إن إصلاح أي نظام مجتمعي يبدأ بإصلاح التعليم ذلك أن تطوير نوعية التعليم لا تتم إلا من خلال المعلم ذي المهارات المهنية المطلوبة .
فالمعلم الجيد هو الشخص الذي يترك بصماته علي سلوكيات التلاميذ وعقولهم وشخصياتهم كمواطنين وأفراد صالحين , ومن النقاط المهمة التي يغفلها ويتناساها معظم المعلمين هي أهمية العلم نفسه للتلميذ , فيجب علي المعلم أن يضع في الاعتبار أثناء عرض الدرس أن قيمه المعلومات تختلف , فقد يقدم معلم العلوم درسا في أهمية التغذية لصحة الإنسان ويقوم بربط ذلك بصحة الأفراد الرياضيين العالميين مع إعطاء أمثلة , وقد يقدم معلم الجغرافيا درسا عن جبال الألب ويقوم بشرح وتخيل جبال الألب وذكر بعض المحاولات لتسلقها مع ذكر ارتفاع هذه الجبال وأهميتها السياحية وعدم الاكتفاء بذكر الموقع علي سطح الأرض بل التحدث عن تسلق الجبال وانه كلما ارتفعنا عن سطح الأرض انخفض الأكسجين لذلك لا ينصح للأشخاص المصابين بأمراض القلب مثلا بتسلق الأماكن المرتفعة أو المعيشة فيها .
فالتدريس عملية حيوية وبقدر ما يستطيع المعلم أن يدخل الحياة في درسه يكون نجاح التدريس وإفادة التلاميذ وهي المقدرة التي يستطيع المعلم أن يبثها في نفوس تلاميذه فأن الغاية من التعليم هي التربية والتعلم الذاتي فليست الغاية من التعليم حشو ذهن الطالب بالمعلومات والحقائق والأرقام فان ذلك من الفوائد الثانوية إنما المهم أن تنشئ في الطالب مقدرة علي التعلم الذاتي فالعقل يعمل نتيجة المؤثرات الخارجية والداخلية فالغاية من التعليم أن يصبح التلميذ وقد تربي ذهنه وتهذب فيصير قادرا علي توليد أفكار جديدة ويستنتج لنفسه استنتاجات خاصة يؤمن بها , فمثلا التربية الخلقية وتقويمها لا يأتي من خلال النصائح وقراءة كتب علم الأخلاق بل بان يجد التلميذ من نفسه وازعا ومربيا و مرشدا. فإذا استطعت عزيزي المعلم أن تنشئ في تلميذك القدرة علي التفكير وعلي التعلم فقد جئت بأفضل ما يستطيع المعلم أن يجئ به , ويجب أن يدرك المعلم أن عقول التلاميذ تختلف في ذلك .
فالتلقين يقتل التفكير ويميت الابتكار فيجب تجنب التلقين والحذر من الاستخفاف بعقول التلاميذ والسخرية منهم والإقلال من قيمتهم .
ونحن ألان في العصر الحديث نتحدث عن تكنولوجيا المعلومات ونشعر جميعا بالتقدم العلمي والتقني والبحثي الضخم ولذلك فإننا في حاجة قوية إلي المزيد من المهارات المهنية للمعلم التي سوف تساعده بالتأكيد علي مزاولة مهنة التعليم في ظل التطور الحالي .
وقد أصبح تطوير المعلم بوجه عام والاهتمام بتدريبه المستمر بوجه خاص مطلبا أساسيا في الوقت الراهن وذلك للأسباب التالية :
- التطور السريع والمستمر في الحياة الاجتماعية - اتساع وتضاعف كم المعرفة وسرعة تطورها بشكل دائم - ظهور العديد من المجالات الجديدة لفروع المعرفة المختلفة التي أصبح من الضرورة تعلمها - الاستفادة من نتائج البحوث العلمية الحديثة والأخذ بتوجهاتها - التطور التقني الحديث الذي يساعد بالتالي في عملية التدريس
وقد يسأل البعض منا هو معني ومفهوم التدريس , وللإجابة عن هذا السؤال نقول أن المقصود بالتدريس هو مجموعة من الإجراءات والممارسات التي يقوم بها المعلم والتي تساعده في تحقيق الأهداف التعليمية , وتتضمن عملية التدريس ثلاث مهارات رئيسة تتمثل في مهارات التخطيط والتنفيذ والتقويم.
