موقع الدكتور عباس علام

للبحوث والدراسات التربوية

3 – مهارة الحوار :

 

       عزيزى القارىء، قبل الحديث عن مهارة الحوار لدى أجدادنا، نجد هذا السؤال يطرح نفسه بشدة : هل تملك مهارة الحوار؟ وإلى أى مدى تتمكن من هذه المهارة ؟

قبل أن تجيب أدعوك لقراءة حكم الأجداد عن ذلك،  وإلام دعَوا، حينئذ فقط سوف يستطيع كل منا الوقوف على إجابة السؤال السابق.

 

عن اختيار وقت الكلام تأمل هذه الحكمة الموجزة:

- "العاقل من يعرف متى يتكلم ومتى يصمت".

ثم يوضح لنا الوقت المناسب للكلام بالحكم التالية:

- " لاتتكلم إذا وجب عليك السكوت ، ولا تسكت إذا وجب عليك الكلام".

- " إذا تكلمت فاختر لكلامك الوقت المناسب والكلام المناسب". 

- " إذا تكلمت فاختر لكلامك الوقت المناسب والكلام المناسب والمجال المناسب".

- " لاتنطق إلا إذا كان كلامك أفضل من الصمت".

- " الحكيم من يختار الكلام المناسب للمجلس المناسب ، ولا ينطق به إلا فى الوقت الناسب". 

 ألست معى أن الحكمة السابقة تكاد تتطابق مع المثل القائل لكل "مقام مقال".

وعن انتقاء الألفاظ المهذبة أثناء الحوار يقول الحكيم المصرى :

- "إذا أردت الحوار فتخير كلماتك كما يتخير الصائغ حبات الخرز لينظم عقداً ، أو كما يتخير البستانى

   زهوراً ليصنع منها باقة".

تأمل دعوة الحكيم المصرى لانتقاء الألفاظ المهذبة ، وبأن من يفعل ذلك سيكون مثل أصحاب المهن الراقيةالجميلة التى تجلب الجمال والسعادة للآخرين (الصائغ – البستانى).

ويقول أيضا:

- "اختر كلماتك قبل أن تتحدث ، واعط للاختيار وقتا كافياً لنضج الكلام، فالكلمات كالثمار تحتاج لوقت كاف

   حتى تنضج".

عزيزى : من فضلك أعد قراءة الحكمة السابقة وتأمل عظمتها فى التشبيه (الكلمات كالثمار)!!

وينصح الحكيم المصرى بالهدوء والتروى أثناء الحوار :

- "ياولدى قبل أن تتكلم عليك أن تفكر فيما تقول ، وفيمن يستمع إلى ما تقول ، وأين ومتى تتكلم، حتى تجد الأذن التى تصغى وتفهم ماتقول" .

- "لاتترك لسانك يسبق عقلك".

ويقول أيضاً :

- " اكبح لسانك ولا تجعله يسبق تفكير عقلك".

وحتى مستوى الصوت أثناء الحوار تكلم عنه الحكيم المصرى فقال:

- " إذا كنت على حق فلا داع لترفع صوتك ، فكلما كان الصوت قوياً كان الحق ضعيفاً ".

وعن أهمية الموضوعية فى الحوار يقول :

- "لا تصدق النقد حتى لا يقعدك اليأس ، ولا تصدق المدح حتى لايقعدك الغرور".

- "من يمدحك بما ليس فيك وأنت راض عنه، يلعنك بما ليس فيك وأنت غاضب عليه".

  (وكأن الحكيم المصرى يعيش بيننا الآن ، ورأى مواكب المنافقين والمرائين والمخادعين التى تملأ شتى

  المواقع والمؤسسات في حياتنا، فقال ما قال !!).

كما يقول :

- " احفظ لسانك طاهراً ولا تلوثه بنطق الباطل، ولا تجعل لسانك يسبق عقلك وتدبيرك".

- " تفنن فى الحديث تسد، فسلاح المرء اللسان ، وقد يكون الكلام اللبق أكثر فاعلية من أى عراك".

- "حكيم من ينطق بالحكمة، وأحكم منه من يعمل بها".

- "عامل الناس كما تحب أن  يعاملوك".

ويوضح لنا الحكيم المصرى نتائج الكلمة الطيبة على الآخرين :

-" الكلمة الطيبة تسعد القلوب كقطرات الندى التى تسعد زهورالحديقة فى الفجر".

- "الحكمة الخالدة هى التى يكون لها صدى تردده الجبال وتتناقله الأجيال".

- "شجرة الحكمة لا تنبت إلا فى الأرض الصالحة لقبولها".

ويحذرنا الحكيم المصرى من الثرثرة ؛ لأن لها أضراراً كثيرة على الفرد وعلى الآخرين فقال:

- "كلما كثر كلام الإنسان كثرت عثراته ، وانكشفت حقيقته ، وكشف معدنه".

- "رجاحة التفكير تنبع من الصمت، وكثرة الكلام توقف التفكير".

- "تعرف حقيقة الإنسان إذا ترك للسانه العنان".

- "الصمت يفتح طريق التفكير، وكثرة الكلام يغلقه".

- "الإنسان يمكنه أن يتحكم فيما لايقول أكثر من تحكمه فيما يقول".

ويقول أيضا:

- "لسان الإنسان سلاح ذو حدين ، إذا أساء استعماله قتل به نفسه".

وحتى تغزو قلوب الآخرين وعقولهم وأنت  تحاورهم قال:

- "إذا أردت أن يصل صوتك إلى قلب سامعه ، فاحرص على اختيار الوقت المناسب ، وانتقاء الكلمات

المناسبة ، وسيطر على صوتك ، وليصاحب صوتك النغم الملائم للحديث".

 

المصدر: كتاب المهارات الاجتماعية في حياتنا المعاصرة للدكتور عباس علام
  • Currently 39/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
12 تصويتات / 602 مشاهدة
نشرت فى 4 ديسمبر 2010 بواسطة abbasallam

ساحة النقاش

دكتور عباس راغب علام

abbasallam
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

366,024