قبل 24 ساعة من الآن، وبشكل عشوائى كما هى العادة فى مصر، تعرض مبنى أثرى ذو طلة معمارية مميزة إلى الهدم بحجة صدور قرار إزالة فى حقه، عملة الهدم أثرت على الآثار القريبة منه، وتحديدا باب درب اللبانة وباب الوزير..
وكما طبيعة المسؤولين فى مصر، وزارة الآثار تنفى على طريقة «مش هو ده بالضبط اللى حصل»، والصور التى نشرها الشباب لما تعرضت له المنطقة الأثرية من ترهل وتشويه وتدمير، تؤكد أن الكارثة كبيرة، غير أن صورة واحدة من بين هذه الصور جعلت للأمور معنى وبعدا أعمق من فكرة الهدد، أو الهدم، أو تشويه الآثار..
فى الصورة تبدو أجزاء من باب الوزير التاريخى ومن باب درب اللبانة الأثرى مطموسة وغائبة المعالم، وتحت رحمة التشويه بفعل مجموعة من بوسترات الحملات الانتخابية لرئاسة الجمهورية الخاصة بمحمد مرسى، وحازم صلاح أبوإسماعيل، وكأن الصورة تخبرك بأن تأثير هؤلاء على تاريخ مصر لن يقل بشاعة أو تشويه عما تفعله «بوستراتهم» فى آثار مصر وتاريخها..
وحتى تكتمل صورة العبث والحسرة، دعنى أنقل لك الخبر التالى: «السلطات الصينية قامت بفتح تحقيق فى واقعة نقش شاب صينى اسمه على أحد جدران المعابد الفرعونية، بمحافظة الأقصر، وتقدمت عائلة الشاب الصينى الذى يدعى «دينغ شينهوا» باعتذار علنى عن الفعل البغيض الذى جاء به الفتى حينما كان فى رحلة سياحية مع والديه فى مصر».
محمد مرسى وحازم صلاح أبوإسماعيل اللذان يدعى كل منهما الإيمان والتقوى وحب الوطن وتطبيق تعاليم الإسلام، لم يتحرك أحدهما طوال الشهور الطويلة الماضية لإزالة صورهما ولافتاتهما الانتخابية التى تشوه معالم مصر وآثارها، وحتى الرجل الذى أصبح رئيسا لمصر، لم يفكر ولو للحظة فى أن يعتذر للناس ولمصر على هذا الفعل غير الحضارى، والتشويه المتعمد الذى سببته بوستراته القبيحة فنيا للجدران والمبانى الأثرية، بينما أسرة صينية يصفها محمد مرسى وأهله وعشيرته بالكفار الذين يعبدون بوذا قدمت اعتذارا رسميا وأبدت أسفها لمجرد أن طفلا فى الإعدادية أخطأ، وحاول أن ينقش اسمه على حجر من أحجار معابد الأقصر التى يراها عدد كبير من أنصار مرسى وحازم صلاح أبواسماعيل أصناما وأوثانا يجب هدمها، أو تغليفها بالشمع حتى لا تفتن الناس فى دينهم.
فى أزمة المحكمة الدستورية ومجلس الشورى لك أن تقول ماتشاء، لأن إعادة كل قانون يتقدم به الشورى مثل الحقوق السياسية والانتخابات إلى دائرة النقاش مرة أخرى بسبب ثغرات وأخطاء قانونية، وعدم قدرة النواب على توفيق أو تفصيل القوانين أو «تأييفها» طبقا للدستور الذى «سلقوه»، أو «طبخوه» بأيديهم، أمر يخرج من نطاق الخلاف القانونى ويدخل تحت بند التهريج والخيبة الثقيلة..
لن أدخل فى دوامة الألاعيب القانونية التى يفسرها كل طرف على حسب مصلحته الخاصة، ولن آتيك باعترافات فقهاء قانون أو خبراء دستوريين، تؤكد جهل وضعف أعضاء الجمعية التأسيسية ومنتجهم.. أنا فقط سأذكرك والذكرى تنفع المؤمنين والشطار والذين ضحك عليهم الإخوان بشعار «بالدستور العجلة تدور».. وهى العبارة اللفظية التى رفعتها الجماعة العفيفة الشريفة الصادقة لإغرائك بالتصويت بنعم على الدستور.. إيه رأيك بقى فى شكل «العجلة» وهى دايرة.. تجنن؟! صح؟!!
نشرت فى 28 مايو 2013
بواسطة a5barkblmasry
أخبارك بالمصرى: موقع اخبارى متخصص فى نقل الأخبار بكل حياديه ... هيئة ومديري التحرير: " رامي الشيخ ، صفاء السيد , آيه المرسي " .. تم انشاء الموقع: 2013/1/30 »
بحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
67,638