(( شوق من الماضي ))
دَعِـي مَـن عـلى عَينيكِ قبلِي تَلَصَّصُوا
و مَــن بـاكـتمالِ الـعِـطرِ بَـعدِي تَـرَبَّصُوا
.
دَعِـي كُـلَّ مَـن قـالُوا, و مـا قِيلَ, إنَّهُم
جَـمـيعًا أحـاسِيسي و قَـولِي تَـقَمَّصُوا
.
دَعِي كُلَّ ما قُلنا لِصَنعــــاءَ و اجلِسِي
فَبَاريسُ مِن خَدَّيــكِ فاحَتْ و قُبــــرُصُ
.
و لا تُـسـرِفي بـالـخوفِ مـنـي فـإنـني
عـلـى كُــلِّ أَســراري أَمِـينٌ و مُـخلِصُ
.
و لا تُـطـفِئِي عَـيـنَيَّ _بـالـصَّدِّ_ إنـنـي
قـريبٌ مِـن الـسَّلوى.. و ذَنْـبي مُرَخَّصُ
.
لـقد عِـشتُ أعـوامًا مِـن الجَدْبِ لا أَرَى
سِــوى غَـيـمةٍ تَـأبَـى و أُخـرى تُـنَغِّصُ
.
و قَـد جئتُ مَحمولًا على الشَّوقِ لِلَّتي
لها الشَّوقُ و المَحمُولُ يُهدَى و يُرخَصُ
.
تَقُولِينَ لِي: عُدْ بي.. و "عُدْ بي" ثَقِيلةٌ
عـلـى نــازِفٍ لَـم يَـدْرِ مِـن أَيـنَ يُـقنَصُ
.
أنـا ظـامئٌ مُـذْ غِـبْتِ عـني, و لَـم يَزَل
عـلى جَـمرَةٍ وَصْـلِي و صَدِّي يُحَصحِصُ
.
بـعَـينَيَّ أَجـيـالٌ مِــن الـشَّـوقِ تَـتَّـقِي
رُجُـوعِي, و تَـستَجدِي بَقائِي و تَحرِصُ
.
و لِــي كُـلَّـما حَـرَّكـتِ كَـفَّـيكِ شَـهـقَةٌ
لَـهَا خـافِقِي يَـهفُو, و عَـينايَ تَـشْخَصُ
.
تُـرِيـدِينَ إرجـاعِي _كَـمَا جِـئتُ_ ظـامئًا
أَلِـلدَّمعِ؟ أَم لِـلجَّمعِ وَصـلِي مُـخَصَّصُ؟!
.
بـكَـفَّيكِ مــا يُـغرِي بُـكائِي و ضِـحكَتِي
فَــلَا تَـسـتَبِدِّي بــي و أَنــتِ الـمُخَلِّصُ
.
إذا كُـنـتِ لا تَـدرِيـنَ مــا الـشَّوقُ.. إِنَّـهُ
غِـــنـــاءٌ بُــكــائِــيٌّ لِــطَــيـرٍ يُــقَــفَّـصُ
.
و إنْ كُـنتِ لا تَـدرِينَ مـا الحُبُّ فاعلَمِي
بــأنَّ الـذي فـي الـقَلبِ حُـزنٌ مُـمَحَّصُ
.
و أَنَّ الــذي فــي الـقـلبِ نــايٌ مُـعَـمَّرٌ
يُـغَـنِّي إذا لامَـسْـتِ صَــدرِي و يَـرقُـصُ
.
و أَنَّ الــذي فـي الـقَلبِ شَـوقٌ حَـنِينُهُ
كَـقِـنِّـينَةِ الـعِـطرِ الـتـي لـيـسَ تَـنـقُصُ
.
و مــا زالَ عَــن عَـينَيكِ يُـخفِي دُمُـوعَهُ
و يُـدْنِـي عَـنَـاقِيدَ الـقَـوَافِي و يَـفـحَصُ
.
جَــلالٌ هُــو الـحُـبُّ الــذي أَنــتِ أَهـلُهُ
فَـــلا تَـسـأَلِي قـلـبي لِـمـاذا يُـقَـرفِصُ
.
و لا تَـسـأَلِي مـا بـي إذا عُـدتُ صـامِتًا
فَـتَـنهِيدَةٌ حَــرَّى _لِـمـا بــي_ تُـلَـخِّصُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خريف - 2014
بقلم الشاعر / عبد الكريم محمد .