3 – مهارة الحوار :
عزيزى القارىء، قبل الحديث عن مهارة الحوار لدى أجدادنا، نجد هذا السؤال يطرح نفسه بشدة : هل تملك مهارة الحوار؟ وإلى أى مدى تتمكن من هذه المهارة ؟
قبل أن تجيب أدعوك لقراءة حكم الأجداد عن ذلك، وإلام دعَوا، حينئذ فقط سوف يستطيع كل منا الوقوف على إجابة السؤال السابق.
عن اختيار وقت الكلام تأمل هذه الحكمة الموجزة:
- "العاقل من يعرف متى يتكلم ومتى يصمت".
ثم يوضح لنا الوقت المناسب للكلام بالحكم التالية:
- " لاتتكلم إذا وجب عليك السكوت ، ولا تسكت إذا وجب عليك الكلام".
- " إذا تكلمت فاختر لكلامك الوقت المناسب والكلام المناسب".
- " إذا تكلمت فاختر لكلامك الوقت المناسب والكلام المناسب والمجال المناسب".
- " لاتنطق إلا إذا كان كلامك أفضل من الصمت".
- " الحكيم من يختار الكلام المناسب للمجلس المناسب ، ولا ينطق به إلا فى الوقت الناسب".
ألست معى أن الحكمة السابقة تكاد تتطابق مع المثل القائل لكل "مقام مقال".
وعن انتقاء الألفاظ المهذبة أثناء الحوار يقول الحكيم المصرى :
- "إذا أردت الحوار فتخير كلماتك كما يتخير الصائغ حبات الخرز لينظم عقداً ، أو كما يتخير البستانى
زهوراً ليصنع منها باقة".
تأمل دعوة الحكيم المصرى لانتقاء الألفاظ المهذبة ، وبأن من يفعل ذلك سيكون مثل أصحاب المهن الراقيةالجميلة التى تجلب الجمال والسعادة للآخرين (الصائغ – البستانى).
ويقول أيضا:
- "اختر كلماتك قبل أن تتحدث ، واعط للاختيار وقتا كافياً لنضج الكلام، فالكلمات كالثمار تحتاج لوقت كاف
حتى تنضج".
عزيزى : من فضلك أعد قراءة الحكمة السابقة وتأمل عظمتها فى التشبيه (الكلمات كالثمار)!!
وينصح الحكيم المصرى بالهدوء والتروى أثناء الحوار :
- "ياولدى قبل أن تتكلم عليك أن تفكر فيما تقول ، وفيمن يستمع إلى ما تقول ، وأين ومتى تتكلم، حتى تجد الأذن التى تصغى وتفهم ماتقول" .
- "لاتترك لسانك يسبق عقلك".
ويقول أيضاً :
- " اكبح لسانك ولا تجعله يسبق تفكير عقلك".
وحتى مستوى الصوت أثناء الحوار تكلم عنه الحكيم المصرى فقال:
- " إذا كنت على حق فلا داع لترفع صوتك ، فكلما كان الصوت قوياً كان الحق ضعيفاً ".
وعن أهمية الموضوعية فى الحوار يقول :
- "لا تصدق النقد حتى لا يقعدك اليأس ، ولا تصدق المدح حتى لايقعدك الغرور".
- "من يمدحك بما ليس فيك وأنت راض عنه، يلعنك بما ليس فيك وأنت غاضب عليه".
(وكأن الحكيم المصرى يعيش بيننا الآن ، ورأى مواكب المنافقين والمرائين والمخادعين التى تملأ شتى
المواقع والمؤسسات في حياتنا، فقال ما قال !!).
كما يقول :
- " احفظ لسانك طاهراً ولا تلوثه بنطق الباطل، ولا تجعل لسانك يسبق عقلك وتدبيرك".
- " تفنن فى الحديث تسد، فسلاح المرء اللسان ، وقد يكون الكلام اللبق أكثر فاعلية من أى عراك".
- "حكيم من ينطق بالحكمة، وأحكم منه من يعمل بها".
- "عامل الناس كما تحب أن يعاملوك".
ويوضح لنا الحكيم المصرى نتائج الكلمة الطيبة على الآخرين :
-" الكلمة الطيبة تسعد القلوب كقطرات الندى التى تسعد زهورالحديقة فى الفجر".
- "الحكمة الخالدة هى التى يكون لها صدى تردده الجبال وتتناقله الأجيال".
- "شجرة الحكمة لا تنبت إلا فى الأرض الصالحة لقبولها".
ويحذرنا الحكيم المصرى من الثرثرة ؛ لأن لها أضراراً كثيرة على الفرد وعلى الآخرين فقال:
- "كلما كثر كلام الإنسان كثرت عثراته ، وانكشفت حقيقته ، وكشف معدنه".
- "رجاحة التفكير تنبع من الصمت، وكثرة الكلام توقف التفكير".
- "تعرف حقيقة الإنسان إذا ترك للسانه العنان".
- "الصمت يفتح طريق التفكير، وكثرة الكلام يغلقه".
- "الإنسان يمكنه أن يتحكم فيما لايقول أكثر من تحكمه فيما يقول".
ويقول أيضا:
- "لسان الإنسان سلاح ذو حدين ، إذا أساء استعماله قتل به نفسه".
وحتى تغزو قلوب الآخرين وعقولهم وأنت تحاورهم قال:
- "إذا أردت أن يصل صوتك إلى قلب سامعه ، فاحرص على اختيار الوقت المناسب ، وانتقاء الكلمات
المناسبة ، وسيطر على صوتك ، وليصاحب صوتك النغم الملائم للحديث".
ساحة النقاش