السلطة مسئولية جسيمة، الشعب لا يكره فرداً بشخصه، يكره سياسة بعينها فى التعامل، يكره الاستغلال، يكره الجهل والأمية وحياة الفقر، التى ابتلى بها، يكره محاولات غسيل المخ لخدمة السيطرة على الأمم، ومن ثم خدمة أنواع الإرهاب المختلفة.
يكره النخاسة وبيع الذمم، وعدم الوفاء بالعهود، يكره الاستغلال وبيع الأوهام، برغم معارضتنا لسياسة الإخوان، والوقوف ضد مشروع دولة الإخوان، أزعجنا جميعاً ما يحدث للدكتور مرسى بالخارج، والإهانات والتجاهل الذى يعامل به، ومن ثم تُوجه لمصر والمصريين فمهما كان اختلافنا داخلياً لن نقبل أن يعامل الرئيس المصرى بدون احترام، بالخارج للمرة الثالثة على التوالى، بعد قطر الدولة التى تحاول القيام بدور الحليف والصديق ودفع الغالى والثمين لإنقاذ الاقتصاد المصرى، لم يقم أمير قطر باستقبال الرئيس، وأرسل تميم بن حمد بن خليفة آل ثان نائبه، أثناء حضور الرئيس الدورة 24 للقمة العربية!، هل هذا تقدير لمصر؟! هل هذا احترام واهتمام؟ كررتها روسيا واستهانت بنا مرة أخرى، بالرئيس وبالوفد الكبير الذى معه، وقابله عمدة المدينة، تتجاهل دولة مثل أثيوبيا بروتكولات استقبال رئيس وترسل بوزيرة التعدين لاستقباله بالمطار، أى دولة وأى رئيس!! الدول التى تجهل زعماءها بالقواعد والمبادئ، التى وضعت خصيصاً للزعماء من الأجدى أن يتم التعامل معهم بالمثل، فهم من تخلوا عن صفات الزعامة وبإصرار.
سيادة الرئيس، رد فعلك يشتت العقل ويدعو للتعجب والاستغراب!!! فى مثل هذه المواقف التى ليست بالهينة، ولا يمكن التغاضى عنها، هذه إهانة لمصر، ولأهلها، يا دكتور مرسى هل مصر ورئيس مصر أقل مستوى من أن يقابلك رؤساء الدول؟، لا بد من اتخاذ موقف، لا بد من الوقوف ومراجعة النفس، من لم يحترمك اليوم، فلن يقف بجانبك ويساعدك فى الغد.
إن لم يحترم رئيس دولتنا فكيف تحترم كرامة المصريين العاملين بالخارج، فهم لا يحملون جوازات سفر دبلوماسية، الأنظمة الاستبدادية للأسف دائماً تخشى شعوبها، أكثر ما تخشاها الشعوب، والخوف دائماً ينتج أسوأ الحكومات والدليل تهاوى الأنظمة الاستبدادية الهاشة بسرعة فى تونس ومصر، بالرغم من الخوف الذى كانت تزرعه أجهزتها الأمنية وأدواتها العميقة، أنظمة كارتونية هاشة، كما تقول عليها جرائد الغرب، الثورة ليست مجرد أفراح وأعراس وصور بجانب دبابات الجيش وفى الميادين، مع الإشارة بعلامات النصر، أيضاً ليست ذكرى نحتفل بها كل عام ببساطة، لأنها أبداً لن تنتهى الآن، ثمة درس مستفاد من تونس وما نمر به نحن الآن، أنه لا مجال بأن تدار الدول بعقل مركزى أو سلطوى بوليسى مخابراتى أو استبدادى يحول المجتمعات والسُلطات والثروات إلى سجون أمنية وأجهزة مخابرات، ليس لأحد أن يتعامل مع بلده بوصفها مشروعه الخاص ذو الأرباح المضمونة ( دائماً من خطايا الأنظمة الديكتاتورية أنها تنسى وجود الشعوب وتتجاهله أو تستهين به) ... أن يحتكر شئون الحقيقة والسلطة والثروة وبورصة الكرامة، كما ليس لأى فئة أو قوة سياسية معارضة أو موالية أن تحتكر الوصاية على العدالة والكرامة والحرية، ليس لأى فئة مهما نما إلى الأذهان وخُيِل إليها حجمها أن تتعدى على الأمة، وتغير فى معالم وجه الهوية وسواها من قيمنا العامة، فهذه الأرض ليست ملكاً لأحد ولا حكراً عليه لأن لكل مواطن صلة سميكة بها بقدر ما يشارك فى بنائها بعمله واختصاصاته وإنتاجه وإبداعه، عصر الأيديولوجيات الثورية والأصوليات بأنواعها التى يدعى أصحابها امتلاك الأجوبة النهائية والحلول القصوى للمشكلات أفضى إلى إخفاق وإلى كوارث.
نشرت فى 28 مايو 2013
بواسطة a5barkblmasry
أخبارك بالمصرى: موقع اخبارى متخصص فى نقل الأخبار بكل حياديه ... هيئة ومديري التحرير: " رامي الشيخ ، صفاء السيد , آيه المرسي " .. تم انشاء الموقع: 2013/1/30 »
بحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
67,636