث يتم وضع المحصول في كيس بلاستيكي ويُربط ربطاً محكماً كي لا تدخل إليه الرطوبة والهواء وبخار الماء، ويوضع في مكانٍ جافٍ غير رطِب ما أمكن، لأن تلك الفطريات لا تحتاج لكثيرٍ من الرطوبة كي تنمو، فقليل من الرطوبة يكون لها بيئة صالحة للنمو والتكاثر.


وفي رسالةٍ لوزارة الصحة والمتخصصين في الجامعات ووزارة الزراعة، يشدِّد د. ثابت على ضرورة وجود رقابة على تلك المحاصيل بشكلٍ دقيقٍ والتعرف على نمو الفطريات وتقدير نسبة السموم فيها، ثم إعدام المحاصيل ذات السُّميَّة والتخلص منها فوراً.

أما عن خطورة تلك الفطريات السامة على جسم الإنسان، فقد أوضح د. ثابت أن سميتها "مسرطنة" وقاتلة وتأثيرها الأول يتجه نحو الكبد، إذ تحوِّل الخلايا العادية إلى خلايا سرطانية، لأننا إلى أنها تتجمَّع في الجسم بالتراكم، فتأثيرها يحدث على المدى البعيد.

وليس أدلّ من ذلك على خطورة تلك الفطريات السامة إلا تلك الحالات من مرضى السرطان، التي أصبحنا نلاحظها بشكل لافت دون السنوات القديمة.

المصدر: صحيفة فلسطين
abdallahhassane

Abdallahhassane

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 75 مشاهدة
نشرت فى 8 يونيو 2015 بواسطة abdallahhassane

السموم الفطرية

abdallahhassane
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

14,218