أهمية التخطيط الجيد للتدريس : - تتمثل أهمية التخطيط للتدريس في عدة اعتبارات من أهمها : - تنظيم تنفيذ التدريس وتقويمه دون عشوائية - تهيئة بيئة التعلم المنتجة والموجهة نحو تحقيق الأهداف - تقديم تغذية راجعة للمعلم عن مدي صحة تصوراته العقلية أثناء تخطيط التعلم وتعديل مشار هذه التصورات بما يسهم في تحقيق الأهداف - استعداد المعلم لما يمكن أن يحدث من عوامل طارئة ومشكلات داخل حجرة الدراسة وتقديم حلول ملائمة لحل هذه المشكلات - إعداد تصور لتوزيع الزمن أثناء تنفيذ التخطيط وإدارة زمن التعلم - اختيار الأنشطة التعليمية والعلاجية مسبقاُ لضمان دمج التلاميذ في عملية التعلم النشط علي نحو جذاب - التغلب علي صعوبات تنفيذ المنهج عن طريق رسم التصورات والإجراءات اللازمة لتحقيق أهداف المنهج بأقل الإمكانات وبأعظم استفادة - تجنب المعلم العشوائية والتخطيط في كثير من المواقف الطارئة المحرجة
وقد يختلف مستوي التخطيط للتدريس تبعا للتوزيع الزمني , فقد يكون التخطيط سنوياُ للمنهج بأكمله أو يكون لفصل دراسي وقد يكون تخطيط لوحدة دراسية وقد يكون تخطيط درس يومي . لذلك يجب علي كل معلم أن يعمل عقلة وفكرة في الإعداد والتخطيط الجيد لسيناريو التطبيق وكيفية التدريس بما يلائم مع احتياجات التلاميذ والمحتوي الدراسي والزمن المتاح للتدريس وكذلك الإمكانات المادية المتاحة وأيضا قدرات التلاميذ ومستواهم العلمي . أهمية تحضير الدرس :قد يظن بعض المعلمين ذوي الخبرة أنهم يستطيعون أن يقوموا بعملية التدريس ارتجاليا ويخطئوا كثيرا باعتقادهم هذا , حتى وان كان قد سبق لهم تدريس نفس الموضوع أكثر من مره وكان التلاميذ من المبتدئين فثمرة المعلم تتمثل في مذكرة تحضيره التي يجب أن تكون رفيقة له في التدريس وان تكون عرضة للتفتيش من مدير المدرسة أو المفتش الفني للمادة . فالمفهوم العام للتخطيط يعني أسلوب أو منهج يهدف إلى حصر الإمكانات المادية والموارد البشرية المتوفرة ودراستها وتحديد إجراءات الاستفادة منها لتحقيق أهداف مرجوة خلال فترة زمنية محددة .
ومفهوم التخطيط لإعداد الدروس بعرف بأنة عملية تحضير ذهني وكتابي يضعه المعلم قبل الدرس بفترة كافيه ، ويشمل عناصر مختلفة لتحقيق أهداف محددة وقد اعتاد بعض المعلمين علي أداء الدروس بشكل ارتجالي وهذا يجعلهم عرضة لهدر الوقت والخروج عن الهدف العام للدرس وهذا خطاء فادح , كما أن بعض المعلمين يكتفون بأن يذكروا عنوان الدرس أو عدد الصفحات وهذا بالطبع عجز زاهر ودليل علي أن المعلم لا يكلف نفسه عناء التحضير المسبق لموضوع الدراسة , وعلي ذلك فواجب علي كل معلم أن يهتم بتحضير مذكره الدرس لكي يكون درسه ناجحا .ولكن كيف يمكن تحضير الدرس وما معني ذلك , فالإجابة عزيزي المعلم لمعني تحضير الدرس هو الإعداد المسبق لسيناريو العمل داخل الفصل الدراسي فهو تصور ورؤية المعلم كما يقوم المخرج السينمائي بالتحضير لمشهد قبل التصوير , ولذلك يكون عمل المعلم اقرب لعمل المخرج الفنان الذي يعطي من وقته بعض الدقائق للتخطيط قبل التنفيذ ويضع في هذا التخطيط توقع لكل صغيره وكبيره داخل الفصل وان يقرر بادي الأمر الوقت الذي خصص له في الجدول المدرسي ووقت الحصة فمذكرة التخضير لأربعون دقيقة تختلف عن مذكره التحضير لثمانون دقيقة إذا كان لدي المعلم حصتين متتابعتين , ثم إن علي المعلم أن يوفق ما لديه من وقت كل أسبوع وبين منهج السنة الدراسية وتوزيع المحتوي الدراسي طوال العام وقد يلجأ إلي الإطلاع علي توزيع المحتوي الذي تعده وزارة التربية والتعليم لمساعده المعلمين علي متابعة عملهم بدقه وتنظيم حتى ينتهي من تدريس المقرر الدراسي في موعد محدد قبل نهاية العام الدراسي .
هذا ويوجد العديد من الفوائد لمخططات تحضير الدروس :- تجعل مخططات تحضير الدروس عمليو التدريس عملية نسقيه وعلمية يقل فيها مقدار الارتجال والمحاولة والخطأ ويستخدم فيها المعلم الإمكانات المتاحة أفضل استخدام وبذلك يقتصد في الوقت والجهد. - تعمل مخططات تحضير الدروس علي جعل النشاط يحدث داخل غرفة الدراسة هادفا ومتسما بطابع التوجيه . - تساعد مخططات تحضير الدروس المعلم علي تنظيم أفكاره وتنظيم الوقت المخصص للتدريس بصورة فعالة . - تكسب مخططات تحضير الدروس المعلم المبتدئ الثقة بالنفس وتقلل شعوره بالاضطراب وعدم الاطمئنان . - تكسب المعلم احترام التلاميذ لان المتعلم يقدر بشكل عام المعلم الذي يؤدي عملة بصورة منظمة وبتسلسل علمي ومنطقي يحترم عقليته. - تحمي مخططات تحضير الدروس المعلم من النسيان. - تعد مخططات تحضير الدروس احد مؤشرات التي يتم في ضوءها تقويم أداء المعلم من قبل الإدارة والتفتيش الفني . - تحقق تقويم أكثر دقة وموضوعية لأن معيار النجاح هنا يتوقف على مقدار ما تحقق من الأهداف - يصبح المتعلم مقوماً لنفسه بدرجة أفضل - خبرات المعلم تتجدد من حين لآخر لذا لا بد للمعلم مـن أن يدون خبراته كي يتمكن الطلاب من الاستفادة منها
ملحوظة : تختلف مخططات تحضير الدروس عاما بعد عام وذلك لمرور المعلم بخبرات متنوعة تكسبه التطور والتمكن الضروري للنمو المهني فيستفيد مع الوقت إلي أن يصل إلي أقصي استفادة ممكنة.
|
ساحة النقاش