راكبو الموتوسيكلات                                       

 لو عرفنا بوضوح من المستفيد من أحداث ليلة أمس الأول لعرفنا بسهولة شديدة الأطراف التى أشعلتها أو ساعدت فى إشعالها.

كل الروايات التى سمعتها عما حدث فى هذه الليلة المشئومة تقول بوضوح إن أيدى خفية ما تزال تلعب ولم تفقد الأمل فى عرقلة الثورة وتجديد الفتنة بين الشعب والشرطة ما دامت الوقيعة بين الشعب والجيش قد فشلت مؤقتا على الأقل.

مرة أخرى الحريق الكبير يمكن أن يشتعل بعود ثقاب صغير وعشوائى، وقتها لن نتذكر من الذى بدأ بالخطأ، ووقتها أيضا لن تنفع أسئلة من عينة من هم الذين كانوا يحتفلون فى مسرح البالون ومن هم الذين حاولوا دخول المسرح بالقوة ولماذا حاول البعض اقتحام وزارة الداخلية، ولماذا تعقب بعض جنود الأمن المركزى بقايا المتظاهرين فى ميدان التحرير؟.

لكن المؤكد أننا ينبغى أن نسعى بكل قوة لمعرفة الإجابة عن السؤال الآتى: من هم راكبو الموتوسيكلات الذين جابوا ميدان التحرير طوال ليلة الأربعاء، واعتدوا وضربوا المتظاهرين والمارة فى الميدان، هل هؤلاء من أصحاب المحال المحيطة بالميدان، ويخافون على أرزاقهم من احتمال إغلاق جديد للميدان، أم هم من أنصار بعض المتنفذين من أقطاب الحزب الوطنى المنحل، أم هم ينفذون أجندة لقوى أخرى لا نعلمها الآن؟

أحداث ليلة الأربعاء منذ الثامنة والنصف ليلا وحتى الثامنة والنصف صباحا، حفلت بحقائق قليلة وأنصاف حقائق والكثير من الأكاذيب، وينبغى على العقلاء التنبه إلى أن شررا كثيرا يتطاير هنا وهناك فى منطقة تتشبع أرضيتها ببقايا غاز وسولار وكيروسين.

من بين الحقائق أن أحدا لا يستطيع منع أهالى الشهداء من الإحساس بالظلم والقهر وهم يعتقدون أن محاكمات قتلة أولادهم بطيئة، وأنهم يشكون كثيرا فى المستقبل وهم يرون كل أجهزة الحكومة لا تستطيع القبض على أمين شرطة الزاوية الحمراء المدان الوحيد بقتل الثوار رغم أنه تحدث لكل صحف مصر القومية والمستقلة، وفى المقابل فإن كبار الضباط المتهمين إما أنهم طلقاء أو يحاولون شراء براءتهم تارة بالأموال وتارة بإرهاب الشهود وأهالى الشهداء معا.

يريد أهالى الشهداء أيضا القصاص العادل، وإذا التمسنا العذر لأهالى الشهداء فلا يمكننا أن نفعل ذلك مع أولئك الذين حاولوا ويحاولون اقتحام وزارة الداخلية، لأننا لا نعرف أولا من هم وماذا يريدون من ذلك وإذا قدر لهم دخولها فماذا سيفعلون، هل سيعلنون البيان رقم واحد مثلا؟!

فى المقابل أيضا ومن خلال تعامل الأمن المركزى مع الموجودين فى الميدان يبدو للأسف أنه لا شىء تغير، نفس الطرق والأساليب كما هى ولا نعرف كيف يمكن توصيف قيام جندى أمن مركزى بقذف المتظاهرين بالحجارة.

يظن المرء وليس كل الظن إثم أن كل ما حدث ليلة أمس الأول له صلة كبيرة بما سيحدث فى الجمعة المقبلة، أو ربما يراد أن يكون له صلة أو يحاول البعض أن يجعل له صلة. هناك سيناريو شبه متكامل يتم الإعداد له منذ فترة طويلة هدفه الإساءة للثورة وأصحابها وشبابها، والتعامل معها باعتبارها انتفاضة أو هبة جماهيرية فى أحسن الأحوال آن لها أن تنتهى.

فى داخل هذا السيناريو لا يمكننا أن نستبعد وجود مندسين يدعون أنهم أهالى شهداء أو مصابو الثورة أو محتجون متطرفون يرفعون أقصى المطالب والهدف: إشعال الحريق الكبير.. فهل من منتبه؟!.

 

 

 

المصدر: الشروق المصرية / بقلم : عماد الدين حسين

التحميلات المرفقة

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 196 مشاهدة
نشرت فى 30 يونيو 2011 بواسطة TAHAGIBBA

ساحة النقاش

TAHA GIBBA

TAHAGIBBA
الابتسامة هي اساس العمل في الحياة والحب هو روح الحياة والعمل الصادق شعارنا الدائم في كل ما نعمل فية حتي يتم النجاح وليعلم الجميع ان الاتحاد قوة والنجاح لا ياتي من فراغ »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

740,009

السلام عليكم ورحمة الله وبركات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته